الذائقة النقدية عند العرب في الجاهلية
" حكم واضح جلى "
بقلم: د. محمد مبارك الشاذلى البندارى
عضو هيئة التدريس في جامعتى الأزهر وأم القرى بمكة المكرمة
الذوق
الفطري عند العرب في الجاهلية
لقد تَربَّي
الذَّوق عند العربي فاتَّصل هَذا الذَّوق
بإحساسِه وبأذنه فحَكمهُ ، وأقَرَّ الجميع هذا الذَّوق حتى أصبح يُعد ذوقًا
عامًّا ، وكيف لا ؟ وهذا الذوق الفطري نشأ
في ظل العادات والتقاليد وأنماط التعبير التي اقتضتهَا طبيعة التَّكوين الاجتمَاعي
لحياة العرب آنذاك ، فصَدرت أحكام العرب
مرتجلة نتيجة لهذا التذوق المباشر الذي أحس به النَّاقد ، وجَاءت مُوجزة بعيدة عن التَّعليل والتَّدليل
والتفصيل ، وإن وُجد فهو تعليلٌ جزئي ، ولا يتعارض ما نقوله من تحكيم الذوق الفطري
وجعله أساسًا مهمًّا لصدور الأحكام النقدية مع ما سوف نلاحظهُ من تعليل لبعض الأحكام
كتعليل أم جندب لحكمها وتعليل "
النابغةالذبيانى " لحكمه علي
تخلف " حسان بن ثابت " ....
لقد قررنا –
آنفًا – أن النقد كان مبنيًّا علي الذوقِ الفطريّ الذي قد يحسّ الجمال دون أن يعرف
سببه ، وقد يعرف له سببا لا يفصح عنه ؛ إذ
يري أن الناس يفهمون ما يقوله ويدركون ما يدركه وقد يفصح عن السبب ولكنه إفصاح
مبهم إن صح هذا التعبير لأنه إشارة وتلميح
، وقد يوضح ما ألهمه به ذوقه لكن الذوق يعتمد علي العادة أو علي – اللغة –
في وضعها أو في مجازها القريب أو فيما تواضع عليه الناس في استعمالها[1]
.
وبإمكاننا أن نقرّر أنّ "
ملكة النقد عند الجاهليين هي الذّوق الفني
المحض ، وأن الفكر وما ينبعث عنهُ من التَّحليل والاستنباط فذلك شيء لا نعرفه
عندهم ، وبعيد كل البعد عن الرُّوحِ الجاهليَّة وعن طبيعة العصر الجاهلي " .
وربما كانَ
هناك ثَمّة سبب يكمن وراءه هذا الغموض في النقد ، وهو أنَّ الناقد كان يتوجه في
نقده إلي جمهور يعرف من الفصاحة والبلاغة مثل ما يعرف ، ولا يحب أن يقف منه موقف
المعلم الشارح ، باعتبار أن في ذلك غضًّا من شأنه ، أو حطًّا من قيمته ، فكان
الناقد يلجأ إلي الإيجاز في نقده كما يلجأ المتكلم إلي الإيجاز في كلامه[2]
.
ويطرح د.
عبد القادر حسين– استاذ البلاغة في جامعة الأزهر - سؤالاً ويجيب عنه ، فيقول : هل كان العرب في
الجاهلية إلي هذه البلاغة الفنية المتكاملة بطريقة فطرية ساذجة تعتمد علي الذوق
وحده دون أن يكون للدرس أو المنهج أو الخطة نصيب في هذا العمل البلاغي الرائع ؟
ويطرح السُّؤال بطريقة أوضح ، فيقول : هل كان العرب يعتمدون علي الموهبة
والاستعداد فحسب دون التدريب والممارسة ؟.
ويجيبُ بأنَّ
بعض الباحثين ينقل عن حازم القرطَاجنى الأندلسي ( ت 684هــ ) ملاحظته بأنَّه " لم يجد شاعرًا مجيدًا
من شعراء الجاهلية إلا وقد لزم شاعرًا آخر لمدةٍ طويلة ، وتعلَّم منه قوانين
النَّظم ، واستفاد عنه الدّربة في أنحاء التَّصاريف البلاغية .
بَيد أنه يرفض
رأي " حازم الأندلسي " في
ممارسة العرب لفن البلاغة والتدريب عليه ، ويعده إسرافا في الرأي ، وإبعادا في
النظر ، وأن العرب لم يكن لهم في ذلك مرجع إلا الذوق الحساس ، والطبع المصقول
، ووسيلتهم في ذلك حفظ المنحول من النصوص (
[3])
.
ويقول الدكتور / عبد القادر حسين وإذا كان الباحث يرفض قول حازم الأندلسي أفلا
يرتضي قول ابن رشيق : " بأن العرب كانت تنظر في فصاحة اللام وجزالته وبسط
المعني وإبرازه وإتقان بنية الشعر وإحكام القوافي وتلاحم الكلام بعضه ببعض "
فابن رشيق يلاحظ أن العرب كانت تفحص كلا منها حتى يكون فصيحا واضحا متلاحما بعضه
مع بعض هو أرقي ما وصل إليه الفن البلاغي علي يد النقاد ، وهو الذي فسره لنا عبد
القاهر الجرجانى ( ت 471هـــ ) في
نظرية " النَّظم " [4].
والمتتبع لمدرسة
زهير بن أبى سُلمى المزني (? - 13 ق. هـ / 502 - 609 م) [ مدرسة الصنعة– أو ما
يسمونهم عبيد الشعر ] يري دلالةً واضحةً علي أنَّ الأمر لم يكن متروكًا للطبعِ
والسليقةِ أو الاكتفاءِ بالإحساسِ الذي لا يصَاحبه معاودة نظر .
والحق أنَّنا
لو تتبعنَا الأحكام النَّقدية الصَّادرة في هذا العصر لرأيناها أحكاما قليلة
بالنسبة إلي ما قالوه من شعرٍ ونثرٍ ، ولرأينَا أكثرها خاليا منَ التعليل ، وعرفنا
بأنَّها أحكام ارتآها أصحابها فأطلقُوهَا ، فسارت غير مقترنة بأسبابها ، ولا مفسرة
بما يُؤيدهَا ..
وأمَّا القليل
المُعلَّل من تلك الأحكام فقد توزعت علله بين معانٍ أُعجب بها صاحب الحكم فحكم
لصَاحبها ، أو قيمة خلقية كان الحكم للشاعر بسببها ؛ وإنْ كان هذا النوع من
الأحكامِ قد شَاع وانتشر في عصر صَدر الإسلام بصورة أوضَح ( [5]
) .
إنَّ مجمَل ما
نستطيع أن نقرّره بصدد الظَّواهر البلاغية التي تضمنتها أحكام النَّقد في الجاهلية
أنه كانت هناك أحكام نقدية خالية من التعليل ، وأنَّ الأحكام المعللة قليلة أصْلا
، وأنَّ ما علل منهَا فأغلب علله غير بلاغيَّة ، وحين يكون التعليل متصلا بأمر من
أمور البلاغة ، فليس معني ذلك أكثر من وجود حسٍّ ذَوقي صَدر عنه الحكم النقدي ،
وعبَّر عنه صاحبه بشكل شخصيٍّ أو فرديٍّ .
ومن ثَمَّ
نستطيع – أخيراً– أن نقرر في اطمئنان ، أنَّ فصاحةَ العربِ في الجاهليةِ لم تكن
تَعتمد عَلَي الموهبةِ أو الفطرةِ وحدهَا ، وإنَّما كانُوا يعملونَ علي صقلها
بالممارسة والدُّربة والتَّنقيح ، والتَّهذيب حتى تصل إلي ما وصلت إليه ، وهذا
يتفق مع طبيعة أي فن من الفنون فالموهبة وحدها في العمل الفني لا تجدي إذا لم
تساندها الدراسة – مهمَا كان نوعها – حتى تنضج ويُكتب لها البقاء والخلود .
ومن أمثلة الحكم الجلى الواضح والذى اعتمد على الذوق ، ما يلى
:
1- حكومة
أم جندب بين امرئ القيس وعلقمة الفحل :
من أوائل الأخبار التي رويت عن النقد
البلاغي في العصر الجاهلي حكومة أم جندب الطّائية بين امرئ القيس ( توفي نحو 544م
) وعلقَمة بن عَبَدة الفحل ( ت 603م ) ...
فقد رُوي أنَّ
امرأ القيس لما كان عند بني طَئ زوَّجوه منهم أم جندب وبقي عندهم ما شاء الله ،
وجَاءهُ يوما علقمة بن عبدة التَّميمي وهُو قاعدٌ في خيمته ، وخلفهُ أم جندب
فتذاكرَا الشعر ...
-
فقالَ امرؤ القيس :
أنَا أشعرُ منك !!
-
وقال علقمة : بل أنَا
أشعر منك !!
فقال امرؤ القيس قصيدته التي مطلعها : - ( بحر الطويل )
خَليلَىَّ مُرَّا بِى عَلى أُمّ جُنْدَبِ ...
نُقضِّ لُبَانَاتِ الفُؤَادِ المُعَذَّبِ
|
|
|
ثم قال علقمة من القافية والروي قصيدته التي مطلعها : -
ذَهبتَ منَ الهُجرانِ فِي غَيرِ مَذهَبٍ ...
|
|
وَلــم يـَكُ حــقّاً كـلّ هَـذا التَّجَنّب
|
واستطردَ كلٌّ منهمَا في وصف ناقته وفرسه ، فلما انتهيا تحاكما
إليها فحكمت لعلقمة بالجودة والسبق .
فقال لها امرؤ القيس : بم فضلت شعره علي شعري ؟
قالت : لأن فرس ابن عبدة أجود من فرسك !
قال : وبماذا ؟
قالت : إنك زجرت ، وضربت بسوطك .
وهي تعني قوله في وصف فرسه :
فـللــساق ألـهـوب وللـسوط درة ...
|
|
وللــزجر منــه وقـع أخرج مهذب
|
أما علقمة فقال :
فـأدركــهن ثـانيــا مــن عنانه ...
|
|
يمــر كـــمر الــرائح المتـحلب
|
ففرسه أجود من فرسك ؛ لأنه قد أدرك الخيل ثانيا من عنانه من
غير أن يضربه بسوط أو يحرك ساقيه !!
فقال امرؤ القيس : ما هو بأشعر مني ، ولكنك له وامقة فطلقها
فخلف عليها علقمة ؛ فسمي بذلك الفحل([6])
.
هذه القصة من
أوائل ما روي من الصور النقدية في العصر الجاهلية بيد أنها لا يمكن أن تدلنا علي
النشأة الأولي لهذا الذوق البلاغي – الذي كان سائدا آنذاك - ، لأن هذا الحكم الذي
أصدرته أم جندب قد تجاوز مرحلة الذوق
الفطري غير المعلل ، فقد عللت أم جندب لحكمها وبينت لماذا فضّلت شعر علقمة علي شعر
امرئ القيس .
وهذا النقد المعلل
ألقى ظلا من الشك على صحة هذه القصة لقربها من صنيع المتأخرين في النقد والموازنة.
وبعدها عن النقد الجاهلي المبني على الذوق الفطري الخالي من التعليل.
ولكنَّنا مع ذلك لا نستبعد صُدور مثل هذا النقد عن عربية
جاهلية ؛ لأنَّ الحياةَ الأدبية في عصرِ امرئ القيس لم تكن من البساطة إِلى حدّ
عدم القدرة على إدارك مثل هذه الملاحظات النَّقدية .
لقد طلب الشَّاعر من أم جندب أن تَحكم بينهمَا فلم يكن من الطَّبعي
بعد أن تستمع إليهمَا أن تقول لأحدهما أنت أشعر من صاحبك ثم تقف عند هذا الحد ، وإنما كان من الطبعي أن تصدر حكما معلَّلا حتَّى
تنفي عن نفسهَا شبهة التّحيز التي تطعن في عدالة الحكم ، ومع هذا فقد اتّهمها زوجها بالتحيز لعلقمة؛ ولعلّ
الحكمَ المعلّل هنَا ممَّا يرجّح صِحة هذه القصة عندنا.
بيد أن بعض النقاد يرى : أنَّ هذا النقد يلمح فيه القارئ أثر البساطة
وقرب المأخذ ( [7])...
ويبدو أنَّ الحقيقة عكس ذلك ، فهو من المراحل المتقدمة
للنقد المعلّل في هذا العصر .
ومهما قيل في تحيّز " أم جندب " وأنها فضلت علقمة
لأنها كانت تحبه ، وكانت تكره امرأ القيس ؛ لأنَّه كان مفركا تعافه النساء فقد علَّلت
لرأيها وتجاوزت حد النظرة السريعة إلي شئ من التأمل والروية ( [8])
.
ويري الدكتور / بدوي طبانة أنَّ أم جندب قد حكّمت هواهَا فعلاً
، وأنَّها ليست علي صوابٍ فيما التمستهُ من تَعليل ؛ لأنَّ امرأ القيس لم يرد أن
جَواده لا يسير إلا بتحريك الساقين ، والزجر ، والضرب بالسوط ، فالحقيقة : أن
تحريك الساقين ، واستعمال السوط لازمتان من لوازم كل فارس مهمَا يكن فرسُه كليلاً
بليداً ، أو جواداً حديداً ، وذلك ليكون متمكّنا منه .
وليس في بيت امرئ
القيس ما يدل علي بلادةِ جواده ، فإنَّ معني بيته أنَّه إذا مسَّه بساقه ألهبه
الجري، أي جري جرياً شديداً كالتهاب النَّار ، وإذا مسَّه بسوطه در بالجري كما يدر
السيل والمطر، وإذا زجره بلسانه وقع الزجر
منه موقعه من الأهوج الذي لا عقل له ( [9])
.
ويرد د / محمد إبراهيم نصر علي الدكتور / طبانه في كتابه الموسوم بـ
" النقد الأدبي في العصر الجاهلي وصدر الإسلام" بقوله : " ومع هذا الدفاع الذي أبداه
الدكتور / طبانه عن امرئ القيس ، ومحاولته التقليل من شأن حكومة أم جندب والتهوين
من أمرها ، فإنني أري أنها لمست لحكمها علّة مقبولة ، وأنّ الجواد الذي يحتاج في
إتمام سرعته واكتمال عدوه إلي أن يلهب بالسوط ، ويحرك بالساق ، ويزجر بالصوت ...
فهو أقل جودة من ذلك الجواد الذي ينطلق في سرعة الريح الحَاصب ويعدُو بشدّة حتى
يدرك طَريدته ثانياً من عنانه دُون أن يضرب بسَوط أن يمريه بساق ، أو يزجره بصوت ([10])
.
فعلقمة يقول في وصف جواده : -
فــولّي علي آثـارهـن بحـَاصب
|
|
وغيبـة شـؤبـوب من الشّـد ملهب
|
فــأدركـهنّ ثـانـيا من عنــانه
|
|
يـمر كــمر الـرائح المــتحـلب
|
فجواده علي هذا لم يحتج إلي ما يحفزه إلي السرعة و الانطلاق
....فهو لا شك أجود .
ونستطيع أن نقرّر أنَّ حكومةَ أم جندب جَاءت معلّلة ، رغم أنَّها
نظرة جزئية ، ولم تستقرئ كلا القصيدتين وتوازن بينهمَا ولكنَّها جرت مع الضوابط
الذَّوقية السَّائدة آنذاك ..
فلفتَ نظرها
أنَّ ألفاظ امرئ القيس لا تتناسب مع المعني الذي يقصده بينمَا تتناسب ألفاظ علقمة
معها ، فهي – أي ألفاظ علقمة – جاءت مطابقة لما يقتضيهِ المقام ([11])
.
بالطَّبع لم يأتِ حكم
أم جندب دقيقاً ؛ لأنّه نظر إلي جزئية واحدة وهي الّصفة المثالية ، ولأنّه تغاضي
عن أن يكونَ العيب في فرسِ امرئ القيس لا في الشَّاعر أو في مقدرته علي الوصفِ
الشعري ، غير أن هذا الحكم لا يخرج عن دائرة الذَّوق البلاغي الذي عَايش الرَّجل
الجاهليّ ، وكذا المرأة الجاهليّة ولم
يخرج عن النّطاق المألوف في هذا العصر ([12])
.
ومهمَا يكُن
من تشكيك في هَذه الرّواية من أنها منتحلة ، وأنَّ النصَّ معدٌ ومرتبٌ ، رتّبَ في
العصرِ الإسلامي ، فقد جاء النص سافراً جليّاً في كتب الأدب ، ولا سبيل إلي الطعن
في الرّواية ، فليس التنافس بين شَاعرين كبيرين بغريب ، أو تَحكيم المرأة ببدعة
آنذاك ، وكذا عقد التَّحكيم في غير الأسواقِ الأدبيةِ بغريبٍ علي هذهِ البيئة ...
ولتكن نظرتنَا إلي هذهِ الروايةِ نظرة تقديرٍ واهتمامٍ ، وتمحيصٍ وإمعانٍ ، لنخرجَ
محمَّلين باللآلئ غير مُحمَّلين بالشَّوائبِ .
- النابغة الذبياني والنعمان بن
المنذر :
روي أن النَّابغة الذّبياني مدح النعمان بن المنذر بقوله :
تـراك الأرض أمـا مـت خـــفا
|
|
وتحـــيا إن حييــت بهــا ثقيلا
|
فقال النعمان : هذا بيت إن لم تتبعه بما يوضح معناه كان إلي
الهجاء أقرب منه إلي المديح فأراد ذلك النابغة فعسر عليه .
فقال : أجلني !
فقال : قد أجلتك ثلاثاً ، فإن أنت أتبعتهُ مَا يوضح معناه فلك
مائة من العصافير نجاب ، وإلا فضربة
بالسيف أخذت منك ما أخذت .
فأتي النَّابغة زهير بن أبي سلمي فأخبره الخبر ، فقالَ زهير :
- اخرجْ بنا إلي البرية ، فإن الشّعر بريّ
، فخرج فتبعهُ ابن لزهير يقال له
كعب ، فقال : يا عم أردفني .
فصاحَ به أبُوه .
فقال النَّابغة : دَع ابن أخي يكونُ معنَا .
فأردفه ، فتجاولا البيت مليًّا ، فلم يأتيَا ما يُريدان .
فقالَ كَعب : فما يمنعك أنْ تقُول :
وذاك بــأن حــللت الــعزّ منها ...
|
|
فتـــمنع جَــانبــيها أن يـزولا
|
فقال النّابغة : جاء بها وربّ الكعبة ، لسنَا والله في شَيء ،
قد جَعلتُ لكَ يا ابن أخِي مَا جَعل لي.
قال : وما جعل لك يا عمّ ؟
- قال : مائة من العصافيرِ نجَائب .
قال : ما كنتُ لآخذ علي شعري صفدا ( أي عطاء ) .
فأتي النّابغةُ النعمانَ بالبيتِ فأخذَ مائة ناقة سوداء الحدقة
([13]).
وقد رويت هذه القصة بطريقةٍ أخري ، وهي أن زهير بن أبي سلمي
قال بيتاً ونصفاً ثم أكدي وامتنع عليه القول فلم يستطيع إتمام البيتين ، فمرّ
نابغة بني ذبيان ، فقال له : - يا أبَا تمام أجز .
قال : وما قلت .
قال : قلت : -
تـراك الأرض أمـا مـت خـــفا
|
|
وتحـــيا إن حييــت بهــا ثقيلا
|
وذاك بــأن حــللت الــعز منها
|
|
...................................
|
قال : فأكدي والله النابغة – أيضاً - .
وأقبل كعب بن زهير ؛ وإنه لغلام فقال له أبوه : أي بني أجز .
فقال كعب :
..... فتـــمنع جــانبــيها
أن يـزولا
قال فضمَّه إليه ،
وقال : أنتَ والله ابني ([14])
.
إذَا نظرنَا إلَي كلا الروايتين فإنَّنا نَستطيع أن نقرر أنَّ
فطنة العربي إلي الملائمة بين الألفاظِ والمعانِي ، وأنَّ الوضوح كان من بين
المطالب الحيوية لدي النقاد في العصر الجَاهلي ، فكانَ من الواجب علي الشعراءِ
حينئذٍ أنْ يتخيَّروا الألفاظ المؤدِّية للمعني علي أكمل وجه بحيث لا يحتاج الشاعر
أن يشرح المقصُود ؛ بحيث لا يتورط السَّامع في سُوء فهم المعني في قلب الشاعر .
وقد نفطن من قول النابغة : " اخرج بنَا إلي البريّة فإن
الشّعر بريّ " إلي أن الخلوة والعزلة عند بعض الشعراء الجَاهليين من أسسِ
الإبداع ؛ لمَا يَستدعِي ذلك من التَّركيز
وتوجيه الخاطر إلي الانصرَاف عن المشاغلِ والمنغصَات ، وهذا يتفق مع ما قرَّرهُ
" بشر بن المعتمر" – فيما بعد – في صحيفته ؛ حَيثُ يَقولُ :
" خُذ من نفسكَ سَاعة نشاطك وفراغ بالك وإجابتها إياك... إلخ ([15]).
فالنعمان بن
المنذر حينما قال لزهير : " هذا بيت إن أنت لم تتبعه بما يوضح معناه كان إلي
الهجاء أقرب منه إلي المديح " ! يبدُوا واضحاً تمام الوضوحِ أنَّه أدركَ أنَّ
البيت يحتمل وجهين متضادين ، يحتملُ المدح كما يحتملُ الذّمّ ، وهذا الاحتمال وإن
كان يحسن الكلام ويزينه كما نصَّ علي ذلك علماء البلاغة – فيما بعد – ، وكما في قول الشاعر :
خَاط لي عَمرو قباء
|
|
لَيت عينيه سَواء
|
ولم يغفل النّعمان هذا ، إلّا أنّه أراد أن يدخل كلام النابغة في بابِ
المدح ، دُون احتمالٍ للمعنَي الآخَر الَّذي لا يليقُ بمقامِ الملوك ([16])،
كما قال الحطيئة :
...فإنّ لكل مقامٍ
مقالاً.
-
وعيبَ " الإقواء" في قوله ( أي
النابغة ) :
أمِن آل ميَّة رائح أو مُغتد ...
|
|
عجلان ذا زاد ، وغَير مزود
|
زعم البوارح أن رحلتنا غدا ...
|
|
وبذاك خبرنا من الغراب الأسود ([17])
|
وهذان البيتان من القصيدة التي وصف فيها " المتجردة
" امرأة النعمان بن المنذر ملك الحيرة ، وقد دخل النابغة علي النعمان ،
ففاجأته المتجردة فسقط نصيفها عنها فغطت وجهها بمعصمها لتواري وجهها ويقال : إن
النعمان هو الذي سأله أن يصفها في شعره فقال :
سط النصيف ولم ترد إسقاطه
|
|
فتناولته واتفتنا باليد
|
بمخضب رخص كأن بنانه
|
|
عنم يكاد من اللطافة يعقد ([18])
|
المهم : أنّ النقاد عابُوا عليه إقواءه ، وأرشدوه إليه فلم
يأبه بهم ، فلمَّا دخل المدينة أسمعُوه
إياه في غناء ، وقالوا للجارية المغنية إذا صرت إلي القافية فأبيني وتمهلي ، فلما
قالت : " غير مزود " و " الغراب الأسود " و " يعقد
" و " باليد " علم وانتبه ولم يعد إليه وقال : " قدمت الحجاز
وفي شعري ضعة ، ورحلت عنها وأنا أشعر الناس " ([19])
.
وتوضح هذه الرواية أنَّ الذَّوق في العصرِ الجاهليّ قد يدركه
قوم دُون غيرهم إلَي أن تلفت أنظارهم إليه .
فالنابغة – وهو من هو في الشِّعر والنَّقد والتَّذوق – ينبهُ
إلي هذا الخطأ بالطريقةِ العمليةِ فينتبه ويعلم أنه مقو فيغيره – كما حكت بعض
الروايات – ويقول موضعه :
... وبذاك تنعاب الغراب الأسود
والإقواء : اختلاف
حركة الرَّوي في أبياتِ القصيدةِ الواحدةِ وهو من عيوب القافية ([20])
، فالدال في البيت الأول من هذين البيتين مكسورة ؛ لأنها مجرورة بالباء ( وهي قوله
: باليد ) ، وفى البيت الثانى لم يسبق الفعل بناصب ولا بجازم ( وهو قوله : يعقد ) .
وعلي هذا فحرف
الروى اختلفت حركته في بيتين من قصيدة
واحدة فحدث الإقواء ، ولما أحسَّ النَّابغة ما بهمَا من نشَاز ، لم يلبث أنْ غيّر
الروي المضموم ، فقال : وبذاك تنعاب الغراب الأسود .
وإذا كان تعديل
النابغة لبيته لينأي به عن الإقواء اعترافا عمليا ؛ فإنه اعترف صراحة بما كان في
شعره من عيب ؛ إذ قال : " قدمتُ الحجَاز ، وفي شعري هنة ، ورحلت عنه وأنا
أشعر الناس " .
ولهذا قال أبو عمرو بن العلاء ت 154هــــــ
: فحلان من الشعراء كانا يقويان النابغة وبشر بن أبي حازم فقال له أخوه
" سوادة " إنك تقوي ، قال : وما الإقواء ؟
قال قولك :
ألم تر أن طول الدهر يسلي
|
|
وينسي مثل ما نسيت جذام
|
ثم قولك :
وكانوا قومنا فبغوا علينا
|
|
فسقناهم إلي البلد الشآم
|
فلم يعد للإقواء .
ويذهب بعض
مؤرخى الأدب إلي التشكيك – أيضاً– في
نسبة هذا النصّ إلي العصر الجاهليّ ، معوّلين شكهم هذا بأن العرب لم تعرف هذه
المصطلحات الفنية التي تتصل بالقافية من الإقواء ، و الإكفاء .. إلخ .
نعم ... فكما
قلنا من قبل إنّ العرب – حقًّا – لم يستعملوا هذه المصطلحات الفنية في إظهار عيُوب
القافية كما استعملها العلماء في عصر صَدر الإسلام ، ولكنَّهم عرفُوها بذوقهم الذي
لم يفسد بعد ، فالعربي أقدر بلغته ، وأقدر علي التصرف فيها من غير حَاجة إلي معرفة
تلك المصطلحات ، وإن كان قد جري ما يشبه مدلولاتها ، فقد حدَّثنا أبو عمرو عثمان
بن بحر
" الجاحظ "
ت 255هــــ في كتابه الموسوم بـ
" البيان والتبيين " أنَّ جماعة من شعراء الإسلام ذكروا في شعرهم عذوفهم
عما أنكر علي من تقدمهم من هذه العيوب ، فقال ذو الرمة : -
وشعر قد أرقت له غريب
|
|
أجنبه المساند والمحالا([21])
|
وأورد الجاحظ في موسوعته شعراً آخر يدل
علي هذه المعرفة في العرب حتى جاء الخليل بن أحمد الفراهيدى ( ت 170أو 175هــ
) فوضع لأوزان القصيد وقصار الأرجاز
ألقاباً لم تكن العرب تتعارف عليها ، حتى
قال :
" وذكرت العرب في
أشعارها السناد ، والإقواء ، والإكفاء ، ولم أسمع بالإيطاء " ([22])
.
كلّ هذَا يدلُ
دلالة واضحة علي معرفة العرب لهذه العيوب بالذَّوق الفطري الذي جبلوا عليه ، فهم
يتذوقون ويعرفون هذه العيوب من غير أن يتعلموها من الخليل فما الخليل وغيره من
علماء اللغة إلا آخذين ما يعلمه العرب فيما يتصل بلغتهم ليقعدوها ويعلموا بها غير
العرب أو العرب الذين نَزحُوا عن وطنهم الأوَّل وفسدت لغتهم بمخالطت غيرهم .
-
وعيب علي المتلمس
قوله : -
وقد أتناسي الهمّ عند احتضاره
|
|
بناج عليه الصَّيعرية مكدم ([23])
|
فقد مرَّ المتلمس أو المسيب بن علس ( علي اختلاف في الروايات )
بمجلس بني قيس بن ثعلبة فاستنشدوه فأنشدهم قصيدته :
ألا أنعم صباحا أيُّها الربع واسلم
|
|
نحييك عن شحط وإن لم تكلم
|
فلما بلغ قوله :
وقد أتناسي الهمّ عند احتضاره
|
|
بناج عليه الصيعرية مكدم
|
كميت كناز اللحمِ حميريَّة
|
|
مُواشِكَة ترمي الحصَي بمُلثم
|
كأنّ علي إنسائه عذق خصية
|
|
تَدَلَّي من الكَافُور غير مُكَمَّمِ([24])
|
فقال طرفة – وهو صبيٌّ يلعب مع الصّبيان – : استنوق الجمل .
فقال المُسيب : - يا
غلام اذهب إلي أمّك بمؤيدة ، أي داهية .
فقال طرفة : لو عاينت فعل أمك خالية – نهاك .
فقال المسيب : من أنت ؟
قال : طرفة بن العبد .
قال : ما أشبه الليلة بالبارحة ، يريد ما أشبه بعضكم في الشّر
ببعض( [25])
.
وسواء أكانت هذه الأبيات للمتلمس – كما أسندها ابن قتيبة ت
276هـــ – ، أم كانت للمسيب بن علس – كما رواها
المرزباني ت 384هـــ – ، أم كانت لعمرو بن كلثوم – كما رويت عن محمد بن
سلام ت 232هـ - ففيها دلالة علي حساسيّة العربي باستعمال
الكلمة ، وأنها متي خرجت عن أصل وضعها
وابتعدت عن دلالتها اللائقة بها خدشت أذنه ...
فقد أدرك طرفة –
وهو صبي – أن الشَّاعر الذي قال هذا القول قد أخطأ لأنّه وصف الجمل بوصف اختص
بالناقة ... فالصيعرية سمة في عنق الناقة خاصة ([26])
.
فإذا صحَّ أنَّ
طَرفة بن العبد عابَ هذَا البيت في جملته المشهورة " استنوق الجمل "
فمعني هذا أنّ نقده اعتمد علي ما يجري به العرف في محيطه من وسم النوق خاصة .
يقول د /
محمد محمد أبو موسي – استاذ البلاغة في جامعة الأزهر - : " قالوا : لما سمع طرفة هذا البيت قال
للمسيب " استنوق الجمل " أي أنك وصفت البعير بوصف الناقة ، هذا عند
البلاغيين وصف شيء بغير صفته ، ووضع للفظ في غير موضعه ، فتفوت المطابقة بين ما
يتطلبه الحال وبين اللفظ الدال " ([27]).
أهم المراجع
البحث عن المنهج
في النقد العربي الحديث ، د.سيد البحراوي
: ، دار شرقيات، 1993، القاهرة.
بحوث في النقد التراثى ، هلال ناجى ، دار الغرب الإسلامى–
بيروت ، ط . أولى 1994م .
البيان العربى ، د بدوى طبانة ، نشر مكتبة الأنجلو المصرية ، ط
. أولى 1956م .
البيان والتبيين ، أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ت 255هــ تح .
عبد السلام هارون ، ط . القاهرة 1961م .
تاريخ النقد الأدبى عند العرب ( من العصر الجاهلى إلى القرن
الرابع الهجرى ) ، طه إبراهيم ، لجنة التأليف والترجمة والنشر بالقاهرة 1937 م .
تاريخ النقد الأدبى عند العرب ، د / إحسان عباس ، دار الثقافة –
بيروت ، ط . 4 ، 1404هـ = 1984م .
تاريخ علوم البلاغة ، والتعريف برجالها ، للأستاذ أحمد مصطفى
المراغى ، ط . أولى 1950م .
تطور النظرية النقدية
عند محمد مندور،د.فاروق العمراني ، الدار
العربية للكتاب، 1988م، تونس.
ثورة الأدب ، د.محمد
حسين هيكل، ط2، دار المعارف، د.ت، القاهرة.
خصائص التراكيب ، د / محمد محمد أبو موسى ، ص 44 – مكتبة وهبة
– الطبعة الرابعة 1416 هـ .
ديوان امرئ القيس ، تحقيق
: محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار المعارف ،
الطبعة الخامسة .
الديوان في
الأدب والنقد، عباس محمود العقاد، وإبراهيم عبد القادر المازني ، ط . مكتبة الأسرة [الهيئة المصرية العامة
للكتاب] ،2000م، القاهرة.
الذوق الأدبي ( أطواره ونقاده ومجالاته
ومقاييسه ) ، د / عبد الفتاح علي عفيفي ،
، مطبعة الأمانة – الطبعة الأولي 1407 هـ / 1987 .
شرح ديوان رئيس الشعراء أبي الحرث امرئ القيس بن حجر الكندي
للوزير أبي بكر عاصم بن أيوب ، طبعة المطبعة الخيرية مصر سنة 1307 هـ الطبعة
الأولى .
شرح ديوان علقمة بن عبدة الفحل للأعلم الشنتمرى ، تحقيق د /
حنا نصر الحتى ، ط . دار الكتاب العربى.
في الميزان الجديد ، د.محمد مندور، مؤسسات ع.بن عبد
الله،1988م، تونس.
قراءة النقد
الأدبي، د.جابر عصفور، مكتبة الأسرة [الهيئة المصرية العامة للكتاب] ، 2002م، القاهرة.
قضايا النقد الأدبى والبلاغة ، د . محمد زكى العشماوى ، دار الكتب ، ط . أولى 1967م .
الكامل ، أبو العباس المبرد ت 286هــ ، تح . محمد أبو الفضل
إبراهيم ، ط . القاهرة 1956م .
المذاهب الأدبية
والنقدية عند العرب والغربيين، د.شكري محمد عياد: عالم المعرفة، عدد [177]، 1993م
، الكويت.
المقاييس البلاغية عند الجاحظ في البيان والتبين ، د / فوزي
السيد عبد ربه ، ط . دار الثقافة للنشر
والتوزيع .
مقدمة في نظرية
الأدب، د.عبد المنعم تليمة ، دار الثقافة
للنشر والتوزيع ، د.ت، القاهرة.
الموجز في تاريخ البلاغة ، د / مازن المبارك ، دار الفكر – الطبعة الثانية 1400 هـ = 1979 م .
المؤسسة
النقدية والاستجابة لتغير الواقع ، د.سامي سليمان أحمد، مجلة فصول النقدية،
[عدد61] ، شتاء 2003، القاهرة.
نظريات معاصرة ،
د.جابر عصفور: ، مكتبة الأسرة، [الهيئة المصرية العامة للكتاب]، 1998م، القاهرة.
نظرية المصطلح
النقدي ، د.عزت محمد جاد، الهيئة المصرية
العامة للكتاب ، 2002م، القاهرة.
النقد الأدبي في العصر الجاهلي وصدر الإسلام ، د. محمد إبراهيم
نصر ، ص 50 – دار الفكر العربي – الطبعة الأولي 1398 هـ .
النقد التحليلى ، محمد محمدعنانى ، إشراف د / رشاد رشدى ،
الأنجلو المصرية ( د . ت ) .
النقد التحليلى عند عبد القاهر الجرجانى دراسة مقارنة ، د/
أحمد عبد السيد الصاوى ، ط . 2 ، 1994 م مطبعة الانتصار بالإسكندرية .
النقد المنهجى عند العرب ، د / محمد مندور ، ط . دار النهضة ،
وفى النهاية : منهج البحث في الأدب واللغة للانسونوماييه .
ثانيا : المراجع المترجمة
- الشاعر الناقد ، اليوت ( ت . س ) ، ترجمة د / إحسان عباس ، ط
. بيروت 1965م .
- عصر البنيوية : إديثكريزويل ، الهيئة العامة
لقصور الثقافة، سلسلة آفاق الترجمة [عدد
17] أغسطس 1996م، القاهرة.
-النقد
الأدبى ، لوليم فان أوكونور ، ترجمة : صلاح أحمد إبراهيم ، ط .دار صادر – بيروت
1960م .
- مبادئ النقد الأدبى ، لريتشاردز ( أيفور ) ، ترجمة : محمد
مصطفى بدوى ، مراجعة د / لويس عوض ، ط . المؤسسة المصرية العامة للتأليف 1963م .
- مفاهيم نقدية : رينيه ويلك، ترجمة د.محمد عصفور، سلسلة عالم
المعرفة، [عدد110] ،1987م، الكويت.
ثالثا المراجع الأجنبية:
*- RaduSurdulescu: From Structure and Structurality in
Critical Theory, 1.Russian Formalism: The Systemic Nature of Literariness,
Taken From The Internet, Date:12-05-2006,
[1]-
الذوق الأدبي ( أطواره ونقاده ومجالاته ومقاييسه ) ، د . عبد الفتاح علي عفيفي ، ط . الأمانة – القاهرة 1992م .
[2]- فن البلاغة ، د / عبد القادر حسين ، ص 18 (
بتصرف ) ، ( د . ت ) .
[3]-
أثر النحاة في البحث البلاغى، د / عبد القادر حسين ص 12 ، ط . نهضة مصر للطبع والنشر ( د . ت ) وينظر : تاريخ العربية ، د . أحمد شعراوي ، ص 18 ، دون ذكر طبعة .
[4]-
المرجعان السابقان .
[5]-
الموجز في تاريخ البلاغة ، د / مازن المبارك ، ص 30 ، دار الفكر – الطبعة الثانية
1400 هـ = 1979 م
.
[6]-
فسمي الفحل لذلك ؛ تنظر القصة في : الموشح للمرزباني، ص 26، 27 ط . السلفية 1385
هـ .
[7]-
دراسات في نقد الأدب العربي ، د . بدوي طبانة ، ص 53 ، ط . الأنجلو المصرية ( د .
ت ) .
[8]-
روي الأصمعي رواية تدل علي أن أم جندب كانت تريد الخلاص من امرئ القيس تنظر في : ديوان
امرئ القيس ص 40 ، تحقيق : محمد أبو الفضل
إبراهيم ،ط . دار المعارف ، الطبعة الخامسة .
وينظر
: شرح ديوان رئيس الشعراء أبي الحرث امرئ القيس بن حجر الكندي للوزير أبي بكر عاصم
بن أيوب
،طبعة
المطبعة الخيرية مصر سنة 1307 هـ ، الطبعة الأولى .
[9]-
دراسات في نقد الأدب العربي ص 62 ،63 .
[10]-
النقد الأدبي في العصر الجاهلي وصدر الإسلام ، د. محمد إبراهيم نصر ، ص 50 – دار
الفكر العربي – الطبعة الأولي 1398 هـ .
[11]-
المقاييس البلاغية عند الجاحظ في البيان والتبين ، د / فوزي السيد عبد ربه ص
58 ( بتصرف ) ، ط . دار الثقافة للنشر
والتوزيع .
[12]-
الذوق الأدبي ( أطواره ونقاده ومجالاته ومقاييسه ) ، د / عبد الفتاح علي عفيفي ، ص 24 ( بتصرف ) ،
مطبعة الأمانة – الطبعة الأولي 1407 هـ / 1987 .
[13]-
الموشح للمرزباني ، ص 42 ، 43
[14]-
الموشح ، ص 57 .
[15]-
ينظر الرسالة كاملة في : البيان والتبيين للجاحظ ت 255هــ
، ج 1 / 135 وما بعدها ، تحقيق /
عبد السلام هارون ،ط . القاهرة 1961م . .
[16]-
المقاييس البلاغية عند الجاحظ في البيان والتبيين
، ص 59 .
[17]-
المزود : - هنا – التوديع والسلام .
[18]-
العنم : نبت أحمر يصبع به .
[19]-
يراجع اختلاف الروايات في : الموشح للمرزباني ص 38 - * الشعر والشعراء لابن قتيبة :
95- 168 – وطبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحى: 67 ، 68 .
[20]-
ذكر ابن قتيبة : أن بعض الناس يسمي هذا " الإكفاء " ، ويزعم أن الإقواء
نقصان حرف من فاصلة البيت .
[21]-
الإسناد : اختلاف كل حركة قبل الروي – مثل ( فأصبحنا – جرينا ) .
[22]-
ينظر : البيان والتبيين ،1/139 .
[23]-
الصيعرية : سمة في عنق الناقة خاصة . المكدم
الغليظ أو الصلب ، ينظر لسان العرب لابن منظور مادة ( ص . ع . ر ) .
[24]-
مواشكة سريعة . * مثلم : أي خف قوي يقلم الحجارة أي يكسرها .
*
الخصبة : النخلة . * الأنساء : ( ج )
نسأة وهي العصا .
[25]-
تراجع القصة برواياتها المختلفة في : الشعر والشعراء جـ 1 / 183 والموشح للمرزباني
: 109 .
[26]-
النقد الأدبي في العصر الجاهلي وصدر الإسلام
ص 57 .
[27]-
خصائص التراكيب ، د / محمد محمد أبو موسى ، ص 44 – مكتبة وهبة – الطبعة الرابعة
1416 هـ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق