2010/11/08

مهرجان لندن الشعري 2010: الحلم بالسلام والأمل وحضور شعري عربي لافت

الحلم بالسلام والأمل وحضور شعري عربي لافت
عن مهرجان لندن الشعري 2010
ابراهيم درويش
ليس اجمل من ليلة شعرية، تجربة يعيشها ساكن في لندن، وفي ليلة خريفية قرب نهر التايمز، حيث تعبر الجسر الطويل من امباكمنت الى ساوث بانك وتمسي على العازفين وتمر بالشحاذين ومن يحملون الكاميرات ليلتقطوا سماء لندن قبل ان يحل الظلام. وبعدها تجلس وتستمع الى شعراء حيث يحلقون في سماواتهم وارضهم.. وبعدها يتركونك في زحمة الاسئلة والعناوين وتقطع نفس الطريق للبيت لكن، ليس اسوأ من ان تخرج وتجد نفسك في زحمة القطارات، تأخرها وتغير مواعيدها ثم تصل الى البيت منهكا حيث تضيع لذة الشعر وذكريات يوم بدأ مساؤه في الشعر واول ليله بالشعر والحنين وانتهى بالبحث عن اقصر طريق يوصلك للبيت بعد يوم طويل، هل هذه هي قصة الشعر؟ فقد قال احد شعراء ليلة السبت انه تأخر عن موعده بسبب زحمة القطارات ولم يصل الا بعد انتهاء جلسته المقررة ليحضر امسيته الثانية مع شعراء ختموا 9 ايام مزدحمة بالقراءات الشعرية شهدتها لندن منذ 30 من تشرين الاول (اكتوبر) وانتهت فعالياته رسميا امس الاحد (7/11) بحوار بين الشاعر السوري المقيم في فرنسا ادونيس والصيني يانغ ليان ثم ليلة شعرية نظمتها نتاني حنظل مع عدد من الشعراء الجدد من اوروبا.
وما يميز ليلة السبت ان الشاعر المتأخر رمزي ناصر، تحدث عن طبيعة الحب في الشوارع وطبيعة الحب كمأساة فكانت نبوءته حقيقية، وناصر شاعر هولندي من اصل فلسطيني، وامير شعراء هولندا لاربعة اعوام حقيقية، فقد ربط في قصيدة بين حالة العشاق في الشوارع وهم يتعانقون لا يبالون بمن حولهم، ومنظرهم يدعو للاستفزاز وبين شخص يرمي نفسه امام عربة قطار ربما لانه يحب وتتحول مأساته الى مشكلة ومعوق لنا على الوصول الى بيوتنا، وفي حالتنا نحن الذين شهدنا قراءته مع مجموعة اخرى من الاصوات الشعرية مررنا بالتجربة فقد تأخر قطارنا وفي الطريق للبيت رأينا عشاق اخر الليل وهم في حالات من العناق الاستفزازي وقبل الوصول الى المحطة الاخيرة من رحلتنا رأينا عاشقا لم يجد مكانا يفرغ فيه ما تجرعه من بيرة وخمور الا باب عربة القطار.

هذه لندن وهذا هو الشعر

هذه اذن لندن، وهذا هو الشعر، ولكن اسبوع 'الشعر العالمي- 2010' الذي قدمت فعالياته في قاعة 'ساوث بانك'، المعروفة اهتم هذا العام بموضوع السلام والامل، وركز على العالم العربي او ما اسماه منطقة 'الشرق الاوسط'. واستضاف المهرجان في معظمه اصواتا شعرية عربية واخرى عربية الاصل متعددة اللغات والاصوات ، ومن جاء من العالم العربي ترجمت اعماله الى الانكليزية. والاهم من ذلك ان المهرجان قدم للمشهد الادبي في بريطانيا على تنوع الاصوات الشعرية وعمق تجربتها واسهامها في الحركة الشعرية في بلادها فالاصوات التي قرأت وتحدثت عن تجاربها شملت شعراء يكتبون بالانكليزية والفرنسية والهولندية. ما يهم في تجربة المهرجان ان الشعراء، فلسطينيين وسوريين وعراقيين ولبنانيين ومن الامارات قرأوا اشعارهم بلغاتهم، اضافة لشعراء ايرلنديين ومن ويلز واماكن اخرى، مما اعطى المشاهد السامع فرصة للتآلف مع الاصوات والحركات والنبرات وايقاع القصيدة حتى في حالة عدم القدرة على فهم اللغة.
ولان الموضوع عن الحرب والحب والسلام فقد انتثرت في جسد القصائد الكثير من الكلمات التي اصبحت عالمية، فلسطين، رام الله، بغداد، فيما حضرت تجارب نقاط التفتيش والتوزع والحرمان والحلم بزيارة القدس، وعن صعوبة تحقق حلم الحب، تجربة ولقاء بين بلدين او حارتين من حارات فلسطين، كانتا لحد الآن قريبتين، بيت لحم والقدس، هناك جيل من الاطفال الفلسطينيين والصبيان ممن حرموا من زيارة القدس وامنيتهم الوحيدة في الدنيا زيارتها. وهذا الشوق واضح في قصائد الشعراء الفلسطينيين الذين كان ظل محمود درويش، يتربص بهم وواقفا لهم امام الباب.

منجز الشعراء وظل درويش

لكن الشعراء الذين شاركو ا في فعاليات المهرجان متعددي الملامح في مجال المنجز كما في تجربة نتالي حنظل، الشاعرة الفلسطينية الامريكية او باي طريقة تريد وصفها، حيث كانت آخر الاصوات في ليلة السبت وقدمت قراءتها صورة عن المنجز الشعري الذي وصلت اليه منذ ان اصدرت ديوانها الاول قبل عقد من الزمان، فقد اضافت اليه تلوينات جديدة، عمل اكاديمي، تحرير مجموعات شعرية لاصوات القرن الجديد، اضافة الى مجموعة شعرية جديدة هي 'الحب والخيول الغريبة'. ولان ظل محمود درويش كان حاضرا منذ بداية الاسبوع الى نهايته، فقد شارك في الامسية الافتتاحية فادي جودة، فلسطيني امريكي الذي ترجم اشعارا لمحمود درويش، فيما بدأت نتالي حنظل قراءتها الشعرية بقصيدة تحية للشاعر الكبير، وهي حوارية بينها وبينه في اماكن محببة له في باريس، واستلهمت منها قدرة الشاعر على هزيمة الموت والغياب، وختمتها بامل 'ان شاء الله' قال درويش وردت 'ان شاء الله' وجاءت خاتمتها لتؤكد ان 'الارض بتتكلم عربي'.
في المهرجانات دائما ما تكون العين مركزة على الايقاع والاداء وعمق التجربة، ففي الاصوات التي تحدثت في امسيات الاسبوع ملامح عن غنى في التجارب التي تجمع بين الشخصي والعام، والتراوح بين المنفى والحنين للوطن، ومن يؤكد على هويته الجديدة، فرمزي نصر يبدو في قصائده متجذرا في ثقافتين، ثقافة الاب التي تعلمها نقاط التفتيش ورحلات طويلة من نقطة تفتيش الى اخرى وثقافة امه، التي قدم لها اغنية ترنيمة جميلة، ويجمع نصر في تجربته بين الالقاء المؤثر والتفاعل مع جمهوره والتمثيل فتجربته في الاخراج والتمثيل تساعده على تقديم 'صورة' عن التجربة الشعرية حيث تتحول الكلمة الى صورة وحضور، وبدأ القاءه لبعض القصائد باللغة الهولندية اكثر تأثيرا على السامع من تلك القصائد المترجمة، ولكنه ترجم ونقل الجو الهولندي في قصائده المترجمة اثناء عملية الالقاء، فالموسيقى عالية والنبرة عالية. والملاحظ ان القراءة الشعرية الانكليزية لها اصولها وقواعدها والجو الايحائي العاطفي مكتوم اثناء القراءة ولا نعرف تغير الحركات والاجواء النفسية للقصيدة او حالة الشاعر الا من تغير النبر او انتقاله من بيت لبيت لكن في القصيدة العربية يبدو الجو احيانا مكهربا، حتى في تلك القصائد التي تفتقد الجدة والعمق من تلك التي قرأها شعراء عرب.
يجمع الشعراء من اصول عربية في امريكا والغرب بين عدد من تجارب ادبية فهم منجزون في عدة مجالات، نقدية، وروائية كما في حالة هيام يارد (لبنانية ـ فرنسية)، كتاب ونقاد ومعلقون سياسيون، اكاديميون، ومحررون لمجموعات ادبية، ومترجمون، وتنوع التجربة الادبية وانفتاحهم على العالم الادبي في اماكنهم التي يعيشون فيها ساعد على اغناء التجربة. ومع ان الشعراء لديهم حس ووعي بوجودهم كشعراء وجزء من العائلة الادبية الكونية كما اكد العراقي فاضل العزاوي، الروائي والشاعر العراقي الذي يعيش في برلين منذ عام 1977 والذي قرأ بالعربية، ثم قرأ بنفسه شعرا مترجما له بالانكليزية، وعلى الرغم من ان تجربة القراءة بالانكليزية اثرت على المستوى التفاعلي مع القصائد الا ان السامع اضطر بطريقة او باخرى للتركيز على المعنى وما يريده الشاعر اي يبحث عما في بطن الشاعر، رحلة، فهناك حكم وامثلة وقصص في القصيدة التي تتشكل عبر القراءة بلسان كاتبها ولكن بلسان غير عربي مبين. ومقابل تجربة العزاوي، جاءت قراءة نجوم الغانم، الشاعرة الاماراتية، ومخرجة ايضا حيث قرأت بالعربية ثم قرأت مترجمة بالانكليزية، ووصف الدليل الشاعرة بانها شاعرة تزاوج بين 'الروحية والاشياء العادية' في شعرها. ما اثر على جلسة الغانم مع فاضل العزاوي هو اضطرار الشاعر للتعليق وتفسير معاني شعره، والدخول في محاورات ثيولوجية يضطر فيها الشاعر للتبرير والتفسير، حول الزي، وان كان تعبيرا عن هوية دينية، او ثقافية.

الطريق من دمشق الى القدس ولبنان

كان طريق اسبوع الشعر قد مر من دمشق بليلة شارك فيها الشاعر السوري نوري الجراح الذي قرأ قصيدة دمشق 'نزلت من قاسيون وطويت الجبل، حقيبتي صغيرة وسؤالي كبير، شباك دمشق مقفل وقلبها الخائف في دولابها / في موضعه .. ترك الصبية المنتحرون كرة الصوف لتوصد الابواب ورائي وتغزل الكنزات للموتى وتنتظر'. ومعها قرأ قصائد مختارة من دواوينه: طريق دمشق، الحديقة الفارسية، حدائق هاملت، كأس سوداء، صعود ابريل ومجارات الصوت، والتي ستصدر تحت عنوان 'صيف التنين' عن دار انترلنك في امريكا، ومن جملة القصائد التي قرأها رسالة 'رسائل اوديسيوس' وفيها 'من جاء بيتي ساعة لم أكن ورأى الدم في الستائر من لمس الباب، من طاف في الغرف.. أنا لست اوديسيوس الميت في باخرة' وقصيدة 'انكشاف' ومنها 'ما من اشواك تكفي جبيني، لا خشب لا مسامير.. المقاعد هلكت والمشاهدون رجعوا الى التراب'. وقرأ ايضا 'نداء يوسف' و 'نقصان' 'انا امشي في الغد ناقصا، امشي في تقلب الرغبة لن اكون في المستقبل لكنني امشي عند المقصلة'. وكذا 'العاشق' و'مرثية'. وقرأ معه فادي جودة، الشاعر الذي فازت مجموعته على الجائزة التي تمنحها جامعة ييل للشعراء الشباب عن اعمالهم المنشورة. فيما قرأت هيام ياردة قصيدة طويلة باللغة الفرنسية، عن الانثى والرجل وسرديات تاريخية للعلاقة بينهما حيث قالت 'الحيوانات المنوية للتاريخ، لا تخصب اي شجرة، هناك نساء مثل المدن، محروقة، ارحامهن تفحمت في فعل الهجر'. وهناك نجوان درويش المولود في القدس والذي صدرت مجموعته الاخيرة تحت اسم 'الباب الاخير'. وقرأ قصيدة 'فبركة' ويقول فيها 'القصة كلها مفبركة. أَبدا لم أصدق لعبة أنك ذبحت وأَن دماءك سالت حتى وصلت البحر المتوسّط وأَن البحر شربك'.
رأيتهم يضعون خالاتي في أكياس بلاستيك سوداء، وفي زوايا الأكياس تتجمع دماؤهن الحارة. (لكن أنا ليس لي خالات) عرفت أنهم قد قتلوا نتاشا - ابنتي التي في الثالثة (لكن أنا ليس لي ابنة)' اضافة الى قصيدة 'محجوز ريزرفد' و'الشائعات' و 'باص الكوابيس' و 'شولوميت'. وقصائده توقع على وتر الحزن اليومي والتشتت بين الوهمي والحقيقي حيث تتحول الكوابيس كوابيس الاحتلال الى حقائق. وكان الصوت اليهودي الوحيد الذي شارك في امسية الافتتاح هو ريتشارد برنينغارتين والذي قدم قصيدة 'ندا' والتي حشدها بكلمات عربية وعبرية تماما كما فعلت جاسمين دوناهي في ليلة السبت والتي قدمت قصائد عن الصراع والهوية والتوزع بين هويات مختلفة، واستخدمت لغة الجسد والجنس لرسم صورة الازمة والطريق لرام الله وهي تبحث عن باص يأخذها الى المدينة من باب القدس. وفي القصيدة او القصائد حس من الالم والذنب.
وبالنسبة للشاعر برنينغارتين فقد بدأ قراءته بقصيدة 'الفراشة الزرقاء'. لكن الشاعر الايرلندي شيموس كاشمان الذي قرأ قصائد من ديوانه 'سيأتي النهار' ومنها قصيدة 'زملاء سكن في جيوس' ويقول فيها 'متجذرون نحن وحكيمون: اغانينا الورود والطيور، نشارك الماء والحجارة الدهشة/ حبنا قصير مثل حر منتصف اليوم وحقدنا طويل: الضيافة تنشف مثل ماء بئر مسروق'. وقال في قصيدة اخرى ان السلام ليس مفبركا لاننا 'نتعامل مع الحقيقة ومنها يتدفق الجمال'. وفي نفس الليلة الاولى قرأت الشاعرة فيونا سيمبسون بعض قصائدها. وفي اليوم الثاني شاركت شاعرتان عربيتان من امريكا وهما اليناز ابي نادر وليزا سهير مجاج كلا من الايرلندي بول دريكان وبول مولدون امسية اخرى. ومع ان الاصوات العربية القادمة من الشرق والمقيمة في الغرب قد تسيدت المهرجان فانه ضم مشاركات من الشاعرة الرسمية لبريطانيا كارول ان دافي واصوات من اوروبا الشرقية والصين.

تشويش

والاصوات العربية لم تكن لتتم بدون مشاركات رمزي قنازع الذي يستخدم ايقاعات الهيب هوب ويمزجها مع اللغة المحكية كي يواجه ما يقول عنه دليل المهرجان 'الحرمان والتهميش' الذي يعيشه العرب والمسلمون في مرحلة ما بعد ايلول (سبتمبر)2001. وهي انشغالات اكدتها قصائد الشعراء العرب من هولندا، رمزي ناصر، وحنظل، فقد كتب الاول قصيدة يتهكم فيها على كذبة رئيس الوزراء الهولندي عندما جر بلاده لحرب كاذبة في العراق، فيما استحضرت حنظل الازمة، اي ما بعد الهجمات بالعودة لجذورها العربية والاسبانية، وبدت متعددة الاصوات والايقاعات مثلها مثل الشعراء الاخرين الذين تنتثر في قصائدهم العربية والفرنسية والاسبانية وغيرها. وقد حرر قنازع مجموعة 'شعراء من اجل فلسطين' وستصدرله مجموعة 'شعرية الظلم: كتابات عن المقاومة وفلسطين'. وبنفس الجو احيت الشاعرة الفلسطينية سهير حماد مع مجموعة 'تشويش' امسية شعرية، حيث تلاقت نيويورك ورام الله، في ليلة جمعت فيها حماد وهي الشاعرة التي تعتبر من الاصوات الامريكية الفلسطينية المهمة التي تكتب بالانكليزية ومن اشعارها المتوفرة على 'يوتيوب' تقول في واحد منها وفي مرحلة ما بعد 2001 ان كان ناس يشعرون بما تمر به نيويورك اليوم اي الهجمات فهم اهل غزة والضفة ومن اعمالها الشعرية 'دموع هذه القصة' و 'ولدت فلسطينية ولدت سوداء'. ولا بد من الاشارة ان البراغثة 'مريد الشاعر وابنه الشاعر تميم' كانت لهما امسية في اليوم قبل الاخير من المهرجان، فالاب، مريد اصدر 12 مجموعة شعرية والابن تميم اصدر 4 مجموعات، وقد ادارت امسية السبت الروائية اهداف سويف مؤسسة المهرجان الفلسطيني او 'بالفيست'. كما ان ثورة الماو الماو في كينيا كان لها حضورها في المهرجان، فقد قرأ ادام فولدز فصولا من مجموعته 'الكلمة المحطمة' حول ثورة الماو ماو في كينيا في خمسينيات القرن الماضي. وشارك فيه ايضا العراقي نبيل ياسين الذي قرأ من شعره وتحدث الى جو تاتشل الذي كتب سيرة حياته امام الجمهور، والاسماء كثيرة في دنيا الشعر، ومهرجان غطى تسعة ايام من الصعب ان تحضر كل فعالياته، والمهم هو الشهود والشهادة.

فقط عبر الشعر يولد الامل

المهرجان الدولي للشعر هو من بنات افكار الشاعر الراحل تيد هيوز (شاعر رسمي سابق توفي عام 1998) ـ وباتريك غارلاند حيث اعلنا عن الدورة الاولى له عام 1967 حيث حاولا اخراج اصوات شعراء ظلت تعيش فيما كان يعرف بالستار الحديدي في اثناء الحرب الباردة. وشارك في الدورة تلك شعراء من تسع دول، وبعد خمسة عقود وفي الدورة الحالية شارك فيه شعراء من 29 دولة. وتقول راشيل هولمز ان الخطوط الوهمية التي ادت الى ولادة المهرجان عام 1967 كانت وراء اختيار العام الحالي للبحث واستكشاف فكرة الحرب والسلام وتخيله.
والغريب ان اول مهرجان جاء عام 1967 اي في ظل حرب حزيران (يونيو) او بعدها ويأتي المنظمون الان ليكتشفوا معنى السلام والامل، هل تأخر الشعر هذه المرة في نبوءته، وقد علمنا الشعراء انهم اصحاب نبوءة وانهم يقرأون الزمن القادم، بل قال فاضل العزاوي انه وان استحضر الماضي والحاضر فانه يصنع المستقبل في قصيدته. في النهاية وما يهم في المهرجان هذا هو طبيعة التجربة التي يدخلها الكاتب زائر المهرجان، اذ انه امام وجوه تمثل اجيالا متعددة جميلة، ووسيمة ومن لعب فيها الزمن. والمهرجان يؤكد في النهاية مقولة تيد هيوز في اول دورة للمهرجان ان 'الشعر وحده قادر على احياء الامل'.

' ناقد من اسرة 'القدس العربي'
نقلا عن

ليست هناك تعليقات: