2012/04/15

أدباء مصر يناقشون في الأقصر مستقبل الثورة بين الدستور والإنتخابات بقلم: مصطفى عبدالله

أدباء مصر يناقشون في الأقصر مستقبل الثورة بين الدستور والإنتخابات
 
المشاركون في مؤتمر طيبة الأدبي يرفضون التشكيل الحالي للجان المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة لما يشوبه من مجاملات فاضحة.
 
ميدل ايست أونلاين

بقلم: مصطفى عبدالله

الثورات والشارع العربي
أخذ قطار الصعيد البائس يلفظنا، واحداً بعد الآخر، على امتداد محطاته المتتالية في محافظات: قنا، سوهاج، أسيوط، المنيا، وبني سويف، ومن تبقى منا أنزله في محطته الأخيرة؛ محطة مصر، لكي يعود إلى بيته مع فجر يوم جديد، أو يبدأ رحلة معاناة أخرى ليصل إلى داره إذا كان مبدعاً من أهل الدلتا أو من سكان مدن القناة وغيرها من الثغور، وقد تمكن منهم التعب بعد عناء أربعة أيام أمضوها في الأقصر، وفي الطريق إليها للمشاركة في مؤتمر هو الأول في الإلتحام بالبسطاء من أبناء هذه المحافظة الذين كانوا من أشد المتأثرين بتداعيات ثورة 25 يناير.
رحنا إلى الأقصر نمثل اتحاد كتاب مصر من خلال لجانه: العلاقات العربية، والخارجية، والحريات، وفروعه في مؤتمر "الثورة والشارع العربي"، الذي رعاه السفير عزت سعد، محافظ الأقصر، ورأسه الشاعر حسين القباحي، مقرر لجنة "العلاقات العربية".
فقد حرص القباحي على أن يخرج هذا المؤتمر بجلساته وأمسياته الشعرية وشهاداته الحية من ضيق القاعات المغلقة إلى رحابة الساحات الشعبية والمقاهي وغيرها من الأماكن التي تحقق هدفه الأول.




لذا كانت "ساحة سيدي أبوالحجاج الأقصري" مسرحاً لثاني ليالي هذا المؤتمر، التي تضمنت جلسة بعنوان "مستقبل الثورة في مصر بين الدستور والإنتخابات" أدارها الشاعر أحمد سراج، وفيها عرض الروائي الكبير فتحي إمبابي أفكار كتابه "جوهر الدساتير"، الذي راعى فيه أن يكون دليلاً للتعرف على المكونات الجوهرية والمفاهيم الرئيسية للدستور، وتبلورها خلال كفاح الشعوب ضد الطغاة، وأيديولوجيات الحكم المطلق.
تلاه الشاعر أحمد طوسون متحدثاً عما يجري في الواقع وما ننتظره في المستقبل. في حين تحدث كاتب هذه السطور عن تجربته في إصدار مجموعة من الأعداد الخاصة المواكبة لانطلاق ثورتي: 25 يناير في مصر، و14 يناير في تونس ومناصرة الثورة الليبية في أيامها الأولى، وكذا الأعداد الخاصة مثل "الدستور.. كتاب الوطن" التي قصدت إلى تقديم تجارب العالم التشريعية وعرض تراجم مختلف الدساتير في الشرق والغرب لتنوير المواطن المصري، في وقت مبكر منذ إندلاع ثورته المجيدة، إلى أولوية العكوف على كتابة دستوره الجديد، فضلاً عن الأعداد التي تناول فيها "أدب السجون والمعتقلات"، والصورة التي ينبغي أن يكون عليها رئيس مصر القادم كما ترتسم في مخيلة المبدعين "حتى لا يظهر طاغية جديد".




ويتناوب الشاعران الأقصريان: أحمد تمساح، ومحمد جاد المولى على إدارة الأمسية الشعرية التي تلت هذه الجلسة وصدح فيها أكثر من عشرين شاعراً في فضاء هذه الساحة التاريخية، في حين أدار الشاعر مأمون الحجاجي أمسية اليوم الأول في الساحة المواجهة لقصر الثقافة القديم، وقد سبقتها جلسة شهادات بعنوان "الثورة مشاهد وصور" أدارها الشاعر أشرف البولاقي، وكان من فرسانها: الأديبة هويدا صالح، التي ألقت أضواء على لحظات بالغة الأهمية في ثورة 25 يناير التي شاركت فيها هي وزوجها الأديب المعروف سعيد نوح، الذي أعد هو الآخر شهادة أهداها إلى المؤتمر، وقد احتفت هذه الجلسة بصمود الشعب السوري الشقيق في وجه الطاغية، من خلال شهادة كاتب وناشط سوري هو فرحان مطر.
أما الروائية الأردنية سميحة خريس، التي جاءت على نفقتها الشخصية، فقد تحدثت في آخر الجلسات التي رأستها الأديبة السكندرية إنتصار عبدالمنعم، وعرض فيها الأديب البورسعيدي قاسم مسعد عليوة شهادته حول ما جرى في المدينة الحرة، في حين قدم الشاعر أحمد سراج بحثاً أكد فيه أن عصر الشعر لم ينته، ولا عصر الثورة.
ويتوافد مواطنو الأقصر على "مقهى محمد فريد"، الذي شهد الجلسة التي أدارها الشاعر السكندري جابر بسيوني، وتحدث فيها الدكتور أيمن تعيلب عن "أسئلة الثورة وتفكيك الدال الجمالي".




وقد بذل أمين عام المؤتمر النوبي عبدالراضى جهداً ملموساً لإرضاء ضيوف الأقصر، الذين أسهموا في إنجاح هذا المؤتمر والتأكيد على أن نجاح المثقف مرهون بنزوله من برجه العاجي إلى الساحات والطرقات.
وقد استهل أدباء مصر زيارتهم للأقصر بالتوجه إلى قصر ثقافة بهاء طاهر والمقر الجديد لاتحاد الكتاب في جنوب الصعيد، الذي تبرع الروائي الكبير بهاء طاهر بقطعة الأرض التي شيد عليها هذا المبنى، وتقدر بمليون جنيه، وفي توصياتهم حرصوا على تسجيل التحية لهذا الأديب الكبير. ودعوا جميع الأدباء الى الاضطلاع بدورهم في تنمية أقاليمهم ورعاية شباب المبدعين.
وكانت أمانة المؤتمر قد شكلت لجنة لصياغة التوصيات ضمت: الشاعر النوبي عبدالراضى، أمين عام المؤتمر، والكاتب مصطفى عبدالله، والناقد الدكتور أيمن تعيلب، والروائية هويدا صالح، والشعراء: جابر بسيوني، ومحمد جاد المولى، ومحمد ثابت، وأحمد قرني، وقد خلصت إلى التوصيات الآتية:
يؤكد المؤتمر على الموقف المبدئي الثابت لكتاب وأدباء مصر برفض أشكال التطبيع كافة مع العدو الصهيوني، ويدين عدوانه المتكرر على الشعب الفلسطيني وحصاره الدائم لقطاع غزة.
يدعو أعضاء المؤتمر اتحاد الكتاب إلى ضرورة تشكيل لجنة تحت مسمى "المجلس الوطني لكتاب مصر" لوضع تصور للدستور يمثل طموحات الشعب المصري انسجامًا مع الدور التاريخي للمفكرين والمبدعين الذين أسهموا في وضع أسس دساتير مصر في العصر الحديث.




الكاتبة الأردنية سميحة خريس

يؤكد أعضاء المؤتمر على استمرار الثورة المصرية لحين تحقيق كامل أهدافها تعبيراً عن كل القوى الاجتماعية والمكونات الثقافية المؤسسة للهوية المصرية.
يؤكد أعضاء المؤتمر على أن حرية الإبداع حق أصيل من حقوق المواطن المصرى انسجاماً مع مطالب ثورة 25 يناير.
يهيب المؤتمر بجميع القوى الثورية والائتلافات أن توحد صفوفها لتحقيق مطالب وأهداف ثورة 25 يناير.
يؤكد أعضاء المؤتمر على الوقوف إلى جوار الشعوب العربية ضد الأنظمة القمعية ويؤيدون حقها في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة.
يطالب أعضاء المؤتمر باتخاذ الإجراءات الضرورية لتطهير مؤسسات الدولة من فلول النظام السابق والمروجين له وخاصة في الإعلام ووزارة الداخلية.
يطالب أعضاء المؤتمر المجلس العسكري الحاكم ووزارة الدكتور الجنزوري بالحفاظ على المنشآت والمراكز الثقافية وعدم استخدامها في غير الأغراض المخصصة لها.
يعلن أعضاء المؤتمر رفضهم التشكيل الحالي للجان المجلس الأعلى للثقافة لما يشوبه من مجاملات فاضحة بما لا يعبر عن حقيقة الواقع الثقافي في مصر، كما يدعو المؤتمر وزير الثقافة إلى إعادة تشكيل اللجان وفق معايير الشفافية والكفاءة الثقافية والإبداعية بما يحقق الصالح العام.




يناشد أعضاء المؤتمر محافظ الأقصر ووزير الثقافة أن يكون مهرجان طيبة الثقافي الدولي جزءاً من البرنامج الثقافي السنوي للمحافظة، وأن تكون له ميزانيته الخاصة وأن يشمل جميع الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة والمحافظة مثل مهرجانات: التحطيب، والسينما الأفريقية، والتصوير والفنون التشكيلية.
وأخيرا .. يطالب المؤتمر وزير الثقافة بضرورة تمثيل أدباء ومفكري وفناني الجنوب في المؤتمرات والمحافل الدولية بالخارج.

ليست هناك تعليقات: