سلامات لعمنا عبدالعال الحمامصي.
رسالة من محمد جبريل إلى فاروق حسني
ظل عبدالعال الحمامصي قاسماً مشتركاً في الساحة الثقافية. خلال مايقرب من الخمسين عاماً. أسهم - محرراً وكاتباً - في العديد من الصحف والدوريات. وأذكر ان أول لقاءاتي بالحمامصي - بداية الستينيات - في مجلة اسمها "العالم العربي". كان يكتب معظم موادها. باسمه أحياناً . وبأسماء مخترعة في معظم الأحيان. وإذا كانت سلسلة "إشراقات أدبية" وبابه الأسبوعي "شيء من الأدب" في الزميلة أكتوبر هما الإسهام الأحدث للحمامصي. فإن اسهاماته تواصلت خلال العقود الخمسة - وربما الستة - الماضية. مابين إبداعات شخصية ومشاركات فاعلة في واقعنا الثقافي. فقد توالي انتخاب الحمامصي في عضوية مجلس إدارة اتحاد الكتاب. منذ تأسيس الاتحاد إلي عام الانتخاب الأخير. الأمر نفسه في أمانة مؤتمر أدباء مصر في الأقاليم. وفي جمعية الأدباء. ونادي القصة الذي يرأس الآن مجلس إدارته. وتنقل الحمامصي بين القري والكفور والنجوع. يشارك في المؤتمرات والمهرجانات. ويسلط الضوء علي الطاقات المبدعة. وكانت هذه الانشطة عاملا مهماً في توثيق صلة عبدالعال بالمبدعين. والمثقفين بعامة. علي المستويين الشخصي والجمعي. ويعترف الكثير من الأدباء - في امتداد الأقاليم المصرية - بمساندة الحمامصي لخطواتهم الأولي. وحرصه علي تقديم المواهب الحقيقية. من خلال مقالاته وتحقيقاته في "الزهور" ثم في "أكتوبر" ومازالت أذكر مهرجان محافظة سوهاج السنوي لتكريم ابن اخميم عبدالعال الحمامصي. وهو المهرجان الذي شارك فيه - بالاضافة إلي أدباء المحافظة - عدد هائل من كبار المثقفين المصريين. أما القيمة الإبداعية لعبدالعال الحمامصي. فلعل أبرز مايميزها هذه السمة التي تبين عن المكونات الأهم للشخصية المصرية في المعتقدات والعادات والتقاليد. وهو ما أفدت منه شخصيا في قراءتي للإبداعات المصرية المعاصرة. عبدالعال الحمامصي يواجه الآن محنة مرضية قاسية. تحتاج - لإسكات آلامها - إلي آلاف الجنيهات. ظني أن أبسط حقوقه علي حياتنا الثقافية. التي مثل فيها - علي مدي السنين - ملمحاً أساسياً. ان توفر له وزارة الثقافة. ممثلة في الوزير فاروق حسني. إمكانات العلاج. تعبيراً عن الوعي والفهم والتقدير. وأن خدمة الغز ليست علقة دائماً. وانما قد تكون تعاطفاً ومساندة في الأوقات الصعبة. لا أعرف موقف اتحاد الكتاب من المحنة التي يعاني عبدالعال الحمامصي تأثيراتها - وكان الرجل عضواً في مجلس إدارته. وتولي فيه مناصب مهمة. منها السكرتير العام. ونائب الرئيس - لكن توالي الأيام أسرع من محاولة السؤال والمحاسبة. ما يحتاج إليه عبدالعال في ظروفه القاسية. الحالية. أن يعالج علي نفقة الدولة. باعتباره مبدعاً. له قيمته بين كتاب القصة القصيرة. ومسئولا ثقافياً. قد نختلف معه. لكن من الصعب ان ننكر إسهاماته الإيجابية في العديد من الإصدارات. وفي الدفع بعشرات المواهب لتحصل علي المكانة التي تستحقها في الساحة الإبداعية.
نقلا عن جريدة المساء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق