2011/12/25

فيروز شحرور في باكورة إنتاجها القصصيّ

مجموعة "وأنا"من مركز أوغاريت الثقافي
فيروز شحرور في باكورة إنتاجها القصصيّ
عن مركز أوغاريت الثقافي، وضمن اهتمامه الأساسي في التعامل مع الأدباء الشباب، وخصوصا في أول أعمالهم، أصدر مركز أوغاريت الثقافي مجموعة قصصية بعنوان "وأنا!"، هي باكورة إنتاج كاتبتها فيروز شحرور، التي سبق لها أن نشرت بعض الإنتاج في المدوّنات، كما شاركت في عدد من الفعاليات الثقافية.
تضمّ المجموعة التي تقع في ثمانين صفحة من القطع المتوسط، تسعا وخمسين قصة، هي في معظمها قصص قصيرة جدّا، تدور حول قضايا الإنسان الفلسطينيّ، ومنها قضايا المرأة في حياتها العامة والخاصة.
وتركز قصص المجموعة على لحظات فاصلة في حياة الشخصية التي تتعامل معها، وهي لحظات التأثير في هذه الشخصية، التي تخلق تغييرا فيها. وغالبا ما تتحوّل عملية التغيير إلى موقف ساخر، يكون أكثر فاعلية وتوصيلا.
وبالرغم من أن روحا حزينة تهيمن على معظم القصص، إلا أن مضمونها يكون أقرب إلى التفاؤل، من خلال أمل في تغيير الظروف التي تخلق الحزن، عن طريق كشف عناصرها، بدءا من الانشغالات التافهة، وصولا إلى محاصرة المرأة بالقسوة الاجتماعية، مما يؤثر في عواطفها، وفي أفعالها، ويخلق لديها حافزا للتمرّد عليها.
ومع ذلك، فإن ما يحاصر الرجل من وحدة ومن إحساس بالوحشة، والحصار، كجزء من مجتمع يعاني من قسوة الواقع، وقسوة الاحتلال، لا يغيب عن اهتمام الكاتبة، التي تجعل الرجل شخصية مركزية في كثير من قصصها، وهي شخصية غالبا ما تكون معنية بالبحث عن الحرية وعن الحبّ، كما هو الحال لدى الشخصيات النسائية وهي تبحث عن ذواتها، وعن استقلاليتها الكاملة، وعن الحبّ الذي تستكمل به صورة الإنسان.
من أجواء المجموعة التي تحتفي بالحب وبالحياة، هذه القصة التي تحمل عنوان"حياة":
"حينما رفع الستار عنها بعدما أيبسه القنوط، تشنّجت رسائلها العصبيّة لتفسير ما هو كائن. لم يكن روعها قادرا على أن يدرك أن الحياة سنحت لها أخيرا.
مذ رفع الستار، تذوّقت حواسّها رائحة الورود الطازجة، وأحست باتساع صدرها للهواء. صارت تحبّ طلاء بيتها، وزرقة السماء. صارت تتغزّل بالمرآة وتهوى الملابس المبهرجة، ولم تعد ترى الفواحش في الطريق، ولا كذب الرجال. ولم تعدْ يدها تشعر باحتضار قلبِها كلّ ليلة.
مذ قال لها "أحبّك"، أدهشها مفعول الحبّ في الحياة."

ليست هناك تعليقات: