2012/04/26

(إبريل لا يعرف الكذب ) بقلم: سناء سليمان سعيد


(إبريل  لا يعرف الكذب ) 

بقلم: سناء سليمان سعيد
 (كذبة إبريل ) هذه المقولة التى نسمعها مع بداية شهر إبريل من كل عام ، وكأن شهر إبريل هو الشهر الوحيد الذى يكذب ضمن شهور السنة الميلادية ، بل صارت شائعة لا صقة بقدومه دون كل الشهور الأخرى،وكأن الشهر هوالذى يكذب أو يفتعل الكذب ،والأقاويل ،وترويج الشائعات .
هل ندرك ما نقول؟! شهر إبريل هو الذى يكذب ؟! هل تعتقدون هذا ؟!
أم أننا نضحك على أنفسنا متوهمين إنه هو الذى يكذب ؟!، ويشيع الشائعات ويروجها ، أيها السادة من يكذب ليس الشهر وإنما (نحن) بنى البشر من يعرفون الكذب والخداع والمكر والدهاء ، ويروجون له بحجج واهية لا أساس لها من الصحة ، وليس اليوم أو الشهر أو العام، فكلها أيام من عند رب العزة ( عز وجل ) فلا يجوز لنا وصفها بهذه الأوصاف .
فالكذب بمجمله صفة من أقبح الصفات التى ينتهجها الإنسان مسلكا فى الحياة وهو الإخبار عن الشيء خلاف ما هو عليه وقد يكون في الماضي كأن يقول فعلت وهو لم يفعل وقد يكون في المستقبل كأن يقول سأفعل وليس في نيته أن يفعل ،والكذب لا يجوز في جد أو هزل بل كله خلق مذموم  ، ويؤدى إلى عدم رضا الله ( عز وجل ) .
 ويستخدم الكذب لعدة أسباب من أهمها :-
أولا :- استغلال الناس الأبرياء .      ثانيا :- النيل والانتقام من فئات بعينها   .
      ثالثا :- الحصول على مكانة أو وظيفة ما  تستدعى الكذب والنفاق والتملق ،أو إيقاظ الفتنة التى لعن الله من أيقظها .
فلماذا نصل بهذا الشكل المتد نى ؟ للتقرب من أحد أو الحصول على مكانة معينة أو وظيفة ؟!
والأرزاق بيد الله ( سبحانه وتعالى )
ليس الكذب هو الذى يدفع بنا لسباق التقدم ، وإنما الصدق ، والصدق النابع من القلب ، وليس الصدق المؤقت لغرض ما والذى ينتهى أثره بأنتهاء هذا الغرض .
أخذتنى هذه المقولة ( كذبة إبريل ) إلى حدود بعيدة فجعلتنى فى حيرة من أمر البشرية جمعاء . هل الكذب فى نظر البعض هو الطريق الوحيد إلى النجاح ؟  أقولها لا بل هو الطريق الوحيد إلى الفشل وإزدراء الآخرين؟ .
هل الكذب هو من يلصق بنا ؟ لا بل نحن من نلصق بالكذب . لأننا  نفعله ونحن بكا مل إرداتنا ونعى ما نفعل ؛ ولذلك نكذب عندما نريد الكذب ، ونصدق عندما نريد الصدق ، ولكن من منطلق هذه الشائعة ، فى هذا التوقيت .
هل هى التى أثرت على نٌقض العهود والوعود مع كافة البشر ، لأننا نجد أثر الكذب عندما يحاولون قتل الشعب البرىء بحجج واهية لا أساس من الصحة ، وهم فى الأساس ينتقمون لأهدافهم  الخاصة لا أكثر ، خوفاً على منصب ، طمعاً فى كرسى ، حباً فى المظاهر  .
فالشعب الأسرائيلى يكذب ؛لكى يستوطن الشعب الفلسطينى ، والرئيس السورى يكذب لكى يقتل الشعب السورى ويتخلص منه ، والحكومة المصرية تكذب وتنقض الوعود والعهود التى قطعتها على نفسها ؛ لكى تنفى ادعاءات وافتراءات كادت تودى بالشعب المصرى بل ومصر كلها ، إذن الكذب صفة الأشخاص المتمرسين فى الكذب ،وحيلولته إلى قصة محكمة الأحداث ؛لكى تكون أقرب إلى الصدق منه إلى الكذب والافتراء والادعاء هكذا يكون شهرنا الجميل ( إبريل ) لا يعرف الكذب بل نحن من يجيده، و يتقنه، ويتفنن فيه ، و يعرف متى يكذب ؟بل  ولماذا يكذب ؟
ولم يغفل كتابنا الكريم  موضوع فى الحياة إلا وتناوله وعالجه لبرهن للناس على  أهميتة ومن هذه الموضوعات الكذب والصدق ،ووقعهما على النفس ، فقد قال الله تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم )
( يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) .(سورة التوبة آية 119)، هكذا يكون الصدق مع التقوى فما أجمل أثرهما ! على النفس البشرية والحياة المجتمعية .
وأيضاً ذكرقيمة الصدق  فى الأحاديث النبوية الشريفة
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ، وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً "  صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم ).(رواه البخاري )
إذن الصدق أقرب الطرق إلى الجنة وحب الله واحترام الآخرين . وراحته النفسية المنعكسة إثر سلكوكه القويم الذى ينتهجه فى حياته .ويكون الصدق بالقلب فالمؤمن يجب أن يكون صادقاً بقلبه فلا يخالف ظاهره باطنه .
 والصدق بالأفعال سواء التي بينه وبين الله تعالى أم التى  بينه وبين الخلق فلا يغش ولا يخلف إذا وعد قال تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) (سورة الأحزاب آية 23) الصدق بالأقوال فلا تخالف الواقع ولا تخالف أفعال صاحبها
بسم الله الرحمن الرحيم : ( يأيها الذين ءامنوا لم تقولوا ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) صدق الله العظيم . (سورة الصف آية 2،3)
وأيضاً للصدق تأثير بالغ على من ينتهجه مسلكا له فى الحياة .
 فهو يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة ، والصادق محبوب عند الله ، وعند الناس .
و الصدق ينجي صاحبه من المهالك في الدنيا والآخرة .وعكسه تماما الكذب .
إذن كن هادئاً  أيها الشهر الجميل فأنت ليس كذاباً ؛ وإنما نحن من يفعل هذه الفعلة الشنعاء
ولذلك تكون التسمية الصحيحة ( كذبة  بنى البشر ) وليست ( كذ بة إبريل ).

ليست هناك تعليقات: