2010/11/03

رواية: (في شقّتنا خادمة حامل) للدّكتور (عبد الله مدني) .. وتدشين استحقّ حضوره

رواية: (في شقّتنا خادمة حامل) للدّكتور (عبد الله مدني)
.. وتدشين استحقّ حضوره
كتبت: زينب البحراني – المنامة
إلى سبيعينيّات القرن الماضي، حيث بيروت الجمال، بيروت الثّقافة، بيروت الفكر، بيروت العُنفوان والإبداع والتّجدد المُثير لدهشة القادمين إليها من مُختلف بقاع الأرض، أخَذَنا حديث الدّكتور (عبد الله مدني) عن روايته الأولى (في شقّتنا خادمة حامل)، والتي استضاف ( مركز عبد الرّحمن كانو) الثّقافي حفل تدشينها مساء يوم الأحد الموافق31 من شهر أكتوبر 2009م. لنكتشف أنّنا أمام قامةٍ فكريّةٍ لا يُستهان بجهودها الكبيرة في مجال البحث والكتابة. فهو – كما تفضّل مُدير الأمسية الأستاذ القاص مهدي عبد الله بتقديمه للحاضرين- كاتب بحرينيّ، باحث، ومُحاضر أكاديميّ. يحمل درجة الدّكتوراه في العلوم السّياسيّة، وشارك في العديد من المؤتمرات الدّوليّة المُتعلّقة بشؤون آسيا والعلاقات الآسيويّة، كما أنّ له أكثر من اثني عشر كتابًا تدور مضامينها حول أدب الرّحلات، وقضايا التّنمية. منها كُتُب: عُشرون عامًا من التّرحال- العمالة الآسيويّة في الخليج- إرفعوا أيديكُم عن حناجرنا.........). كما أنّه نشر روايتين أخريتين بعد رواية هذه الأمسية التي صدرت عام 2009م، وتأخّر تدشينها أكثر من مرّة مُنذ ذلك الحين لظروفٍ عارضة.
ثمّ استلم الدّكتور عبد الله مدني دفّة الحديث ليبدأه بلمحة وفاءٍ لكلّ من المرحومين (الأديب الدّكتور/ غازي القصيبي)؛ صديقه ورفيق عُمره، و (الوجيه/ عبد الله كانو) صاحب الإنجازات الحيّة، طالبًا من جمهور الحاضرين الوقوف دقيقة حدادٍ صامتةٍ لروحيهما. بعدها أشار إلى الرّواية بحديثٍ مُختصرٍ، ذكر في معرضه أنّ صديقةً سألته بعد أن قرأت الرّواية: " ألا تعتقد أنّ الرّواية تُشبه (شقّة الحُريّة) للأديب غازي القُصيبي؟". فأجابها بأنّ " أيّ روايةٍ تتحدّث عن طُلاّب عرب مُغتربين للدّراسة في عاصمةٍ عربيّةٍ أخرى يجتمعون في مسكنٍ واحد لا بدّ وأن يكون فيها شبهًا من تلك الرّواية".
ثُمّ أشار إلى ما أثارته روايته الأولى من جدلٍ وما وجّهته له بعض الأقلام من سهام النّقد، مُرفقًا ذلك بقراءة بعض الآراء النّقديّة المُسرفة في هجومها على الرّواية، بالإضافة إلى دفاعه المواجه لذاك الهجوم، مُبيّنًا أنّ ما واجهته روايته إلى حدّ ما يُشبه شراسة الهجوم الذي واجهته الرّواية الأولى للدّكتور غازي القُصيبي رحمه الله. وعن مضمون الرّواية فقد وضّح أنّها تُفصح عن صورٍ من تجربة إقامته في بيروت للدراسة الجامعيّة خلال فترة السّبعينات من القرن العشرين هو ومجموعة من رفاق تلك المرحلة، حيث كانت بيروت مدينة الأحلام قبل أن يقصفها خراب الحرب ويقصف معها كُلّ أحلام الطلاب العرب من محدودي الدّخل، الذين كانوا يحلمون بالتّخرّج والعمل لتوفير ما يكفي من المال القادر على إرجاعهم لتذوّق جمال ومباهج المدينة الخلابة، واكتشفوا حين عادوا أنّ بيروت التي كانت قد ضاعت. كما أنّ ذاك التّحوّل في بيروت وازته تحوّلات أخرى في القاهرة والبحرين اللتين تنقّلت بينهما أحداث الرّواية إلى جانبها، وعلى رأسها التحوّلات الدّينيّة، ومن ثمّ الاجتماعيّة.
بعدها فُتح باب الحوار والسؤال والمُناقشة من قِبل الجُمهور، ليُثري الحاضرين الأمسية بتساؤلاتهم وتعليقاتهم التي كان من بينها سؤالاً أسئلة تمحورت حول عنوان الرّواية؛ فسأل سائل عن السرّ في طول هذا العنوان، كما سأل آخر السرّ في اختيار عنوان قد يكون مُبالغًا في لفت الاهتمام كهذا، فصرّح الدّكتور بأنّ العنوان الذي كان قد رصده للرّواية من قبل هو (غولنار)، لكنّ النّاشر اقترح هذا العنوان بغرض التّرويج التّجاريّ للكتاب، مع العلم بأنّ الأرباح كُلّها حتّى ساعة الأمسية تنصبّ في جيب النّاشر لا مؤلّف الرّواية، بكُلّ أسفٍ عميق.
كما تفضّل الشّاعر البحرينيّ (علي عبد الله خليفة) بمُداخلةٍ قيّمةٍ أشار فيها إلى أنّ آراء النقّاد في الرّواية لا يجب أن تخدش معنويّات المؤلّف، لأنّ أكثر النّقاد في وطننا العربيّ هُم أشبه بعصاباتٍ تستهدف قلم الأديب ومعنويّاته دون أن تُتقن فنون منهجيّة النقد الاحترافيّ، إلا من ندر من قلائل النّقاد المُتميّزين في هذا المجال.
بعدها اختُتمت الأمسية بتوقيع الرّوائيّ الدّكتور عبد الله مدني نُسخًا من روايته وإهدائها لقُرّائه من الحاضرين، قبل عشاءٍ خفيفٍ دُعي إليه الجميع في سخاءٍ مشكور.






ليست هناك تعليقات: