2012/03/23

معوض وشهريار والشاهد وعطية ناقشوا" فتاة البحر" لأحمد طوسون

شهريار: "الصقيع.. الوحدة.. الصمت" يصموا العلاقات الإنسانية في مجموعة "فتاة البحر"
معوض: التنقل عبر الطرائق السردية أبرز سمات المجموعة
د.الشاهد: قصص المجموعة تمثل الصراع بين الأنا والآخر
د. عطية: الغلالة السردية تحوي رغبات وذكريات وشاعرية

قال القاص والناقد عويس معوض أن التنقل عبر الطرائق السردية المختلفة أبرز سمات مجموعة فتاة البحر لأحمد طوسون حيث الاتكاء على اللغة الشعرية التي تصنع لوحات سوريالية كما في قصتي " ثلاث محطات لقطار وحيد" و" فتاة البحر" ثم الاعتماد على التقنيات الرمزية في " السيرة السمعية لأذن مواطن صالح" حيث يختلط فيها الوهم بالحقيقة، لينتقل إلى الاتكاء على التقنيات السينمائية كما في نصي " كادر خارج المشهد" ، "تعريشة سندس".
 ثم إلى استخدام الراوي العليم الذي يحرك شخصياته كما يشاء كما في قصة " فوبيا الجغرافيا"، وفي واحدة من أفضل قصص المجموعة قصة " ما لم يحدث بعد" حيث تساوي ما بين العنوان والنهاية نقطة الصفر الزمني وما بينهما مفاتيح تدعو المتلقي لمشاركة كتابتها مع السارد.
أما الناقد عمر شهريار فرأى أن المجموعة حاولت قنص لغة شعرية عبر الطرائق السردية المختلفة ما بين الواقعية، أو الغرائبية " فتاة البحر"، أو السريالية "عراء" التي تقترب من القص العجائبي.
وشدد على أن إشكالية مجموعة "فتاة البحر" الرئيس مع الزمن طوال الوقت وربما تكون ساعة الحائط في نص " كادر خارج المشهد" مفتاحا دالا.. حيث هناك فارق زمني بين السارد والمحبوبة في قصة " قربانه.." ولم تكن المشكلة في اختلاف الدين، بقدرما هو الاختلاف ما بين الزمان والمكان حيث مكان المحبوبة " الكنيسة" ، أما السارد فيرتبط بشجرة ذقن الباشا، فكل مكان يخلق زمنه وكل زمن يحدد معالم مكانه.
 وفي " تعريشة سندس" حين ينفصل البطل عن المكان يسعى للانتقال عبر زمن آخر مختلف، وكأنه تحول في الزمن كما هو تحول في المكان، أما في قصة " عراء" يفرض المكان مرجعياته رغم الفارق الضئيل ما بين زمن الموت وزمن الحياة، عكس الفارق في "تعريشة سندس" ولا تستطيع أن تحدد حلمية أم واقعية النص.
وفي نص " ما لم يحدث بعد" الفارق ما بين عالم الرجل وعالم المرأة رغم توحد المكان.. وقال أن"الصقيع.. الوحدة.. الصمت" يصموا العلاقات الإنسانية في المجموعة.. دائما صمت واضح مطبق وقد يكون وراء الصمت والوحدة والصقيع تعمد إحداث ثغرة سردية لنصبح أمام " النص المنقوص" الذي يكمله المتلقي بوعيه الخاص.
كذا الحال في " السيرة السمعية لأذن مواطن صالح" الفارق الزمني ما بين الشخص وذاته في حالتين مختلفتين وكأنه انقسم إلى شخصين ليتوافق وفق طرائق الواقع.. حالة الزمكانية في " كادر خارج المشهد" حيث الحضور والغياب والهروب من اللحظة الآنية إلى الماضي الذي يصبح ملاذا.
كما رصد الظاهرة الزمنية في قصص "ثلاث محطات لقطار وحيد" والتي اعتبر فقرتيها الأخيرتين ترهلا سرديا، " أبيض مرقط ببقع سوداء" و" تلك الرائحة" حيث الزمن يعيد نفسه و" فوبيا الجغرافيا" التي وصفها بأنها تنتمي إلى ما يسمى "بنظرية اللعب" وهي مختلفة عن قصص المجموعة وتعد أكثر حداثة حيث تعايش زمنين مختلفين.
أما الناقد د. نبيل الشاهد فقال أن اللغة الشاعرية تشكل ملمحا واضحا في نصوص المجموعة وهي بأي حال لغة قلقة متحركة لا يمكن الإمساك بها، وأن الأنا الساردة تعيش حالة تصادم تجعلها تقسم المجموعة إلى قسمين أحدهما سوريالي والثاني واقعي لكنها ليست الواقعية التقليدية حيث يعمد السارد على التقاط الواقع ويترك الثغرات السردية التي يكملها المتلقي.
وقال أن الصراع داخل النصوص بين الأنا والآخر حيث الذات منعدمة تتلاشى أمام السقوط الذي يواجه مصير شخصيات النصوص في نهايات العمر.
وقد شارك في المناقشة الكاتب والناقد د. مصطفى عطية جمعة المقيم بدولة الكويت بدراسة تحت عنوان " الغلالة السردية تحوي رغبات وذكريات وشاعرية.. قراءة في مجموعة فتاة البحر" وأرسلها عبر الإيميل وطلب من مقدم الندوة تلاوتها على الحضور.. وقد تضمنت الدراسة رصدا لما يسمى " الغلالة السردية" داخل النصوص و " الرغبات المتقطعة" التي اعتبرها المفتاح الأقرب لفهم العالم السردي للمجموعة ورصده للسرد الشاعري ولنهايات النصوص التي جاءت معلقة وفارقة وغامضة لتشكل ملمحا بارزا في بنية النصوص.
المناقشة التي أقيمت أمس الخميس بمكتبة الطفل بسنورس وأدارها الشاعر والروائي أحمد قرني، شهدت مداخلات من الأدباء والنقاد: أحمد الأبلج، محمد جمال الدين، سيد لطفي، عماد عبدالحكيم، د. عمر صوفي، د. محمد سيد عبدالتواب.
وحضرها عدد كبير من الأدباء منهم الشاعر محمد حسني إبراهيم والقاص إبراهيم حسين والقاص محمد حويحي والشاعر محمد جابر، وأ.مصطفى عبد المتعال، أ. عادل عبدالرازق، أحمد عمر جويدة والفنان عماد اسحق وغيرهم.

ليست هناك تعليقات: