براءة
على عبدالرازق
على شاطئ البحر التقطت
حبة َقمح تائهة ،للوهلة الأولى ظننتها كذلك ،لكنها كنت حصاة رمل ، فركتها بين أصابعي وذروتها في الرياح .
بالقرب منى كانت تقف
فتاة عشرينية لكنها تملك وجها فيه براءة بنت البضع سنين ، أصابت
عينها حبة رمل مما ذَروت . تأسفت لها وهممت بالمغادرة .
استوقفتني :لماذا تحمل
حقيبة؟
- لأني أحمل فيها ما
تبقى مني
- وماذا تبقى منك ؟
- نرد أداة الخسارة وكفن
لباس عيدي القادم وبضع أحزان جئت أذروها الرياح .
سحبت من خلف ظهرها حقيبة ، ابتسمت،
- ولماذا تحملين حقيبة
؟
- أحمل فيها عرائس
حلوى لأني آليت على نفسي أن أكون الحلوى التي لا يأكلها الفقراء إلا في عيد الفطر
أو عيد الميلاد ، وصباحا مشرقا للأحزان ، وقمرا للعاشقين .
أطلت النظر في وجهها ،
ظلت صامتة ، أفقت ، استأذنتها في الرحيل .
- لتعد في المساء ربما نزور القمر سويا
في المساء عدت فوجدت أطفالا يلوكون الحلوى ووجدت
الحقيبة ولم أجدها ، عدت لغرفتي وأخرجت
النرد مراهنا نفسي أن أجدها في الصباح ، ربما ذهبت للقاء القمر أو ربما لم تكن
موجودة وكانت ورقة ساقطة من حلم .
في الصباح ، الشاطئ
مكتظ ، قد مارس البحر هوايته في الاستئساد
على الجميلات .
تراءت لي واقفة على
سطح الماء مرتدية لباس عيدي القادم ، فتَّشت عنه في الحقيبة فلم أجده ، أمسكت النرد وقذفته في الماء وعدت للنظر إليها .
$أسيوط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق