2016/03/05

في عددها الجديد : مجلة "القافلة" تتعقب رحلة الجينز خلال العقود الأخيرة



في عددها الجديد :
مجلة "القافلة" تتعقب رحلة الجينز خلال العقود الأخيرة

القافلة- المغرب


      تضمن العدد الجديد من مجلة "القافلة" (يناير – فبراير 2016)، والتي تصدرها "أرامكو السعودية" باقة من المواد الثقافية، الأدبية والعلمية، تتقاطع فيها ظلال الحياة اليومية بالطاقة والبيئة، وعروض الكتب العربية والأجنبية والاستطلاعات المصورة. ومن مواد العدد المتميزة، جلسة نقاش حول معارض الكتاب ومتابعيها، وتحقيقا حول السفر السياحي، ومقالا حول الكتابة عن المرأة.

    في باب "العلوم والطاقة" نقرأ مادة موسومة بــ: "الطاقة الشمسية تحت سقفها الواقعي"، لأشرف فقيه، وفي باب "أدب وفنون" كتب صالح حيدو عن الأدب الشعبي عند الأكراد، مشيرا إلى أن للشعب الكردي تراثًا فلكلوريا هائلا لم يدوَّن منه إلا الشيء القليل، حيث ركزت معظم البحوث والدراسات التي اهتمت بالفلكلور الكردي على جانب واحد هو الأدب والشعر، وأهملت دراسة جوانب أخرى مهمة من هذا التراث. ونقرأ أيضا عن "الابتكار في الصحافة"، لأن المجال الصحافي يتطوَّر مع كل ابتكار رقمي، وصار من الممكن الاطلاع على المؤثرات الجديدة في مجال صناعة الصحافة، من خلال تخصص جديد بعنوان "الابتكار في الصحافة، حيث تستكشف المقررات الرئيسة في هذا التخصص سُبل التواصل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الوسائط المتعددة من أجل نقل الخبر وصناعته".

     ونطالع في باب "حياتنا اليوم" "الإيموجي والتواصل بواسطة الرموز، هل هي عودة إلى ما قبل اللغة؟"، وهذا النوع من الاستخدام بدأ منذ عام 2012، عندما تبنَّت شركة "أبل" لأول مرة أيقونات الرموز في جهاز الآيفون "آي أو إس 5"، وتبعتها لاحقًا معظم شركات الهواتف والألواح الذكية، فتلقفها الجمهور بحماسة قلّ نظيرها، توصف أحيانًا بحمى الإيموجي. وتشير بعض الإحصاءات إلى أن معظم السكان في الدول المتقدمة يستخدمون هذه الرموز، خصوصًا جيل الألفية الجديدة منهم.

      كما تضمن العدد  دراسة حول ظهور البلاستيك القابل للتحلل ما يقلل من مشكلة البلاستيك العصية على التحلل، وكتبت د. مرام مكاوي عن الهندسة الاجتماعية كفن يخترق العقول وكاشفة أخطاره على أمن الشركات والأعمال، وأفردت المجلة استطلاعها لمتحف الصخور في شمال المملكة، الذي ينبغي إعلانه محمية طبيعية، وتطرقت مهى قمر الدين لمدى الثقة بالدراسات الطبية، وزار عبد الرحمن الجوهري محترف د. مسعودة قربان المتخصصة في فن المينا، وهو ترصيع المعادن بالرسوم الملونة.

وكعادتها، تخصص المجلة حيزا كبيرا من صفحاتها للملف، وقد حرّر ملف هذا العدد إبراهيم العريس وشوقي الدويهي، وتتبعا فيه رحلة "الجينز"، هذا اللباس الساحر والبسيط عبر العقود القليلة الماضية وكيف ارتقى ليفرض نفسه على خزائن الأثرياء وهو الملبس الذي انطلق من بيوت العمال والفقراء، كما تطرق الملف إلى تجليات الجينز في السينما والشعر وفنون التسويق والبيئة. وجاء في هذا الملف المتميز أنه لم  يخطر في بال ليفي شتراوس أن سرواله سيصبح جزءاً من ثقافة، ويحدث تبدلاً أساسياً في الذهنية العامة. ولا نخالنا مغالين إن قلنا هذا. فالقرن العشرون، كما كان حافلاً بالأساطير الثقافية العديدة والمتشعبة، عرف كيف يجعل "الجينز" واحدة من أساطيره، ولا سيما مع خروج أمريكا نفسها إلى العالم. وقد يصح هنا أن نقفز مباشرة إلى الأربعينيات من القرن العشرين، لنرى كيف وصل "الجينز" إلى أوروبا، بعدما كان سمة أساسية من سمات الفقر، منذ انهيار سوق مال نيويورك والركود الاقتصادي الأمريكي.. كما ينبهنا  الملف إلى بعض مخاطر صناعة الجينز، فعلى الرغم من أن سروال الجينز الأزرق يُغسل أقل من غيره من الملابس كالقمصان البيضاء وما شابهها، إذ تقدِّر الأوساط العلمية أن معدَّل ما يستهلكه سروال الجينز الواحد من الماء على مدى عمره يبلغ نحو 3479 لتراً، ويشمل هذا الرقم الماء اللازم لري قطنه وتصنيعه وغسله. غير أن قضية الجينز على المستوى البيئي تصبح أخطر من ذلك، عندما يتعلق الأمر بسراويل الجينز ذات المظهر المستعمل. فلإضفاء هذا المظهر، تستخدم المصانع مجموعة من المواد الكيميائية مثل برمنغانات البوتاسيوم، والهيبوكلورايت والفينول وبعض الراتنجات والأحماض. ومن وسائل تعتيق الجينز غسله بالرمال أو حكه بورق الزجاج.. واستنشاق غبار هذه المواد يمكنه أن يؤدي إلى مرض رئوي يُعرف باسم «سيليكوزيس». وتذكر موسوعة ويكيبيديا أن مصانع الجينز في تركيا، شهدت خمسة آلاف إصابة بهذا المرض، انتهت 46 منها إلى الوفاة. مما حمل عدداً من شركات تصنيع الجينز على إعلان امتناعها عن استخدام ورق الزجاج والرمال في «تعتيق» الجينز.في أواخر عام 2010م، أجرت منظمة «غرين بيس آسيا» استطلاعاً لأحوال منطقة كسينتا في الصين، التي تُعد عاصمة صناعة الجينز في العالم بإنتاجها البالغ 260 مليون سروال سنوياً، أي ما يوازي 60 في المئة من إجمالي إنتاج الجينز في الصين و40 في المئة مما يباع في أمريكا خلال العام الواحد. وجاء في التقرير الذي نشرته المنظمة على موقعها أن تحليل 21 عينة من مياه هذه المنطقة، أكد احتوائها على خمس معادن ثقيلة هي الكادميوم، الكروميوم، الزئبق، الرصاص، والنحاس، المتأتية من صناعة قماش الجينز وصباغته وتعتيقه. وأن نسبة الكادميوم بلغت في إحدى العينات 128 مرة الحد الأقصى المسموح به في الصين. ونسب التقرير إلى شهود عيان وعمال أن معظم العاملين في صباغ الجينز وغسله، يعانون من متاعب صحية متفاوتة الخطورة، ينتهي كثير منها بأورام رئوية قاتلة، وفقدان القدرة على الإنجاب.

ليست هناك تعليقات: