2016/03/12

"تزوج نفسه " قصة من أدب الخيال العلمي بقلم: محمد نجيب مطر



تزوج نفسه
من أدب الخيال العلمي
محمد نجيب مطر
رآها فأحبها من أول نظرة، وهو الذي لا يؤمن بوجود الحب ويعلم علم اليقين أنه مجرد أكذوبة تضحك بها الطبيعة على الذكر والأنثى لكي تستمر الحياة.
الحياة أو غريزة البقاء في الإنسان تجمل الذكر في نظر الأنثى، فلا ترى الأنثى إلا عضلاته وقوته وقدرته على حمايتها و على الحسم والمواجهة فتتمنى أن تنضوي تحت جناحه.
والشاب لا يرى في فتاته بعد أن يكتمل جسدها نضجه وتظهر منحنياته ومرتفعاته ومنخفضاته، ويخرطها خراط البنات، إلا الجمال والإثارة والضعف والحنان.
ينجذبان إلى بعضهما ويلعب العقل فيقعان تحت وهم ما يسمى بالحب، ليكون مجرد ساتراً للزواج لإنجاب الأطفال واستمرار البشرية.
شئ ما لا يدريه جعله منجذباً إليها، هو لا يمكنه أن يقف ضد الطبيعة التي تجبره على اختيار واحدة، لكي يتناسل معها وينفذ رغبة الجين الأناني في نسخ طبيعته إلى آخرين لكي يستمر.
بالفعل تزوجها فالزواج قدر كما الموت، لكن الفرق أننا نموت رغماً عنا ولكننا نتزوج برغبتنا الناتجة عن خدعة الحياة لنا.
أحب أن يعلم عنها كل شئ عن ماضيها، أخبرته أنه ملكها، و ليس له الحق في محاسبتها إلا من بعد عقد قرانها، أما ما قبل ذلك فليس من شأنه.
قرر أن يعرف بنفسه عن طريق السفر إلى الماضي الخاص بتلك السيدة، ليفك طلاسمها ويعرف حقيقتها.
قام بتعديل جهاز الرنين المغناطيس الذي يستخدم في التصوير الطبي لتصوير أجزاء الجسم، فجعل له فتحتين، فتحة الدخول العادية، وفتحة الخروج من الجهة الثانية، وزاد من كمية المجال المغناطيسي بين الفتحتين باستبدال المغناطيسيات الكهربية الموجودة بأخرى مصنوعة من الموصلات فائقة التوصيل التي تكون مقاومتها صفر عند درجة الحرارة الصفر المطلق، واستخدم للتبريد غاز النشادر، وبالتالي تولد مجالاً مغناطيسياً عالياً يمكنه عمل ثقب دودي يخترق النسيج الزمكاني.
بالفعل نجح في الذهاب إلى الماضي، فاكتشف أن تلك المرأة قادمة من المستقبل، وإنها قامت بعمليات تجميل مكثفة لتجديد شبابها وتجميل جسدها، وأنها هو نفسه في المستقبل بعد أن حول نفسه إلى امرأة عند كبره، وجاء إلى الماضي يبحث عن الحب الحقيقي الذي افتقده في المستقبل.

ليست هناك تعليقات: