2010/11/19

بين انهزامية "أهازيج البنغال" ودون كيشوتية "ثمن الأحلام":الغضب قال كلمته في روايتَي أسامة الزيني الفائزتين بـ"الألوكة"

بين انهزامية "أهازيج البنغال" ودون كيشوتية "ثمن الأحلام"
الغضب قال كلمته في روايتَي أسامة الزيني الفائزتين بـ"الألوكة"
لغة غاضبة كتب بها الروائي المصري أسامة الزيني روايتيه "أهازيج البنغال" و"ثمن الأحلام" الفائزتين أخيراً بجائزة "الألوكة الكبرى للإبداع الروائي" التي أعلنت عنها شبكة الألوكة الإلكترونية ورصدت لها جوائز قيمة تجاوزت قيمتها 180 ألف ريال سعودي تسابق لنيلها أكثر من 200 روائي وروائية ناطقين بالعربية من جميع دول العالم.
أجواء الروايتين كانت متقاربة إلى حد بعيد، من حيث دوران أحداثهما على أرض مغترَب يعاني أبطال الروايتين ظروفه الضاغطة على أرواحهم. تقاسم أبطال "أهازيج البنغال" ضغوط غربة واجهوا فيها ممارسات تتراوح بين العنصرية وعدم الاكتراث لحضور الآخر وربما سحق هذا الحضور أمام سطوة رأس المال الذي يقول كلمته بفظاظة وأحياناً بوقاحة في وجه جماعة من الغرباء فروا من أوطانهم تحت وطأة ظروف سياسية وإنسانية ومادية غير عادلة، الأمر الذي استثمره الآخر بصورة لا أخلاقية، مستفيداً من رغبة هؤلاء في البقاء بعيداً عن الضغوط والممارسات التي تعرضوا لها في أوطانهم، ولم تفرق "أهازيج البنغال" في توجيه أصابع اتهامها لكفة دون الأخرى بقدر ما أدانت الجميع، سواء أوطان أبطالها الفارين المهزومين أو الوطن البديل الذي تاجر في ظروفهم.
أما "ثمن الأحلام" فقد أراد الزيني أن يواجه بطلها بمفرده تلك الضغوط، في مشهد دون كيشوتي لم يتوقف بطل ثمن الأحلام عن لعب بطولته إلى أن انتهى به المآل إلى السجن حيث دفع ثمن معاركه غير المتكافئة مع الحياة التي قرر تغييرها سواء في مغترَبه أو على أرض وطنه، من دون أن يقرأ جيداً حقيقة القوى التي يواجهها، ومدى قدرته على مواجهتها.

**
وليس بإمكان قارئ الروايتين أن يتحرر من حالة شحن عجيب تتلبسه منذ السطر الأول لكلتيهما حتى السطور الأخيرة، إذ حرص الزيني على ألا يترك حرية الخيار لقارئ روايتيه وأن يأخذه في اتجاه واحد فقط هو رفض عام قد يتجاوز الرفض إلى كراهية جميع من وضعتهم المؤلف عبر روايتيه في خانة الآخر، في مقابل خانة الأنا التي وضع فيها أبطال روايتيه، أعانه على ذلك لغة غاضبة مشحونة بمؤثرات عالم الشعر الذي جاء منه الزيني بعدما حاز عدداً من جوائزه منها جائزة الدكتورة سعاد الصباح عن ديوانها الشعري "طبل الريح" عام 1998م، وقائمة طويلة من الجوائز الشعرية واصل حصدها إلى أن وصل إلى أرض الرواية محرزاً فيها أول جائزة له في الإمارات حيث جاز الزيني جائزة (المبدعون) في الرواية من دار الصدى الإماراتية التي كانت بداية حضور أسامة الزيني في عالم الرواية العربية، وكان ذلك عام 2004م."

ليست هناك تعليقات: