2011/08/22

حفل توقيع ديوان ( كشخصٍ عاديّ ) في مؤسسة أروقة

حفل توقيع ديوان ( كشخصٍ عاديّ ) في مؤسسة أروقة

أقامت مؤسسة أروقة للدراسات الأدبية والنشر والترجمة يوم السبت الماضي الموافق 20/8/2011 في التاسعة مساء حفل توقيع لديوان ( كشخصٍ عاديّ ) وهو الديوان الثالث للشاعر إبراهيم موسى النحـّاس , ناقشه د. جمال العسكري ود . صديق عطية وأدار الجلسة الشاعر هاني الصلوي رئيس مجلس إدارة أروقة .
حضر حفل التوقيع عدد كبير من الشعراء والأدباء المصريين والعرب . فمن مصر حضرالروائي وجيه القاضي والقاص عادل العجيمي والشعراء عاطف عبد العزيز وعبد العاطي موسى وعبد الله راغب وهبة عصام وعبير عبد العزيز وسامح محجوب وعادل جلال ومن لبنان منيرة مصباح ومن العراق الفنان محمد الخفاجي وعن جريدة العرب القطرية إيهاب مسعد ومن إذاعة البرنامج الثقافي الإعلامي عمرو الشامي . وآخرون .
بدأ حفل التوقيع بمقدمة للشاعر هاني الصلوي تحدث فيها عن الديوان وأهميته وأنه بصمة في قصيدة النثر وأهم ما يميزه هو أن الشاعر جعل من القارئ مبدعاً يشارك الشاعر في صناعة النص وتكملته أحياناً وصناعة المعنى في أحيان أخرى . وطلب من الشاعر أن يلقي قصيدتين من الديوان .
ثم تحدث د. جمال العسكري حيث وضّح في قراءته النقدية أن قصيدة النثر في مصر يتبناها تياران أساسيان : الأول هو ما يعرف بقصيدة الرؤية والثاني هو قصيدة التفاصيل الدقيقة ورغم أن إبراهيم موسى النحـّاس من أكثر المنتمين لقصيدة التفاصيل _ وهو ما يعكسه إهداء الديوان _ لكن الشاعر يتجه إلى تشعير هذه التفاصيل وتغليفها بالرؤية فالديوان لا يعمق اتجاه الرؤية فقط ولا يتبنى قصيدة التفاصيل فقط بل يجمع بين الاثنين بشكل يكون للذات فيه السيطرة . كما أكد أن شعرية الديوان تأتي من تغليف الوعي بالزمن الذي يحوي المكان فالتفاصيل في الديوان محض جزء يحتويه الزمان . واستشهد بقصيدة ( وهو يغادر المقهى )وقصيدة ( تدهس كبرياءها برهة ) ثم تحدث عن بنية العناوين في الديوان والبنية السردية وعنصر الصورة الشعرية داخل الديوان ومراوحة القصيدة بين قصيدتي الرؤية والتعبير .
ثم عرض د. صديق عطية قراءة نقدية طويلة عنوانها ( وجع الذات في ديوان كشخصٍ عاديّ ) تناولت علاقة الذات بالآخر في الديوان وعدد من السمات الفنية التي اعتمد عليها الشاعر مثل الاختزال والدراما التي ظهرت من خلال امتزاج الصوت بالحركة بغرض التأثير ليطل الديوان علينا بقصيدة درامية تخلق جدلاً بين الذات والذات أو بين الذات والأشياء للوصل أو التعبير عن الحقائق.لتمثل القصيدة انزياحاً مستمراً عن المألوف كما في قصيدة ( تدهس كبرياءها برهة ) كما تناولت القراءة النقدية ظاهرة التجريد في الديوان وبنية السرد واستخدام لغة الحوار والاستفادة من الأنواع الأدبية الأخرى .
بعد ذلك بدأت المداخلات النقدية بمداخلة الروائي المصري وجيه القاضي التي قال فيها إن قصيدة النثر اكتسبت بهذا الديوان أرضاً جديدة حيث كسر الديوان أزمة عدم تقبل الجمهور لقصيدة النثر , وقال إن قصائد الديوان اتجهت إلى موضعة الذات ولم يتجه إلى الذات فقط ومن هنا ظهرت شاعرية الديوان من خلال الخروج من الذات إلى ما هو موضوعي وعام . كما أشار إلى سمة فنية وهي أن قصائد الديوان شوتات سينما عن طريق التفكير بالصورة وليس التفكير باللغة من أجل الوصول إلى الصورة . وهناك موسيقى داخلية يشعر بها رغم صعوبة تعريفها .
وقال الشاعر عاطف عبد العزيز في مداخلته إن إبراهيم موسى النحـّاس عنصر أصيل في المشهد الشعريّ فهو يمثل الحالة الأكثر سيادة في قصيدة النثر وهذا الديوان نقلة في تاريخه الشعريّ حيث تجاوز النمطية التي تؤخذ على قصيدة النثر المصرية فالقصيدة عنده بها بعد فلسفي مرتبط بالتفاصيل , فالتفاصيل إيماءات إلى أشياء أعمق . وهناك تحديا أمام الشاعر هو أنه وصل من الخبرة للدرجة التي جعلت المسافة بين التفصيلة التي تشير لشئ وهذا المشار إليه قريبة جداً ومتوقعة بسبب الخبرة لذا هو في حاجة إلى الاندهاش من نفسه مرة أخرى . ومأزق مرحلة الخبرة ذلك مررنا به جميعاً .
وتحدث الشاعر عبد الله راغب عن الديوان وأن التجربة الشعرية فيه تجاوزت الديوانين السابقين للشاعر وتوجه بسؤال للمنصة قائلاً : لماذا لم نضع أرجلنا كمصريين في قصيدة النثر العربية بالشكل الذي يليق بنا وبمكانتنا وأدواتنا الفنية ورؤيتنا وإمكانياتنا ؟ وتساءل إذا كان هناك ثمة تحييد متعمد لمصر من الخارطة الثقافية العربية ؟

ليست هناك تعليقات: