رسالة العصفور الفقيد
أحمد طوسون
اعتراف
الآن يا حبيبتي ..
عندما حلق العصفور بين السحاب ، حاولت تقليده .
كانت أجنحتي عارية من الريش ، لم تقو على حملي ، سقطت على الأرض ، تناثرت أشلائي وأصاب العصفور طلق غادر .
صحيفة معارضة :
تواترت الأنباء عن مقتل عصفور صغير .. الحادث الأثيم قيد ضد مجهول .. المصادر تؤكد أن الحادث ورائه يد فاعل .
احتجبت اليوم باقي صحف المعارضة .
صحيفة قومية :
على الناس ألا تحزن لمقتل عصفور ، فكل واحد منا عصفور طليق ، ولنعتبر الحادث حادثا عارضا لا يعكر صفاء سمائنا ..
خاصة والمدعو اعتاد تعدى سمائه الإقليمية والتحليق بعيدا .
إذاعة أجنبية :
المصادر تؤكد ترحيب الناس بمقتل العصفور ، خاصة وقد اعتاد الغناء في كل وقت مما سبب إزعاجا للمدن المجاورة .
.............................
الناس في المدينة بنفس الملامح يواصلون حياتهم ، يخرجون ويسمعون ويشاهدون ويضحكون ، وأخر النهار يضاجعون زوجاتهم وينامون .
الأطفال بزيهم الجنائزي - في الشوارع - يرددون :
( آه يا عصفورنا الصغير .. كنت تحب الرقص والغناء .. كنت تحب الأرض والسماء والشجر .. لم تكن كما يقال عنك ، عشت يا عصفورنا - بيننا - ميتا والآن هل تعيش ؟؟! )
إعلان :
لجلب مزيد من الرخاء والسلام ريشة واحدة من ريش عصفورنا الفقيد ، والثمن لن يزيد عن دولار
من مذكرات العصفور الشاهد :
السحاب كثيف يحجب كل شيء عني ، حالة الطقس ليست كما وصفتها هيئة الأرصاد الجوية ، دوى الطلقات يخرق فزعي ..
اسمعه يستنجد بي .
أمد له يدي ولا أراه .
الدوامات الهوائية تشدني بعيدا ، الغمام قاتم .. قاتم ..قاتم ....
أخر ما قاله القتيل :
كنت أغرد ..
كانت الطلقة كحبة قمح – ظننت إنها حبة للحياة سكنت قلبي ، لكنني لم أستطع الغناء ..
لم أستطع الغناء ..
لم أستطع الحياة .
............................
الآن يا حبيبتي يمكن الاعتراف بأن الرسالة ينقصها الكثير من التفاصيل الهامة .
العصفور الشاهد قالوا عنه إنه غريب لا يخالط العصافير ولا يعرفها .
العصفور الفقيد قالوا عنه إنه لم يستمع لحكمة الحكماء ويكف عن الغناء والتحليق .
وأنا يا حبيبتي يدفعني حبك إلى الغناء .. لكنني عاجز عنه . يدفعني حبك إلى التحليق .. لكنني عاجز عنه .
فالناس في المدينة يتحدثون عن عصفور صغير حاول التحليق والغناء ، وعن طلقة وحيدة أسكتت كل العصافير عن الغناء وقتلت العصفور الصغير .
أحمد طوسون
اعتراف
الآن يا حبيبتي ..
عندما حلق العصفور بين السحاب ، حاولت تقليده .
كانت أجنحتي عارية من الريش ، لم تقو على حملي ، سقطت على الأرض ، تناثرت أشلائي وأصاب العصفور طلق غادر .
صحيفة معارضة :
تواترت الأنباء عن مقتل عصفور صغير .. الحادث الأثيم قيد ضد مجهول .. المصادر تؤكد أن الحادث ورائه يد فاعل .
احتجبت اليوم باقي صحف المعارضة .
صحيفة قومية :
على الناس ألا تحزن لمقتل عصفور ، فكل واحد منا عصفور طليق ، ولنعتبر الحادث حادثا عارضا لا يعكر صفاء سمائنا ..
خاصة والمدعو اعتاد تعدى سمائه الإقليمية والتحليق بعيدا .
إذاعة أجنبية :
المصادر تؤكد ترحيب الناس بمقتل العصفور ، خاصة وقد اعتاد الغناء في كل وقت مما سبب إزعاجا للمدن المجاورة .
.............................
الناس في المدينة بنفس الملامح يواصلون حياتهم ، يخرجون ويسمعون ويشاهدون ويضحكون ، وأخر النهار يضاجعون زوجاتهم وينامون .
الأطفال بزيهم الجنائزي - في الشوارع - يرددون :
( آه يا عصفورنا الصغير .. كنت تحب الرقص والغناء .. كنت تحب الأرض والسماء والشجر .. لم تكن كما يقال عنك ، عشت يا عصفورنا - بيننا - ميتا والآن هل تعيش ؟؟! )
إعلان :
لجلب مزيد من الرخاء والسلام ريشة واحدة من ريش عصفورنا الفقيد ، والثمن لن يزيد عن دولار
من مذكرات العصفور الشاهد :
السحاب كثيف يحجب كل شيء عني ، حالة الطقس ليست كما وصفتها هيئة الأرصاد الجوية ، دوى الطلقات يخرق فزعي ..
اسمعه يستنجد بي .
أمد له يدي ولا أراه .
الدوامات الهوائية تشدني بعيدا ، الغمام قاتم .. قاتم ..قاتم ....
أخر ما قاله القتيل :
كنت أغرد ..
كانت الطلقة كحبة قمح – ظننت إنها حبة للحياة سكنت قلبي ، لكنني لم أستطع الغناء ..
لم أستطع الغناء ..
لم أستطع الحياة .
............................
الآن يا حبيبتي يمكن الاعتراف بأن الرسالة ينقصها الكثير من التفاصيل الهامة .
العصفور الشاهد قالوا عنه إنه غريب لا يخالط العصافير ولا يعرفها .
العصفور الفقيد قالوا عنه إنه لم يستمع لحكمة الحكماء ويكف عن الغناء والتحليق .
وأنا يا حبيبتي يدفعني حبك إلى الغناء .. لكنني عاجز عنه . يدفعني حبك إلى التحليق .. لكنني عاجز عنه .
فالناس في المدينة يتحدثون عن عصفور صغير حاول التحليق والغناء ، وعن طلقة وحيدة أسكتت كل العصافير عن الغناء وقتلت العصفور الصغير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق