2013/10/16

الخسارة المهينة إلى أين تقودنا؟! بقلم: أحمد طوسون



الخسارة المهينة إلى أين تقودنا؟!

أحمد طوسون
بالأمس بات الشعب المصري ليلة حزينة، تبدل احتفاله بعيد الأضحى المبارك رغم أنواء السياسة التي تتعرض لها البلاد إلى غصة وألم وجرح غائر في النفس مع الشعور بالعار وهو يرى منتخب بلاده بهذه الصورة المهينة التي بدا عليها باستاد كوماسي أمام المنتخب الغاني!
في كرة القدم كما في الحياة الخسارة واردة دائما، لكن أقسى أنواع الخسائر تلك التي تنتج عن خداع، وخاصة إن كان الخداع لا يمارسه الخصم، وإنما نمارسه مع أنفسنا وبأنفسنا!
المنتخب المصري منذ حصوله على كأس أمم أفريقيا 2010 كفر بالمستقبل، وأراد تثبيت اللحظة والوقوف في وجه الزمن الذي لا تكف عجلاته عن الدوران.. جعل من نجومه آلهة لا تمس وبالتالي لم يكن للشباب دور في تشكيل المنتخب الذي ظل عماده يتكون من لاعبين شابت رؤوسهم ونجح ذوو المصالح من المنحازين والمدربين والإعلاميين في الترويج للخداع حتى منينا بالهزيمة المهينة على يد وبأقدام شباب غانا.
وحال كرة القدم المصرية لا يختلف كثيرا عن حالنا في كافة مناحي الحياة في مصر.. حيث توقفت عجلة الزمن عن الدوران، ونجح عواجيز الفرح في تثبيت اللحظة والبقاء في أماكنهم ومناصبهم، بينما يبحث الشباب عن مكان لهم دون جدوى، وربما انتهى بهم الأمر في قاع المحيط بعد رحلة الهروب والموت الذي يلاحقهم وهم يلوذون بالفرار من هذا الوطن الذي يكفر بمستقبله.
إننا خرجنا في الخامس والعشرين من يناير من أجل تمزيق تلك الصورة التي غطتها التجاعيد ورسمت خريطة مصر فبدت باهتة لا تليق بمكانها ومكانتها، لكننا فوجئنا بكاميرات الإعلام تترك الشباب الذي قام بالثورة وتتجه بوميضها إلى عواجيز الثورة ليقودوها إلى هزيمة مهينة جديدة كانت من نتيجتها ثورة أخرى في الثلاثين من يونيو.
وماذا بعد؟!
لاشيء يحدث إلا أن تتغير الوجوه، بوجوه أخرى جديدة تغطيها التجاعيد، صورة وفكرة، ومعنى!
وهزائم جديدة نعيشها وننتظرها لا رابح فيها إلا أعداء الوطن والمستقبل.
ليست كرة القدم إذن التي جعلتنا نتجرع المرارة وننسى اصطناعنا للسعادة بعيد هل علينا وجسدنا أدمته الجراح.
لا أريد أن أتورط في حديث السياسة، وأنا أتحدث عن كرة القدم المهينة التي نلعبها، عن مجلس اتحاد الكرة (المنتخب)، وفق مناخ ولوائح وقوانين لا تجعل خبرات إدارية نابهة تظهر في الصورة، بقدر ما تكرث لنخب شاخت سواء ظهرت بوجوها الحقيقية في الصورة أو أحضرت بديلها حين تصطدم باللوائح والقوانين.. إعلام تحكمه الانحيازات للأندية ولذوي النفوذ والمال ونادرا ما يتجرد لصالح اللعبة، وكان أحد أهم أسباب مجزرة استاد بورسعيد، وتأجيج نار التعصب في المدرجات، وبين روابط المشجعين.
الذين يبحثون عن كبش فداء لفضيحة كوماسي، هم أول من يجب محاسبتهم، كيف ساهموا وما زالوا في خداع أنفسهم وخداعنا.
إننا جميعا مشاركون في الهزيمة المهينة التي لحقت بنا، ولم تكن أقدام لاعبي غانا وحدها مسئولة عن هز شباكنا بقدر ما كانت عقولنا قد خططت لتلك الهزيمة وغيرها من الهزائم حين لم نفسح للشباب الموهوب مكانا يستحقه.

هناك 4 تعليقات:

Unknown يقول...

لعلك أستاذي الأديب/ أحمد طوسون تقصد:
من الذي قادنا إلى الهزيمة؟!!
هكذا اظن العنوان يكون أوقع.
خالص تحياتي

Unknown يقول...

لعلك أستاذي الأديب/ أحمد طوسون تقصد:
من الذي قادنا إلى الهزيمة؟!!
هكذا اظن العنوان يكون أوقع.
خالص تحياتي

أحمد طوسون يقول...

بل هل ستقودنا إلى هزائم جديدة أم إلى طريق صحيح نسلكه؟ لا يهم كثيرا الوقوف عند الفاعل.. المهم قراءة الحدث لعلاج الأخطاء والنظر إلى المستقبل
خالص التقدير

محمد عزالدين يقول...

وللأسف أ / أحمد طوسون ستتوالى هزائمنا بعد ذلك