فتـاة البـحر
أحمد طوسون
كحوريات الحواديت القديمة تجلس عارية أمام البحر.
عبق ساحر تتقاذفه الأمواج فيفوح بخور الليلة الألف .. تتراقص قباب ومآذن .. تحمل مدن الخيال أسرارها لتقدمها قربانا لعينيها الزرقاويتين في صفاء سماء رحيبة.
تسجد الموجات عند قدميها .. تلامس أصابعهما .. ترتعش مرتدة في خجل إلى أعماق البحر البعيدة سعيدة بغناء الخيال .
جنات من فيض الحلم تراقص البحر.
عارية كطبيعة لم تروض.. تدفن ملابسها في أخدود بين رمال شاطئها .. تشوه أقمشتها التي تشبه مساحيق تجميل رخيصة ، ثم تركل الرمال بأصابع قدميها فوقها .
جدائل شعرها الذهبي طليقة كجياد تمرح في فضاء ممتد.
جسد برونزي بلون شمس ما لا تشبه شمس الأرض .. شمس عذرية الملامح لا تنطفئ ولا تخبو.
لا تحيد عيناها عن البحر !
تطاردان حلما أبديا أو فكرة بألوان قوس قزح .
................................
لا أحد يراها غيري .
من حجرتي التي ظنها العابرون طللا .. من الحجرة التي يتقاذفها الموج بلا هوادة وتسكنها كائنات الوحشة .
البحر
الرمال
الجسد الأنثوي ..
والسماء الغاربة .
..................
وحدي بين جدران طللي .. رغباتي جنات ومراعي في خيالي .. أستعيد فرشاتي ولوحاتي التي لونها البحر برذاذه الفضي .
كم أنت ماهر أيها البحر بسرياليتك اللا متناهية ؟!
كم أنت قاسي ووحيد ؟!
عند الجدران – بين الصخر والقوقع والزبد – أبحث عن الحامل المتناثرة بقاياه .. أبحث عن ألوان الزيت التي مزجها البحر بفرشاته وحرمني فرادة اللون .
قوة خفية تشدني إلى حورية البحر .. خيوط من الشوق والحلم تحملني للسباحة بين السحابات .
أمتطي أرجوحة من غمام تطوحني بعيدا عن جحري .. لسعة برد تصفعني عند الخروج .. لسعة تشبه صقيع لحظة الميلاد الأولى .
تجرني الخطوات إليها .
تصطف النجمات حول سماء بهائها .. نور لا نهائي يمتد بين كرسيها و السماء .. تبدو كائنا من عالم آخر .. شمعية الملامح .. فينوس هبطت إلى الأرض دون حرس أو وصيفات .
أدنو منها .
يتردد في الأفق الممتد صدى غناء ملائكي .
( هذا المكان لي وحدي ) .
لا تحيد عيناها عن البحر .
البحر غاضب ، ثائر ، ساخط .. يتلون الموج بسواد هائج .. يصفع الصخر و الرمل والمحار الراقد بالمنافي البعيدة .
يزأر قلب موجوع ويشهق شهقة وداع حزين .. يرتد ذليلا خانعا يسترضي عينيها القاسيتين .
اسألها إن كان لفرشاتي أن تحمل من جمالها و صمتها و بهائها إلى اللوحة ؟.
لا صدى لأنفاسها بين هدر الموج .
شهوة تنهش ملابسها المدفونة بين الرمل .. أقمشتها تكاد تتمرد على اللحد .. يضيق اللحد بي حتى تتفتق أضلعي .
لا أعرف إن كان علي مواصلة المحاولة أم العودة والانزواء بجحري ؟!.. الأفكار مثل أشباح تدق رأسي .. شيء بداخلي يتلوى من الألم والفرح الطفولي .
كنت بحاجة إلى أن أقشر أفكارها الغائمة المستعصية ، لكنها لم تكن تصغي إلا إلى ذبذبات متعتها الداخلية ، متلذذة بملامسة الموج الخفيف .
عادة لا يألفنا الغرباء .. يسكنون إلى وحشتهم باطمئنان .. يتكورون على أنفسهم ويختبئون في ركنهم البعيد .
الاستجداء له طعم المرارة .
يغطي الملح حلقي وينشف مائي .
منذ سنوات لم تتلون فرشاتي بالحياة ، صقيع الموج نحل خيوطها .
الصقيع
الوحدة
الصمت
أعداء نبلاء يحملون في جعبتهم الحزن كهدايا لليلة الميلاد .
لن تجد أثرا لأية أشجار .. مجرد رمال تمتد بلا نهاية .. سراب أزلي ، لا هو حياة ولا هو موت .
تلك القوارض الشائنة لا تسمح للأخضر أن ينبت بأرضي .. حتى قاع البحر وصلوا إليه ..مارسوا لذتهم في تنسيق العالم وفق هواهم .
......................
القوارض اللعينة ما أن رأتكِ فرت مذعورة .
لا صدى لكلماتي إلا صمت قارص .
لعبة الإيهام تخايلني .. سراب أنت أم حقيقة ؟!
أنسق عجزي وأرتد ملتمسا جحري إلى الصقيع .. آلاف الحشرات الخرافية تتجمع ببابي وتنهش جسدي .
يخرج أشرار الحواديت وكائناتهم المرعبة من قماقمهم ويحاصرون مخبئي .. لا يكف الموج عن صفع وحدتي .
بين الأسى والمنى ينسحب الليل الحالك وحيدا ويشرق صباح باهت .
ألواني سقطت فوق رمال عطشى .. لوحتي ثقبها الموج ولعبت الريح بها .
لم أهتم كثيرا .
كان التفكير بها يشغلني عن كل ما حولي .. تطلعت إليها من بين أسلاك نافذتي . كانت هناك .. وحدها فوق كرسيها .. متدثرة بملابس من الوبر والصوف .. حزينة ، قد فارقها البهاء .
لا تحيد بعينيها عن البحر و ملامحها تكتسي بإحساس مزيف بالارتداء .
عبق ساحر تتقاذفه الأمواج فيفوح بخور الليلة الألف .. تتراقص قباب ومآذن .. تحمل مدن الخيال أسرارها لتقدمها قربانا لعينيها الزرقاويتين في صفاء سماء رحيبة.
تسجد الموجات عند قدميها .. تلامس أصابعهما .. ترتعش مرتدة في خجل إلى أعماق البحر البعيدة سعيدة بغناء الخيال .
جنات من فيض الحلم تراقص البحر.
عارية كطبيعة لم تروض.. تدفن ملابسها في أخدود بين رمال شاطئها .. تشوه أقمشتها التي تشبه مساحيق تجميل رخيصة ، ثم تركل الرمال بأصابع قدميها فوقها .
جدائل شعرها الذهبي طليقة كجياد تمرح في فضاء ممتد.
جسد برونزي بلون شمس ما لا تشبه شمس الأرض .. شمس عذرية الملامح لا تنطفئ ولا تخبو.
لا تحيد عيناها عن البحر !
تطاردان حلما أبديا أو فكرة بألوان قوس قزح .
................................
لا أحد يراها غيري .
من حجرتي التي ظنها العابرون طللا .. من الحجرة التي يتقاذفها الموج بلا هوادة وتسكنها كائنات الوحشة .
البحر
الرمال
الجسد الأنثوي ..
والسماء الغاربة .
..................
وحدي بين جدران طللي .. رغباتي جنات ومراعي في خيالي .. أستعيد فرشاتي ولوحاتي التي لونها البحر برذاذه الفضي .
كم أنت ماهر أيها البحر بسرياليتك اللا متناهية ؟!
كم أنت قاسي ووحيد ؟!
عند الجدران – بين الصخر والقوقع والزبد – أبحث عن الحامل المتناثرة بقاياه .. أبحث عن ألوان الزيت التي مزجها البحر بفرشاته وحرمني فرادة اللون .
قوة خفية تشدني إلى حورية البحر .. خيوط من الشوق والحلم تحملني للسباحة بين السحابات .
أمتطي أرجوحة من غمام تطوحني بعيدا عن جحري .. لسعة برد تصفعني عند الخروج .. لسعة تشبه صقيع لحظة الميلاد الأولى .
تجرني الخطوات إليها .
تصطف النجمات حول سماء بهائها .. نور لا نهائي يمتد بين كرسيها و السماء .. تبدو كائنا من عالم آخر .. شمعية الملامح .. فينوس هبطت إلى الأرض دون حرس أو وصيفات .
أدنو منها .
يتردد في الأفق الممتد صدى غناء ملائكي .
( هذا المكان لي وحدي ) .
لا تحيد عيناها عن البحر .
البحر غاضب ، ثائر ، ساخط .. يتلون الموج بسواد هائج .. يصفع الصخر و الرمل والمحار الراقد بالمنافي البعيدة .
يزأر قلب موجوع ويشهق شهقة وداع حزين .. يرتد ذليلا خانعا يسترضي عينيها القاسيتين .
اسألها إن كان لفرشاتي أن تحمل من جمالها و صمتها و بهائها إلى اللوحة ؟.
لا صدى لأنفاسها بين هدر الموج .
شهوة تنهش ملابسها المدفونة بين الرمل .. أقمشتها تكاد تتمرد على اللحد .. يضيق اللحد بي حتى تتفتق أضلعي .
لا أعرف إن كان علي مواصلة المحاولة أم العودة والانزواء بجحري ؟!.. الأفكار مثل أشباح تدق رأسي .. شيء بداخلي يتلوى من الألم والفرح الطفولي .
كنت بحاجة إلى أن أقشر أفكارها الغائمة المستعصية ، لكنها لم تكن تصغي إلا إلى ذبذبات متعتها الداخلية ، متلذذة بملامسة الموج الخفيف .
عادة لا يألفنا الغرباء .. يسكنون إلى وحشتهم باطمئنان .. يتكورون على أنفسهم ويختبئون في ركنهم البعيد .
الاستجداء له طعم المرارة .
يغطي الملح حلقي وينشف مائي .
منذ سنوات لم تتلون فرشاتي بالحياة ، صقيع الموج نحل خيوطها .
الصقيع
الوحدة
الصمت
أعداء نبلاء يحملون في جعبتهم الحزن كهدايا لليلة الميلاد .
لن تجد أثرا لأية أشجار .. مجرد رمال تمتد بلا نهاية .. سراب أزلي ، لا هو حياة ولا هو موت .
تلك القوارض الشائنة لا تسمح للأخضر أن ينبت بأرضي .. حتى قاع البحر وصلوا إليه ..مارسوا لذتهم في تنسيق العالم وفق هواهم .
......................
القوارض اللعينة ما أن رأتكِ فرت مذعورة .
لا صدى لكلماتي إلا صمت قارص .
لعبة الإيهام تخايلني .. سراب أنت أم حقيقة ؟!
أنسق عجزي وأرتد ملتمسا جحري إلى الصقيع .. آلاف الحشرات الخرافية تتجمع ببابي وتنهش جسدي .
يخرج أشرار الحواديت وكائناتهم المرعبة من قماقمهم ويحاصرون مخبئي .. لا يكف الموج عن صفع وحدتي .
بين الأسى والمنى ينسحب الليل الحالك وحيدا ويشرق صباح باهت .
ألواني سقطت فوق رمال عطشى .. لوحتي ثقبها الموج ولعبت الريح بها .
لم أهتم كثيرا .
كان التفكير بها يشغلني عن كل ما حولي .. تطلعت إليها من بين أسلاك نافذتي . كانت هناك .. وحدها فوق كرسيها .. متدثرة بملابس من الوبر والصوف .. حزينة ، قد فارقها البهاء .
لا تحيد بعينيها عن البحر و ملامحها تكتسي بإحساس مزيف بالارتداء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق