مغامرات الربوت الشغال
(من مجموعة روبوت سعيد جدا- كتاب الهلال للأولاد والبنات 2003)
بقلم: السيد نجم
ﺇجتمعت الأسرة ليلة
الاحتفال بالعيد،
صنعت الأم الحلوى وأعدت المائدة, لتجلس مع طفلتيها والأب الذى حضر حالا من عمله.. وبدأ الجميع فى
الغناء، ثم شكر الأب الدكتورة عزة –زوجته- على جهدها فى الاعداد لهذا الاحتفال, ثم قال:
"فى هذه المناسبة أخبركم أنني سوف أشترى
مكتبة "ميكروفيلم" غدا.. تضم
المكتبة شرائح وﺇسطوانات مهمة ومسلية في موضوعات مختلفة"
هللت
الطفلتان مى وبسمة، وصرختا فرحا بهذه
الأخبار السعيدة. لم يصمتا إلا عندما وقفت الأم وقالت:
"أما هديتى فهى شراء روبوت شغال أو
إنسان آلي يعمل فى المنزل!"
بعد
مرور شهر كامل, ذهبت الأم الى
مصنع المهندس "عارف", وهو أمهر صناع "الروبوت الشغال" في كل
البلاد. ﺇبتسم
لها قائلا:
"لقد وصلت قبل الميعاد بساعتين يا
سيدتى".
ثم
تابع بأنه سوف يسمح لها بدقيقتين فقط لعرض طلبها, لأنه فى عجلة من أمره, ولا يوجد
أى وقت فائض وبلا عمل حتى يضيعه فى
الثرثرة.
فضلت
الأم أن تترك المهندس الخبير ليتابع عمله حتى تستلم "الربوت" فى الميعاد
المحدد, ثم أخبرته أنها سوف تنتظر وصول
"الروبوت".
...... ....... ........
ما
أن عادت الأم الى المنزل, ﺇستقبلها
الصغيران وسألاها عن كل شئ تعرفه عن هذا الضيف الجديد؟ ردت الأم قائلة:
"الروبوت هو إنسان آلي كما
تعلمان, داخل رأسه يوجد "مخ"
يسيطر على كل تحركاته مثل مخ الإنسان. وتوجد بجسمه "الذاكرة" وهى على
شكل اسطوانة صغيرة عليها ثقوب عديدة." وتابعت بأن الربوت لا يفكر مثل الإنسان
ولكنه فقط ينفذ البرنامج الموضوع له, والمثبت داخله فى ﺇسطوانة
الذاكرة. لحقتها "بسمة" وسألتها:
"إذن, صفى لنا مخ الربوت الذى
يسيطر عليه".
ردت
الأم مبتسمة:
" مخ الروبوت يشبه
"سويتش" التليفونات, الذى يربط ويوصل المكالمات. وهو قادر على عمل توصيلات تصل ﺇلى
الملايين مع أن حجمه صغير".
فجأة
قطعت الأم حديثها, وحذرتهما: إن لم يستفيدا من الوقت الذى سيوفره الربوت لهما,
سواء فى القراءة أو أشغال الإبرة وتعلم الأعمال المفيدة, سوف تعيد الربوت ﺇلى
المصنع ثانية.
........ ......... .........
سمعوا
جرس الشقة, ﺇندفعوا
نحو الباب, وكانت المفاجأة..
المهندس
"عارف" وبجواره الروبوت, وكأنه إنسان من الحديد والزجاج, له عينان
وذراعان وقدمان, كما أنه ينطق ويتكلم. عندما طلب منه المهندس أن يدخل, رد عليه
قائلا:
"بل
تفضل أنت أولا, هذا من آداب السلوك".. فضحك الجميع!
شرح
"عارف" بعض التفاصيل, وكيفية تشغيل الربوت. وما أن خرج, صاحت
"مى":
" ما اسمه؟ نريد أن نطلق عليه
اسما"
ﺇقترحت
"بسمة" اسم "سعيد", ووافقت الأم. وبسرعة أحضرت "مي"
كتاب قصص الأطفال, وطلبت من "سعيد" أن يقرأ معها.. بسرعة فتحت الصفحة الأولى, خلال ثوان
قليلة قال لها:
"ﺇقلبي
الصفحة من فضلك"..!
وظل
يكررها حتى قلبت الصفحة, وخلال ثوان قليلة أخرى طلب منها الطلب نفسه, وهكذا حتى ﺇنتهى
من الكتاب كله فى أقل من الدقيقة. غضبت "مى" قائلة:
"سعيد هذا أناني يا ماما, انه يقرأ
الصفحة كلها مرة واحدة وبسرعة, ولا ينتظرنى"
شرحت لها الأم قائلة:
" لأنه يقرأ فوتوغرافيا, أى أنه يصور
الصفحة ويفهمها فى التو واللحظة ".
....... ......... .........
عندما
حان ميعاد الغداء, سمعوا صوت جرس ينطلق من "سعيد". دارت مناقشة ساخنة
وهم يتناولون وجبة الغداء. قالت
"مى":
"انظري
يا ماما, أنا لا أحب الأرز باردا"
فسألت
الأم الروبوت, رد قائلا:
"أنا
لا أسخن أى شئ, لا أفهم ماذا تقصدين يا سيدتى؟"
وعندما
ذهبت الأم كى تستريح قليلا بعد الغداء, بعد فترة سمعت طرقا شديدا على باب
الحجرة, كان الربوت "سعيد", يقول:
"يجب
أن تشربي ما أعدته لك الآن يا سيدتى".
وما
أن جلست مع ابنتيها لشرب الشاى.. كانت كل الأكواب ممتلئة بالشاى والحليب. أخبرت
الأم الروبوت بأنه يجب أن يحترم رغبات كل
فرد ومزاجه الخاص.
فرد
بثقة بأنه لا يعرف معنى كلمة "المزاج" تلك.. ثم شكرها وذهب كما فعل من
قبل، وهمست فى نفسها:"كيف أفهم هذا الربوت؟"
..... ...... .......
فى
صباح اليوم التالى ﺇستيقظت الأم على صوت
ارتطام شئ ما على الأرض, كما لاحظت أن الظلام يغطى السماء خلف زجاج النافذة, دهشت,
ﺇندفعت
كي تستكشف الأمر. كان الروبوت "سعيد" قد حطم "قنينة الأزهار فى بهو
الشقة, ولما سألته, رد قائلا:
" أعذريني يا سيدتي, لم أكن أعرف
كيف يحملون هذا الشيء؟"
ولما
حذرته بعدم اﻹقتراب
من الأشياء الثمينة, قال بثقة:
"لا
أستطيع أن اوعدك يا سيدتى"!
بدأت
الأم تشعر بالحيرة فى التعامل مع هذا الإنسان
الآلي, وما أن دخلت غرفة النوم وألقت بجسدها ,
سمعته يقول: "ﺇستيقظي
يا سيدتى, لقد أشرقت الشمس حالا"
ردت: "لن أستيقظ الآن, ميعاد الاستيقاظ عندي في
السادسة والنصف".
تابع
الربوت سعيد بثقة وإصرار:
"بل يجب أن تستيقظي الآن, البرنامج
عندي أن أبدأ تنظيف المنزل حالا!"
ﺇنفعلت
الأم, ولا تدرى ماذا تفعل معه, عندما تصر على أمر, يخبرها أنه لا يفهم ما تعنيه.. وفى
كل مرة ينفذ البرنامج المحدد له فقط؟!. أخيرا قررت أن تشكوه.
ﺇستقبلها
المهندس "عارف" وعرف
شكواها, فابتسم وهى تخبره: "سعيد هذا الإنسان الآلى لا يحترم رغباتى ونظامى,
يفعل فقط ما وضعته أنت فى الذاكرة عنده؟"
أخبرها
المهندس عارف بأنه يشعر بشكواها, ولكنه لا يستطيع إيجاد حل لمشكلتها, ثم وعدها
خلال العام الجديد القادم سوف ينجح في إنتاج روبوت يحترم رغبات الإنسان.
سعدت الأم, وقالت له:
"بالرغم من كل شئ, فانى لا أملك أن أرفضه, يجب فقط تعديل برنامجه!"
...............
ab_negm2014@yahoo.com
هناك تعليق واحد:
السلام عليكم هل القصة المقدمة من دون صور
؟
إرسال تعليق