2016/03/27

في حضرة الاله .. بقلم: إسراء أبوزيد

في حضرة الاله

إسراء أبوزيد
  العالم يدور بى .. لا .. لا لا يدور , إنه عالم آخر غير العالم الذى غفيت عنه منذ قليل ... يبدوا انها النهايه , يبدوا اننى في العالم الآخر .
لا اعلم ... يبدوا انى اهزى , آخر ما اتذكرة انى كنت احادث احدهم بالفى كى , و لا ادرى ما حدث بعدها ... يبدوا انى فقدت الذاكرة , او انتقلت عبر الازمان .
اعتقد انى مت ... مت !!!! أأنا بالعالم الآخر الآن ؟؟؟معقول هذا !؟
أشعر برهبه شدية وخوف فظيع .. ولكن ممن ؟؟ , فأنا دائما وحيدة وأستمتع بوقتى , عليا ألا أفزع .
وبما انى تائهه على ما يبدوا , فإنها فرصه لإكتشاف هذا المكان الغريب , الذى استيقظت وجدت نفسي به , كما افعل دائما فهى هوياتى المفضله من العالم الذى جئت منه , ولا بأس ان تكون كذلك هنا ايضا .
أخطو بخطوات ثابتة بعد ان اخذت نفس عميق , ارى كيان بشرى عظيم , لا اعلم إن كان بشر أم ملاك , فأنا لم ارى ملائكه من قبل .
ولكنه حنون ويستمع للكثير من الناس ويحتضنهم بزراعه , يبدوا طيب على ما يظن .
ينظر اليا هذا من وقت للآخر و انا ايضا انظر اليه ولا اكلمة , ولا يحاول هو ان يكلمنى ... رغم ان المكان فسيح وواسع وشديد الزرقه وكأنه السماء يستند هذا الي ساعه عملاقه , اقف استمع اليه  و لا انتقل من مكانى و كأنى سأتهوة إذا تحركت من مكانى .
الخوف بدأ يتلاشي وتجرأت قليلا وبدأت بسؤال الناس الموجودين , من هذا ؟؟ وبماذا تنصحونى ان ازور هنا ؟؟
لا يلتف الي احد , وكأنى لا شئ أمامهم .
لم يزعجنى ذلك , فهذا كان يستمع للناس ويحدثهم كلام ممتع للغايه , لا اتذكر الكثير من تفاصيل الكلام غير انه حين ادرت ظهرى لأنصرف اتى ورائي .
هذا : هل يمكنك ان تخبري صديقك عماد غازى ان يكون صادق مع نفسه فالنهايات اصبحت وشيكة ؟؟ هل يمكنك ذلك ؟
يمكنك ان تخبرة ذلك بنفسك ,فأنا لا اعرفه , وهو ليس صديقى كما تظن ؟
هذا : أنتى أقرب إليه مما تتخيلى , ولا يمكننى أن اخبرة ذلك بنفسي .
أخبرنى أولا اين أنا ؟؟ ومن أنت ؟؟ لأخبره ....
يبتسم هذا قائلا : إنتى في حضرة الاله .
يقتطب جبينى وابتلع ريقى : نعم !!! أى اله ؟؟ ماذا يعنى هذا ؟ ,, إن آخر ما أتذكرة انى كنت اكلم احدهم بالفى كى قبل ان اتى هنا ولا اعلم حتى كيف اتيت ؟؟..
هذا حانيا : إذا عليكى ان تكونى ممتنه لكونك هنا الآن .
سأكون, حالما اعرف ؟؟ لماذا أنا ؟؟ وماذا تريد ؟
عليكى أولا وعدى بإبلاغ رسالتى لغازى .
إنه رجل متعجرف مغرور , بالطبع لا يمكننى ان اوعدك
هذا : انتى فتاتى المفضله .
لم أكن أدرى ان احد يفضلنى .
هذا : غازى يفضلك كثيرا , وينصت اليك كثيرا , إنه يستحق ان تصل له الرساله .
يبدوا إننى بمأزق
هذا : اتعلمين يا فتاتى صديقه عمارى ؟
بالطبع أنه رجل طيب ودود , ربما لو كانت الرساله له , لكنت اوصلتها سريعه دون نقاش .
هذا : ليس كل ما يلمع ذهب يا فتاتى ..
*****
دعينى اريكى أين انتى ؟؟ دعينى أمسك بيدك .
ليس لدى الكثير من الخيارات هنا , هيا بنا .
أنتقل بين السحاب و أصعد الي السموات و اطير بين السحاب برفقه هذا , هذا الذى لا استطيع وصفه ولا تميزة ... غير انه طيب ويرعانى , أتعليمن يا فتاتى ؟
لا اعلم , أخبرنى .
سأسئلك سؤال ؟؟
تفضل
هل تريدين العودة ؟
عليا ان أسائلك أولا منذ متى قررت ان اكون فتاتك ؟
كم انتى مراوغه ... لقد سألتك أولا ..
حسنا سأجيبك إن كنتى إلهى فستعرف الاجابه بنفسك ؟
هل حقا تريدين ذلك ؟؟
أنا حتى لا اعلم أين أنا ؟؟ وماذا أفعل هنا ؟؟ ولا ادرى كم مضى عليا من الوقت ؟
سأعيدك راجيا أن تبلغى رسالتى لصديقك .
لن أعدك ولكن ربما افعلها يوما ما .
قد لا يأتى ذلك اليوم في الوقت المناسب .
ماذا سأقول له ؟؟ عليك أن تضع نفسك مكانى أيضا .
فتاتى ... للبشر دائما خيارات عديدة , انتم فقط كسالى .
أتعلم .. رغم إنى لا أعرفك ولكنى سعيدة جدا , وربما لا أود العوده , هل ستبقينى هنا للنهايه ؟
يدر ظهره لى قائلاً لم يحن وقتك بعد
هل غبت كثيرا , أخشى ان يقلق عليا من يعرفنى ؟ماذا عساى ان اخبرهم  فور عودتى ؟
أنتى لم تغادرى منزلك , او تنتقلى من مكانك .
وكم مضي من الوقت
بوقتكم 36 ساعه , هنا لم اهتم للوقت معك . سأتركك تتجولين منفردة قليلا قبل ان تعودى , فحياتك من حيث  أتيت ربما تكون بخطر إذا استمر وجودك هنا اكثر من ذلك . 
حياتى !!!
حياتك بالدنيا التى أتيت منها يا فتاتى .
ولماذ تتركنى اتنزه هنا , يمكنك ان تعيدنى على الفور .
ربما تودين ذلك .
انتقل ببصري بين السحاب , ارى فيلات من الزجاج تبين ما بداخلها تبدوا البيوت من الداخل مزدانه بالجنائن و الحشائش الخضراء , تعكس ذلك بالزجاج في منظر غايه في الروعه , ربما اصحاب هذا المكان يعيشون سعداء , و إن كان الهدوء قاتل بعض الشئ .
لم يلتفت اي احد لوجودى طوال الوقت , غير هذا الذي ينادينى فتاتى , أفكر بين نفسي أتمنى الا اعود ولكن عليا العودة باى حال .
ليأتينى صوت هذا وانا اقترح ذلك , اوافقك الرأى العوده هي الحل .
أين سمعت هذه الجمله لا ادرى , اوجه نظرى اليه هل سأودعك الآن ؟؟
نعم يا فتاتى .
لقد أحببت لفظ فتاتى .
يفتح زراعيه ليضمنى ,فأرتمى بين أحضانة والتى كانت تشبه اجنحه من اشياء لا اعرفها ولم اراها من قبل .
******
أستفيق على صوت اناس كثيرين بجانبى , احاول جاهده ان افتح عيونى , لأكتشف انى بسريرى بغرفتى بحاله إغماء منذ أكثر من 36 ساعه ,احاول ان اعى ما يدور , ليخبرونى بانه اغمى عليا فجأه ودرجة حرارتى كانت 40 فجأة وبدون مقدمات , أخبرونى انى اخذت الكثير من الحقن لكن دون جدوى .
لا اقوم على تحريك نصفى الايمن و عاجزة عن النطق , لا ادرى ما حدث .. وبعد يوم آخر من العلاج تمكنت من تحريك ذراعى و بدات بالكلام , ولكن لا احد يعلم ماذا حدث واين كنت , وهذا الذى رافقنى لن يصدقنى أحد ....بالتأكيد أنا لم أمت من قبل .

ليست هناك تعليقات: