أمسية رمضانية لعيسى والشعلان وشاهين في المعهد الدولي لتضامن النساء
استضاف المعهد الدولي لتضامن النساء في العاصمة الأردنية عمان أمسية شعرية قصصية موسيقية مشتركة للمبدعين الأردنيين :القاصة د. سناء الشعلان، الشاعر د. راشد عيسى،وعازف العود علاء شاهين وذلك في احتفالية عملاقة حضرها حشد من المبدعين والإعلاميين والمهتمين.
وقد قالت د. سناء الشعلان في معرض تقديمها للشاعر راشد عيسى وللعازف علاء شاهين: "إنّ علاء شاهين هو عاشق من طراز خاص، شاء له اللهُ أن يختزل روحه ومشاعره في عوده المحظي بخلجاته وبدائعه وجمانه، فكان في محرابه الطالب والمعلم والمبدع، والممثل لوطنه في كلّ البلاد والمحافل، كما كان حامل راية أستاذه نصير شما، وبيت العود العربي في الأردن"وقالت إنّ راشد عيسى تزدحم الكلمات،وتضيق العبارات وتتسع الرؤى،اسمه راشد عيسى،وهو الوحيد الراشد بشأنه وأمره،أمّا نحن فنصيبنا منه الدهشة وكلّ شيء إلاّ الرّشد،من العار أن اختزله في سيرة وسطور،ومن الحمق أن أجرّب هذه الغواية الشمطاء المهترئة،فراشد لا يسجن في تعريفات ومواقف وسنين ومواقيت وأماكن؛لأنّه باختصار يملك بعداً رابعاً للحقائق،ولوناً رابعاً للرؤية،ولذلك يملك حرفة القفز بين الأزمان،والسكنى وحده في منحنيات الروح،ونمنمات الخلجات،وجغرافيا التنهدات،والرؤية بلون آخر،والحياة في زمن مفترض مواز لأزماننا المكلومة؛فهو وحده من يسقى الالتياع بالصبوة،والرغبة بالظمأ،والصمت بالنظرة.
إنّ صممتم أن تتسللوا بفضول إلى سيرته فسترونها مشحونة بالدرجات العلمية الرفيعة والأعمال الجليلة والإصدارات الإبداعية والنقدية والجوائز الرفيعة والتطواف براية الإبداع على البلاد والمحافل العربية والعالمية.
في حين قال د.راشد عيسى في معرض تقديمه للشعلان :" سناء الشعلان كاتبة مستغنية بذاتها،تكدح نصها مثلما تربّي اللؤلؤة خاصية فرادتها ولمعانها في محارة منعزلة عن ضجيج الأمواج وحركة أسماك القرش،فهي تشتغل على سلّم طموحها الأدبي بعيداً عن العلاقات اليومية الثقافية الشخصانية، الأمر الذي يمنحها فرصة الوفاء لحداثة النّص،ويزيدها معرفة بكهنوت الكلمة،ويعطيها طاقة استثنائية على ابتكار الفكرة ،وإدارة نوايا الشخوص في قصصها إدارة تنحاز لما هو غرائبي وعجائبي باعث على الدهشة حدّ الذّهول أحياناً.
فهي في أغلب قصصها تنتصر لجراح الإنسان ومكابداته الوجدانية السّرانية،فتنشله من أشواك وملابسات واقعه المحسوس،وتطير به نحو آفاق اللامعقول ونحو سماوات من الأحلام الغريبة كي تتصالح مع ذاته الملتبسة على ذاتها،ويخرج من قارورة الضّجر.
والمستقصي لاتجاهات الأحداث في أعمالها القصصية يقف بوضوح على قدرة الكاتبة في توظيف خيالات الأطفال في قصص الكبار،لكأنها تعيد للشخص الراشد طفولته المستلبة التي مثلت أجمل مراحل العمر،وملامح الحلم،ومدارج الحياة.أيضاً سناء الشعلان تلعب بالفكرة والعبارة كما تلعب طفلة السادسة برصاصة فارغة تحسبها صافرة. ومثل هذه الميكانزم لعب فني ماكر ببراعة،وبريء بمكر يجسّد مايمكن أن أسمّيه فن العفوية القصدية في الكتابة تماماً مثل المنطقة الواقعة بين السهو والتساهي أو الغفلة واليقظة.
والذي يعرف الكاتبة سناء شخصياً لايستغرب مثل هذه المفارقات الجمالية في نصوصها،فهي فيما أرى من سيماءاتها وطبائعها مرشوقة بخواص الماء،مطلية برذاذ النار،محاطة بإكسسوارات طفولية لاذعة،ولذا تنزع بفطرة تكوينها نحو ما هو أسطوري غريب وخرافي معاصر،وحميمي كالأمومة الدافئة التي تستمدها من أمّها صديقتها المفضلة وبرجها السماوي العالي،ومن صديقتها د. سهى فتحي ربّة النّدى المرشوقة بنبيذ الشمس وأنوثة الزنبقة البرية".
وقد قرأ راشد عيسى من قصائده : عطارد،والإصبع السبّابة،وبائعة الودر،والوسادة،وشارلوت،وبنيتي،واحتفالية حبّ، في حين قرأت سناء الشعلان من قصصها: حكاية لكلّ الحايات،ويوميات حروف،والسجّان،وأحزان هندسية.ورافقهما على العود إلى علاء شاهين إلى جانب عوف مقطوعات منفردة له مثل مقطوعة الليلة البيضاء.حزاأ
ومن أجواء ماقُرأ في الأمسية للشعلان من قصة يوميات حروف:"التاء:تناجي نفسها ليل نهار عبر مرآتها القديمة، تتأمّل ملامحها الرقيقة السامية، وتعجب ممن يرونها دميمة، فهي آية مجسّدة للجمال، تسأل مرآتها بثقةٍ مزهوةٍ: "يا مرآتي، من أجمل امرأة في العالم؟" تقهقه المرآة الباردة، وتقول بصفاقة: "أنت الأجمل". تحاول أن تصدّقها، ثم تغرب في بكاء عميق؛ لأنّها تكره المرايا الكاذبة وعيون الرجال الفاحصة.الراء:رام أن يكون في مأمن ممن يبطشون بالعيون التي ترى، والآذان التي تسمع، والألسنة التي ترفض، فلزم العمى والطرش والخرس، وانتهى في شقٍ صغيرٍ، دسّ نفسه فيه، وسعد بمصير البُزاقة الذي آل إليه.الزاي:زحم المكان بآلاف المصنّفات والمراجع ونوادر المخطوطات ونفائس الإبداعات والسّير، أمضى حياته في ترتيبها وتصنيفها وتبويبها، وما تسنّى له يوماً أن يقرأ في إحداها، فقد كان خازن أوراق لا عالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق