الوردة والسياج
نجوى شمعون
ماذا يكتب الحاضرون ..ماذا يكتب الغائبون على صفحاتهم ..!!
ماذا يعلقون فوق سياجهم ..
فيلم الوردة والسياج الذي أحاول جاهدة أن أخرجه بمساعدة مركز شؤون المرأة بغزة،بغض النظر عن حالة الموت البطيء التي تشملني وتلفظني للحياة وللموت وفي محاولة مني للبقاء،شعب يناضل على طريقته للبقاء وللتمترس بوجه كل ظلم على هذي الأرض
أحاول بهذا الفيلم أن ابقي حالة النبض لديّ مستقرة ومشتعلة بالحياة رغم الغبار
الفيلم يحكي قصة لثلاثة فتيات في غزة،الشخصية الأولى لفتاة مسرح،فتشت عن فتاة تعطي الفيلم روح مشتعلة روح تنادي الحياة لكن الأولى تركت المسرح مستجيبة لنداء التقاليد والعادات محولة اتجاه البوصلة للخاطرة وصمتت ..أما الثانية فالمجتمع يرصدها كما ترى هى والعم لا يترك لها بابا ولا نافذة للهواء كي تتنفس وأرشيفها المسرحي مفقود،والثالثة في عزلتها الأبدية ولم تبلغ سوى تسعة عشر سنة...
من خلال مقابلتي مع الفتيات الثلاث كن ورد مسيج ورد يموت ببطء ولا احد يدري بهن ينزفن قهرا من زنزانة تتحرك بهن كما تريد الزنزانة وحارسها ..ويكفي
مقتنعات بأن عليهن ألا يلمسن ريشهن ويطيرن بعيدا ..موقنات بالنتيجة سلفا،محبطات يبكين تميزهن وعدم فهم أحد لهن..يمتن ألف مرة وماذا لو صارت آلاف المرات في نظر عائلاتهن ومجتمعهن المسيج ..
المرور في جواز السفر
نبدأ بروح عالية نركض في كل مكان تقتنصنا فكرة ونمضي بها
لا شيء يوقفنا لا الحصار المذيل بالعناوين الكبيرة ولا حرب أوشكت على قتلنا جميعا
فنامت قرب البيت وقرب شجرة تتهيأ للنضوج،المرور في جواز سفر كالمرور في ثقب إبرة صدئة،ننتظر في جواز السفر مرورنا المتحاور على دمنا،يبقى الحوار قائما وتموت الطرق..
حرب غزة لم يجف دمها
أكتب والقنوات الفضائية في تسارع لنقل وقائع مراسم تشييع مايكل جاكسون ملك البوب،
لأجد السؤال يقفز مرة أخرى هل كانت تغطية الحرب على العراق وعلى لبنان وعلى غزة هل كانت التغطية كافية
التقرير المعد يجرح فيك ظل نازف على مغني البوب العالمي الذي رحل باكرا تاركا ثروة للمتنافسين على حبه ..
ستنتهي الدموع عاجلا وتستبدل مكانها صراع الثروة ولا تنتهي القلوب من غضبها الحاقد لأطماعها المشروعة،اكتب والقنوات لا تتوقف عن بث أغانيه لمحبيه في حين أن حرب غزة لم يجف دمها لا عن الأشجار ولا عن الجدران ولا حتى من القلوب،الأغنيات تأخذ حيزا أكبر من الدماء،الموسيقى رحيق الروح لكنها تخاصم الجسد الذبيح،مايكل جاكسون الذي خاض الكثير من عمليات التجميل وتغيير اللون وكل ما لا يخطر على بال أحد يقلب العالم برحيله،في حين أن خبر مقتل مروة المصرية في ألمانيا لم يأخذ سوى الاهتمام العادي الذي لم يتجاوز تقرير بسيط خجول يسوق النوايا الطيبة للحكومة الألمانية ولعلاقاتها الطيبة مع مصر وكون الحادث فرديا لا يحمل في طياته أي هجوم على الحجاب أو على المسلمين مروة التي حاولت أن تفهم المحكمة بأنها إنسانة لها حقوقها ...
مروة التي سقطت بعدة طعنات بالمحكمة ...
أطلق البوليس الألماني وبالمحكمة أيضا أطلق الرصاص على زوجها الضحية الثانية ونحن الإرهابيين والمجرمين والمدانين دوما ودائما..
بأي قدر يهتم الإعلام بقضايانا ..ليس بقدر ما ينقل ستار أكاديمي وغيره من البرامج المقلدة لبرامج غربية وتعاد بصوت عربي لا يجد طريقا للإبداع فيختزل الفكرة نفسها ولكن بلون عربي يشفق على نفسه،لست ضد الأغنيات والمطربين فأنا شخصيا أحب الغناء ولكن ليس إلى أن يصل الغناء حد الفاجعة في الصوت والصورة...
ظلين
كم مرة يجب أن يكتب الشعراء والكتاب والصحفيين عن صراع حماس وفتح كم مرة سيسقط في الطرقات ضحايا من كلا الجانبين ولن ينير دمهم عقول المتصارعين على دمهم
كم مرة سنغلق أعيننا متمنين أن ينتهي حصارنا وتفتح معابر الروح لغزة ونخرج من سجننا الكبير حاملين الحزن الكبير نلقيه في البحر أي بحر لا يصب في دمنا
كم مرة سيغضب العربي الأخير في غزة ويفهم أن لغزة مرآة أخرى غير ذبحنا على قربان المعبد،كم مرة سيغضب العربي الأخير في رام الله ويفهم أن المرور في جواز السفر ليس بمتعة انه حق لكل فلسطيني،متى سيتوقف الطرفان عن لعبة الاختطاف والقتل والموت البطيء لشعب ينزف.
أحذية الصحافة
إلى صحافة صفراء
حينما نبدأ الكذب أو الضحك على أنفسنا،كثيرين بحاجة للتلميع كما الأحذية
إحداث جعجعة للخروج من غزة فمرة نتهم ذاك الفصيل أو نحمل ضده لنحول مشكلاتنا من مشكلات شخصية إلى سياسية شيء مخزي،الكتابة لغرض ما في النفس الشيطانية يزول بموت المشعوذة.
واحد من الناس
في برنامج على قناة دريم 2 برنامج "واحد من الناس"المذيع قال:" قبل خمس دقائق كان الوضع في المشفى مختلف تماما في مستشفى القصر العيني.
الممرضات لم يكن يرتدن لباس الممرضات
الأسرة لم تكن بملاءات بيضاء
سرير عليه مريضان
ماذا لو كانت كاميرا خفية وصورت ما لم يكن يخطر ببال ...
كم من مذيع أو مذيعة تقرب لمشكلات الناس البسطاء لأوجاعهم التي لا تنتهي.
احد المرضى قال بأنهم يحولونهم لتجارب للطلبة المتدربين وإذا "مش عاجبه يروح"
ماذا لو رصدت كاميرا مستشفيات غزة وسال في المكان الكلام..
مستشفيات دون أدوية ودون أجهزة وان وجدت فقدت الكهرباء أو مرضى بحاجة لعمليات بالخارج لكن دون جواز السفر...
هناك تعليق واحد:
جواز سفر يلهب القلب ، ويدمع العين ، ويهز الضمي ، ولكنه يطهر النفس
عماد
إرسال تعليق