2011/09/27

الشقيقة السابعة ، من مطلع الثريا ، دهاليز وجهي المبتذل قراءة في قصيدة )دهاليز وجهي المبتذل ( لفاتن نور

الشقيقة السابعة ، من مطلع الثريا ، دهاليز وجهي المبتذل
قراءة في قصيدة  )دهاليز وجهي المبتذل  ( لفاتن نور
كريم الثوري
إن النقاد يقدمون معلومات عن أنفسهم أكثر مما يقدمون عن الكُتاّب الذين يتحدثون عنهم 
- أميل فاغيه –
دهاليز وجهي المبتذل :
 (...تلك صرخة دهاليز الوجه المبتذل ، تحاول عبر البوح المخنوق ،  تجريم عالمها البدائي الجميل  ،  منظومة الأفكار والقيم  التي كبلتها بعد أن راهنت عليها ، فاستنفذت كل طاقاتها ، بعد فوات الأوان ، يقول علي الوردي : كلنا كذلك 
فهل ملامح وجوهنا مبتذلة ؟
نعم ، في حدود ، الأمنيات ، الأحلام  ، والكتابة التي تهبط علينا في ساعات ، فتجعل من أقدامنا متورمة ، تسقط  كما لو أنها تشتاق ، إلى مبتغاها في الحضيض...ليس إلا  (.

من مطلعِ الثريا، تسقطُ القدمُ المُتوَرمة
بينما تلتهمُ الطواويسُ الواجلة، ترنيمةَ المرعى
ورقصةَ السهل.
لا طيفَ يسدُّ رمقَ الصَّبا، أو يقتفي مَعاقـِدَ الفصول،
وكركراتِها الذاوية.
حبةُ العرقِ على جبينِكَ، كهبَّةِ الدَّبور
بين أقطابِ الرُحيِّ، تحاولُ السقوط
والشمسُ مُدبـِرة.

عرجت بنا الفاتنة نور،  مأخوذين ، وهي تلوح لأبصارنا من مطلع الثريا ،  في  ( دهاليز وجهها المبتذل ) ، فعجباً ،  كيف يكون القاتل المقتول ، مصلوبا على نخلة ، البرتقال رجل أمن يقتلون البرتقال ؟
تلويحها لنا بالإشارة المقصودة ، له أكثر من مدلول ، فالصور المعكوسة المعقودة في مطبات دهاليزها كانت انعكاسا  لنا جميعا ، كنا نرى فيها مشتهانا كما هو منتهانا  ،  ونحن ننظر إليها  ، هذا بدوره يحيلنا ليس ببعيد إلى المثيولوجيا الإغريقية  في نظرتها إلى الثريا ، الشقيقات السبع ، أو ما يعرف ببنات أطلس السبع اللاتي حولتهن الآلهة إلى نجوم ، ومازلن مشعات بضوء أزرق ، مشعات لفال حسن كما في المثيلوجية ، فكيف والأمر كذلك ، في أفصح الأوجه المشككة ، أن يكون في دهايز وجهي المبتذل ؟!
هذه التخريجة ونحن نستشفها مما آلت إليه مصائرنا ، يضعنا في توليفة الحدث الدرامي الذي ساقتنا إليه الشاعرة نور ، ولا غرابة في أسمها الثاني سيما وأنه يتوهج بإسمها الأول ، فاتن ، على بوابة المعراج في الثريا المشعة بنجوم سبعة متلالئة ، لكنها اليوم ليس مفارقة ، في تعاريج وجهٍ مبتذل .
وقبل الدخول في أبعاد اللعبة التي اشركتنا في حبائلها ، حيلتها مقصودة ، لأبد من الوقوف على أبعاد رسالتها السماوية ، الهابطة من علياء الحكمة المترفعة ( الثريا )  ، ليس عبثا  أن تسقط  على شاكلة قدم متورمة ، أن نتساءل هل أصابها الدنس فطردت من علياء توهج الضياء ؟ وما الذي اثقلها وحوّلها من حالة إنبهار بنرجسيتها ، إلى قدم متورمة ؟ وما علاقتنا نحن بكل ذلك ؟

في الأبيات التالية نحاول أن نتزود ببعض التفاصل الموحية في رحلة السقوط هذه ، رحلة الإنحدار ،  وقد وصفتها على أنها من الأعلى إلى الأسفل ، من ( مطلع الثريا ) إلى ( بينما تلتهم الطواويس الواجلة – الخائفة - ، ترنيمة المرعى ، ورقصة السهل ) ، لهذه القدم المتورمة ، المتزينة والمتزودة معا بكل مستلزمات الطِيبة والشبق ، كيف انفلتت من بعيد الضياء ،  تستلذ بها وتشتهيها الأبصار؟ ، ما جعل الطواويس في حالة تلقي منفتح إلى أقصى درجات الشهية ؟، وظفتها الشاعرة نور توظيفا موفقا (  بينما تلتهم الطواويس )  وقد توافق مع ربيع يفضي  ، فأجواء الطواويس ( ترنيمة المرعى ورقصة السهل ) ، هكذا هو حال تداعيات القدم المتورمة ، التي عللت معراجها وابدعت لها الأسباب الواقعية ف ( لا طيف يسدّ رمق الصبا  ، أو يقتفي  معَاقِد الفصول )  من -  لا شئ -  ، وكأن البيت قد صاغ على ذات النفس القائل : دق – دق – لا شئ غير الصمت... ف  - الشمس مدبرة -  يحيلنا إلى لا النافية في مطلع البيت الثالث ، وقد احكمت وتزامنت ما توافق مع طقوس جعل من (  حبةُ العرقِ على جبينِكَ، كهبَّةِ الدَّبور ، بين أقطابِ الرُحيِّ ) ، تحاولُ السقوط . فذلك هو :

الشاردُ بحدبةِ القريرِ المُنهزم، العائد بالجحيم
يستوطن المعركة
خمرتي، ألا تُحسبَ السماءُ أرضا، للصوص الظرفاء،
وكوكبة ُالماء، نعشا وذيل.
وثمالتي،
أن أجرَّ من طباقٍ سمائكَ المُثلى،
للطينِ وأرومةِ الدبِّ الكبير
عرباتٍ ومحاريثَ آمنة
على كاحلِ الورم.

كيف لنا أن نتخيل هيئة الشارد بحدبة القرير ( البرد ) المنهزم ، العائد بالجحيم ... ويستوطن المعركة ؟ وما هذا الثقل المُحمَل به على شكل حدبة ؟ لاشك أنها توليفة محيِّرة ومُحيَرة ، فالذي يستوطن المعركة ( يتخذها وطنا ومستقرا له ) لا يكون بهذه المعادلة المتناقضة المهزوزة وإلاّ كيف يُحارب ؟ وربما كانت حربة المفروضة ، فالذي استوطنه القضاء والقدر ، وما هذه الحدبة التي ابصرناها على ظهر الشارد ، سوى منظومة أفكار ومفاهيم ، مازالت تشكل عناوين ، لا فكاك منها .
لنقترب قليلا ، لنرى أي معادلة يتزود منها هذا الشارد ، وأي ترنيمة موحية لدرجة  الذوبان الكامل ،  تتدرج بين الكأس والشفتين ( خمرتي وثمالتي ) ، فما  شَدهُّ ويشده ،  ألآ تنقلب المعادلة ( وهي مقلوبة ) فالقدم المتورمة قد سقطت  وأنتهى الأمر ، وما نحن بصدد تناول السيرة التراتيبية الذي يرويها لسان حال ، لا يهم من يكون .
خمرتي : ( خمرتي، ألاّ تُحسبَ السماءُ أرضا، للصوص الظرفاء، ) ، السؤال الذي تفرضه معادلة الشارد ، وهو مخمور بطبيعة حكم تشرده ، فهروبه الأزلي ، يكاد من هوس أو غيبوبة ، ما يشبه من استوطن المعركة ، لذلك أشد ما يؤرقه ، وهو في تيه الكأس التي لامست شفتاه يوما ، فالتصقت بفؤاده ، ( ألاّ ) ، التي أتخذت شكل (  عربات ومحاريث آمنة  على كاحل الورم ) ، هي ذاتها التي تحوّل دون أن تتحول ( تحسب ) السماء أرضا ، للصوص الظرفاء ، هذا المعنى المستغرق في البياض ، الطاعن في المعاناة والكفاح ، يعود في وجه منه لأهل التصوف  والكفاف ، هو من كافح الحلاج من اجله ومات مصلوبا في شوارع بغداد ، وهو ذاته ما دفع السهروردي ليحذو حذوه ، وبقية من ذهب ، ولكن لماذا اللصوص الظرفاء ؟
جرس السخرية في واقع ملئ بالتناقض والفوضى ، فماذا ياترى تكون نظرة المخمور( من الدهشة )  ، غير أن يستخف ، وقد  سقط على الأرض ، سماويا ، من مطلع الثريا ...

ثمالتي : إذا كان كل ما ذكرنا ، وقصّرنا في تفصيله ، يعود إلى ( خمرتي ) ، فكيف ياترى أن نُعَرِف ثمالتي ؟ ، وهي مرحلة متقدمة من الإرتواء مخموراً ،  لدرجة  قصوى ، بمعنى آخر إذا كانت الخمرة هي معادلة للإمساك ب  ألا  تدنس الأرض أو تسرق ، فمحارث اللصوص وإن كانوا ظرفاء !، هو الوجه الشائع المقلق في تسيير رحلات جني المحاصيل عن طريق الحيلة  ، لا يليق  بمتعهد سماوي خبير ، جربته الخمرة حتى ثَمُلت ، هو ذاته ، الذي تعود العيش في الثريا ،  وقد تعهد  بعد أن جرع الكأس الأخير ، ثملا ً، أن يمارس عملية الحرث وفق معايّر كل ما فيها يمت إلى ( سمائك المثلى ) ، وإن كان على كاحل ورم القدم المتورمة :

أن أجرَّ من طباقٍ سمائكَ المُثلى،
للطينِ وأرومةِ الدبِّ الكبير
عرباتٍ ومحاريثَ آمنة
على كاحلِ الورم.

الأرومة هي ( أصل الشيء )  ، والأبيات الأربعة تبين حجم الأشواط التي قطعتها القدم المتورمة ، كذلك هو حجم المعناة ، فالمسافة المقطوعة من ( طباق سمائك المثلى ) حتى السهل ( بينما تلتهم الطواويس الواجلة ، ترنيمة المرعى ، ورقصة السهل ) ، لا يمكن تخيلها ، وكأنها رحلة سيزيف الأبدية ، مترنحاً إلى يومنا هذا ، ينقل عبء ما حَكَمت عليه مشيئة الآلهة ، على كاحل الورم ... ف ( أن أجرَّ ) ملزومة بتلك الثمالة التي عبأت الرأس ولا نراها سوى ثمالة اختيارية فرضتها قواعد ( سمائك المُثلى ) ، وما الهوس الذي تدرّج من الخمر حتى وصل إلى مرحلة الثمالة ، سوى نزوح مثالي يليق بسماء مثلى . ليُعيد للأرض لزوجة الطين ، نُزلاً مباركا ، عربات ومحاريث آمنة ، وما  توظيفة ( أرومة الدب ِّالكبير ) ، سوى توافقا وأنسجاما مع كبير ما تقدم  من ( سمائك المثلى / عربات ومحاريث آمنة ) لذلك استوجب قيادة مقتدرة  - الدبِ الكبير - وإن كان ( على كاحل الورم ) ، من قسوة وجع التكليف وشديد المعاناة بين واقعين متنافرين ، احدهما سماوي سقط مُثقلا، ليكتشف ، والثاني أرضي تلقى بأشتهاء مذهولا ً، ليرتوي  .


الصور الكلامية :
يُعرّف الأسلوب على أنه طريقة التفكير ومذاهب التعبير ، أو هو الصور الكلامية التي يتفنن فيها الأديب ، وقد تفننت الشاعرة فاتن نور بطريقة جمعت بين الفكر والخيال والعاطفة والإيقاع ، في وحدة كلام متراصة وإن بدت قاسية ممنوعة  محجوبة  في بعض التخريجات اللغوية ، والصورة  المقحمة في القسرية  ، بعدما غلب الإنزياح الـتأملي التأويلي القائم على طريقة تمثل بصمتها في تقليم اظافر الترهل والدخول في موجز ، تاركة المجال حسب درجة رصد المتلقي في الإبحار والمقاربة.
يستمر النفس التعبيري متموجا ، كأشكال الموجات المتدافعة ، على مستويات المقاطع ، يتطوح بين الخمرة والثمالة ، يكرر مستويات تمثل دوائر تصل الذروة فتلامس ( صيرورة الربوة ) ، على سبيل الأمتحان ، برِّوي الحشفة البيضاء :
كشهيةِ الماء المُلبّدِ بالزَّبـْد،
أمتحنُ، برَّوِي الحشفةِ البيضاء،
"صيرورة الربوة"

يمثل الأمتحان ، صورة من صور تألق الخيال ، فالماء الملبد  بالزَّبد ( الملتصق من لزوجة ) ، يسير الهوينا مترنحا ، كاشفا عن عريه الأبيض ،  سرعان ما ينطفئ فيخبو بعد أن يصل غايته ، حيث صيرورة الربوة  ، ليعود خائبا في الذاكرة الملبدة ( اللزجة ) ، غاية المُتخيل الشعري ، وقد احالت الشاعرة  منقادة بفوران شهية الماء ممتحنة برِّوي الحشفة البيضاء ( صخرة رخوة حولها سهل من الأرض ، وقيل هي صخرة تنبت في البحر  ) ، فيكون مقطع الصورة الشعرية قد بلغ الذروة عند صيرورة الربوة ،  فاكتُشِّف هناك ما كانت ممتحنة مراهنة عليه ، متوقفة ، مُخدرة ، مذهولة  ، من قرار بديع التتويج :

أستوقفُني نصفين عاشقين- دون كلل-،
بلجّةِ البحرِ الطويل المُكترث.
أو آفقا راجلا، لبصقةِ النهر، ذلك المطعون بحكمتهِ.
مَنْ يستحِ مني - قليلا-، يمشِ بنعلِهِ الفضيّ
على سفيفِ طفولتي،
 وأنقاضِ وجهيّ العتيق..المُبتذل..
استوقفنا كما استوقف الشاعرة في رحلة الأمتحان ، لهرمين يمثلان مناصفة ،غاية الثمالة بعد أن قطعت الخمرة  أشواطها ، وأما ( دون كلل ) سوى غاية  الأشواط التي قطعتها ، ( شهية الماء المُلبد بالزبد ) وقد حصرت قليلا بين قوسين محبوسة بين ( من يستحِ مني ونعله الفضي ) دلالة على فاصلة تَحوّل دون وحدة التلاقي أو ما يشبه الأمنية ، يعود بنا إلى الذاكرة الشعبية في التداول بين حوارين  ، يدعي صاحب الحق المغتصب بإنتهاك صارخ وقع بحقه  بينما الآخر في الطرف المخالف ، كذلك هو الحال بين طرفي نقيضين يقف  ( الأقل حياءا في الطرف المشوب ، / وال/  نعله الفضي السماوي في الطرف الآخر ) ، كذلك هي المعادلة بين سفيف الطفولة وما قطعته الأشواط ففرضت تضاريسها في الوجه العتيق المبتذل...

إعلمْ، يا أبنَ الجنةِ المفقودة
القمةُ الجرداء، لا يُخشى ثغاؤها، عندما يبكي الجبل،
مَنْ مثلنا، نحن البائسون: حُثالةُ الأرض!
يتـقِـدُّ بضحكاتِه الساخرة،
بينما يرمي، دون طواف، جمراتِ السعالِ والرَّمـَد.
يا أبن نارٍكَ المُندلِعة،
الملاحون التائهون فقط، يغرفون الوقتَ دلوا.. لماءٍ يتكور
أقتفِ صواهلَ رأسِكَ الأصطبل
عندما تُزهِر الرغبة !

دهاليز وجهي المُبتذل :
يشكل المقطع الأخير ، وقد جاء على شكل  ، رد الشئ إلى أصله ،  الشوط المُعلن في تتويج نصاب الرحلة ، على شكل حوار ذاتي محتقن ،  يروم التتويج فاللحاق ، في استعادة النصاب وتثوير الخطوة المؤجلة ، منفتح على الآخر ، ( إعلم  يا أبن الجنة المفقودة ) ، وهو خطاب تحذيري ،  محاورة سيزيفية ، وجودية متمردة منتَهكة ، كأنها الدموع التي انسابت مرورا في دهاليز صفحتي الوجه العتيق المبتذل  ، وهو يحاور سفيف الطفولة ، أو هي محاورة سفيف الطفولة في ذات الوجه العتيق المبتذل:
القمةُ الجرداء، لا يُخشى ثغاؤها، عندما يبكي الجبل
تشبيه ثغاؤها ( صوتُ الشاءِ والمِعَز وما شابه ) ،  بالقمة الجرداء عندما يبكي الجبل ،فليس هناك من ينتبه لنواحك ، ما أنت سوى فقير الحيلة والحجة ، منفي معلق كالقمة الجرداء فوق هامة الجبل  وهو خطاب فنتازي ،  إرتكابي  ، موجه بالعموم من خلال لسان حال الهوامش ، الضحايا  ، البائسون .
يا أبن نارٍكَ المُندلِعة،
الملاحون التائهون فقط، يغرفون الوقتَ دلوا.. لماءٍ يتكور
أقتفِ صواهلَ رأسِكَ الأصطبل
عندما تُزهِر الرغبة !


الأبيات الثلاث الأخيرة  التحريضية جاءت بعد (يا أبن نارٍكَ المُندلِعة ) ، دعوة صريحة لأهل التيه ، من ملاح خبير تشبع بمرافقة النجوم ، هو ذات القدم المتورمة التي سقطت من الثريا ، تحاول مفارقة أن ( تغرف الوقت دلوا ... لماء يتكور ) ، ولكن هيهات ، لا تبدو أكثر من ( ثغاء عندما يبكي الجبل ) ، فلا :
صواهل َرأس تُقْفَل  ،  ولا أصطبل...
ولا رغبة تُزهر...
تلك صرخة دهاليز الوجه المبتذل ، تحاول عبر البوح المخنوق ،  تجريم عالمها البدائي الجميل  ،  منظومة الأفكار والقيم  التي كبلتها بعد أن راهنت عليها ، فاستنفذت كل طاقاتها ، بعد فوات الأوان ، يقول علي الوردي : كلنا كذلك 
فهل ملامح وجوهنا مبتذلة ؟
نعم في حدود الأمنيات والأحلام والكتابة التي تهبط علينا في ساعات فتجعل من أقدامنا متورمة ، تسقط  كما لو أنها تشتاق إلى الحضيض...
شكراً فاتن نور...

ليست هناك تعليقات: