2017/02/21

في بيتنا روبوت قصة بقلم: محمد نجيب مطر



في بيتنا روبوت
محمد نجيب مطر
حلت مناسبة عزيزة على أسرة المهندس سامح، وهي تفوق ابنته سلوى وابنه رامي الصغير في الدراسة وفوزهما بالمراكز الأولى على المدرسة لأول مرة بفضل مساعدة والدتهما وتفرغها لهما، لهذا قرر الأب مكافأة الجميع بشراء هدية يستفيد منه الأطفال وتوفر الوقت والجهد للزوجة.
أخبرهم الأب بالمفاجأة التي ألجمتهم في البداية وأطارات صوابهم بعدها فأخذوا يصرخون ويقفزون، أنه اشترى لهم روبوتاً لكي يستفيد منه الأطفال ويساعد أمهم في أعمال البيت.
دق جرس الباب وعندما فتحوه كان مندوب الشركة الصانعة ومعه ما يشبه الإنسان، لكن تكسو طبقته الخارجية لدائن تشبه لون الجلد وملمسه.
ضحك الجميع وحاول رامي أن يمازح الروبوت ووكزه في جنبه، قفز الروبوت واتخذ وضع الاستعداد لمعركة، خاف الطفل وجرى إلى صدر أمه، بعدها سكن الروبوت واعتذر بأنه اعتقد أنه يتعرض لهجوم وشيك.
سأل رامي : وما الفرق بين الروبوت والإنسان؟
المندوب: الإنسان من خلق الله، أما الروبوت فهو من خلق الإنسان، الإنسان يتكون من لحم ودم بينما الروبوت يتكون من دوائر الكترونية ومحركات، الإنسان في إمكانه الإبداع مثل الرسم وكتابة الشعر والموسيقى، بينما الروبوت لا يستطيع، الإنسان لديه عاطفة يحب ويكره ويغضب بينما الروبوت ليست لديه عواطف، الإنسان ينمو ويتنفس ويمرض ويتعب ويمل، والروبوت لا يفعل ذلك.
رامي: هل سنقلبها درس في العلوم، هيا نريد أن نلعب مع هذا الروبوت.
أعطى مندوب الشركة كتيب فيه تعليمات التشغيل، وتليفونات قسم الصيانة ليتصلوا به عند الحاجة، ثم ودعهم وانصرف.
قام الروبوت من فوره وفتح فمه فخرجت منه موسيقى جميلة مسجلة وأخذ يرقص معهم الواحد تلو الآخر وهم لا يستطيعون أن يكتموا ضحكاتهم من السعادة والفرح.
قال الأب: الروبوت سيقوم بأداء بعض الأعمال نيابة عنا.
رامي: هل يمكن للروبوت أن يساعدنا في أداء واجباتنا المدرسية؟
الوالد: نعم قد يوضح الدرس، و يشرحه مرات ومرات، ويختبر مدى استيعابكم، ولكنه لن يكون يكون بديلاً أبداً عن المدرس.
عند السادسة سمعوا صوتاً ينطلق من الروبوت: لن أعد طعام العشاء هذه الليلة، لأنكم أكلتم تورتة منذ مدة قصيرة، سأعد لكم مشروباً ساخناً، وقبل النوم لا طعام ولا شراب.
كان الشاى محلى بسكر خفيف ومخلوط بلبن خالٍ من الدسم، لم يستسغه الجميع، ، منعهم الروبوت بإصرار من إضافة المزيد، متعللاً بأن المشروب الذي صنعه هو الأفضل لصحة الإنسان.
في الليل استيقظ الأب على صوت مزعج, كان الروبوت قد نقل الجزامة من مدخل الشقة، قائلاً ً: هذه الأحذية تحمل الجراثيم من الخارج إلى داخل البيت، والجزامة تحمل بعض الفطريات، أخرجتها إلى الحديقة حتى تتعرض للشمس إلى أن تشتروا وحدة تعقيم لها في مدخل المنزل.
قال له الأب: أيها الروبوت العظيم .. رجاءً .. لا تفعل أي شئ إلا بعد استشارتنا، رد في برود: لا أستطيع أن أعدك يا سيدي.
شعر الزوج بالحيرة فى كيفية التعامل مع هذا الروبوت العنيد، مرت الأيام, وتكررت حالات رفض الروبوت لتنفيذ بعض الأعمال وتنفيذ بعض المهمات دون أن يأخذ رأي أحد، ورب البيت لا يدري ماذا يفعل معه؟ أخيرا قرر أن يشكوه الى الشركة المنتجة:
هذا الروبوت لا يحترم أوامري دائماً, إنه يقيد حريتي، يفعل فقط ما هو مبرمج عليه، و لا يحيد عنه قيد أنملة.
قال الموظف: إني أتفهم مشكلتكم ولكن لا يمكن أن نجعل الروبوت ينفذ بالأوامر التي قد تضر بالإنسان حتى لو رغب صاحبه.
صناعة الروبوت تحكمها قوانين هي أن يضمن سلامة صاحبه، وأن يطيعه إلا فيما يتعارض مع سلامته، و أن يدافع عن وجوده طالما لا يتعارض ذلك مع سلامة صاحبه.
أما بالنسبة لأيام الإجازات، فسنعطيكم فكرة عن ضبط الإجازات الخاصة بكم في البرنامج وتنظيم مواعيد الاستيقاظ والتنظيف والطبخ كما تحبون.
التقنية حزمة من الاجراءات إما أن نقبلها كلها أو نرفضها كلها، لا يمكن أن نوافق على خطأ يضر بالإنسان، ولكن يمكن أن نزوده بالمرونة اللازمة للتعامل مع البشر.

ليست هناك تعليقات: