2016/03/16

تحرر .. قصة بقلم: نهله ابوالعز

تحرر

نهله ابوالعز

هي ماتت وأنا ألهث خائفة حول نعشها، صحيح كانت قاسية ولكنني تعودت.. نعم تعودت علی هذه القسوة، وبتُ أشتاق لها، الآلام المبَرحة التي خَلفها رحيل السيدة التي علمتني القهر، وضعتني في حيرة أمام نفسي.
ألهذه الدرجة يعتاد الأنسان حتى علی السوءً ؟
ولم لا ؟
كانت توقظني مبكراً لتجهيز الأفطار، وتتطاول علي بالكثير، حرمتني من الحبُ، وتعمدت أن تزوج حبيبي لأحدى قريباتها، إذاً لماذا أبكي اليوم؟
قبل رحيلها قالت: سامحيني، لم أرد عليها.
يااااااااه ......
أشعر بالبرد...
لم يعد لی أحد، هي كانت آخر ما تبقى لي من أهل، ربما لهذا علقتُ بها!!
أسمع قلبي يئْن مرتبكا، أنها ليلتي الأولی وحدی، هل ستزورني الأشباح؟
وهل توجد أشباح؟
البيت يبدو حنون، الأركان تُحدثنى عن القادم، وصــــوت أمي يناديني: " نامي يا حلوة الحلوات". أنا يا أمي خائفة، أرتعد.
لا.... سوف أكُمل الحياة وربما طعمها يختلف بلا قَهر أو ذُل، دون أن أدري نمت في فراشي بعدما وضعت صورة زوجة أبي في حضني.

ليست هناك تعليقات: