أزمة في أخبار الأدب.. والمحررون يعلنون اضرابهم
وكالة أنباء الشعر- القاهرة- ولاء عبدالله
أزمة تشهدها جريدة أخبار الأدب الأسبوعية في القاهرة، حيث دخل محررو الجريدة في إضراب عن العمل رفضا لسياسة رئيس التحرير الجديد الكاتب "مصطفى عبد الله" والذي تم تعينه خلفا للأديب الكبير "جمال الغيطاني".
وقد أعلن 10من محررين إضرابهم في بيان أمس أكدوا خلاله تمسكهم بالإضراب لحين الاستجابة لمطالبهم بإبعاد رئيس التحرير.
وأشار الموقعون على البيان أنهم وصلوا إلى القرار بالإضراب بعد فشل كل محاولاتهم الإدارية في التصدي لما يقوم به، وأنه ليس أخلاقياً أن يعمل رئيس تحرير جريدة بحجم وقيمة أخبار الأدب مستشاراً لهيئة قصور الثقافة مقابل راتب شهري، كما أنه يخلط بين السياسة التحريرية والإعلانية، وقد طلب من الزملاء علناً في آخر اجتماع للجريدة العمل بالإعلانات ما يتعارض مع أخلاقيات العمل الصحفي.
وأضاف البيان: "مصطفى عبد الله يدافع في هذا التوقيت عن مفكري النظام الليبي الوحشي الذي يبيد الشعب الليبي ويقمع ثورته العظيمة، إذ اقترح إقامة ندوة لأحمد إبراهيم الفقيه أحد رموز النظام الليبي القمعي، كما هدد بإلغاء مجلس التحرير لتصديه لسياسته التحريرية التي لا تتناسب مع طبيعة وتاريخ الجريدة الكبرى".
وأضاف محررو أخبار الأدب أنه صار من الغريب وجود رئيس تحرير يرتكب كل هذه الخطايا في الوقت الذي تشهد فيه المؤسسات الصحفية تطهيراً شاملاً، مطالبين مع زملائهم في مؤسسة أخبار اليوم بأن يكون للمحررين دور في اختيار رئيس التحرير عبر الانتخاب.
وقد وقع على البيان " محمد شعير، طارق الطاهر، نائل الطوخي، منصورة عز الدين، حسن عبد الموجود، أسامة فاروق، محمد مختار، أحمد ناجي، أحمد وائل، أحمد عبد اللطيف".
وفي رده على البيان أكد الكاتب مصطفى عبد الله أنه تعجب لموقف الزملاء في أخبار الأدب موضحا أن هناك أمور لابد من التوقف لديها لإيضاح حقيقتها، مشيرا في البداية أن ما يحدث الآن ليس خاص به إنما هو اتجاه عام في الصحف القومية لإسقاط كل رؤساء التحرير.
وأكد عبدالله أنه لم يقدم على ايه خطايا وأن ما حدث حقيقة في الجريدة منذ تولي رئاسة التحرير و أني حاولت أن اعمل جاهدا من أجل الجريدة،وقد أخذت مني جهدا كبيرا خلال الفترة الماضية، وما يقال عن دفاعي عن مفكري النظام الليبي وذلك باقتراح ندوة للروائي الليبي أحمد الفقيه فهذا امر غريب فالزملاء يقولون أن الفقيه من رموز النظام وهذا غير صحيح بل إن الرجل قد أعلن عن موقفه، بل ومن قبل ذلك فإن أعمال الفقيه يظهر فيها كيف أنه كان رافضا للعديد من الأمور التي ينتهجها النظام الليبي بالشكل المتاح آن ذاك فكان يلجأ للتورية ليعبر عن رؤيته، ولكن حتى وإن كان مواليا للنظام الحالي فهل جريمة أو مخالفة لأعراف الصحافة أن أستضيفه وأناقشه بل وأعنفه إن أمكن على الوضع الدائر في ليبيا، هذا إضافة إلى أن العدد السابق خصصناه لليبيا، ويشير عبدالله أن العدد كان من اقتراح الزميلة منصورة عز الدين، وقد بدأت العمل فيه لكنها لم تكمله،وصدر العدد بالفعل والموقف يتضح من خلال الجهد الذي قدماه في العدد.
أما بالنسبة لمسألة الإعلانات يقول مصطفى عبد الله أنه لم يطلب منهم العمل بالإعلانات، والأمر بالنسبة لأخبار الأدب فيه إشكالية كبيرة فقد كانت الجريدة مهددة بالإغلاق نظرا للخسائر التي تحققها الجريدة، مشيرا إلى أنه كان من المؤسسين، ومن ثم كان أحد الحاضرين في اجتماع برئاسة رئيس مجلس إدارة دار أخبار اليوم آنذاك الكاتب إبراهيم سعدة لمناقشة ذلك، واقترح بأن تحول إلى شهرية وهو ما رفضناه،وبالتالي أنا أحاول الآن أن نخرج من مأزق الخسائر هذه من خلال الإعلانات وفي الاجتماع قلت لهم أني اتصلت بكل أصدقائي وقلت لهم أن أخبار الأدب هي جزء من الحياة الثقافية وجزء من المبدعين، وناشدت الزملاء أن يتحدثوا إلى الأصدقاء بتدعيم دور الجريدة سواء من خلال الاشتراكات أو من خلال الإعلانات للمؤسسات الثقافية أو حتى للأدباء الذين يعلنون عن مسابقات أدبية فمن الأولى أن يعلنون عنها في أخبار الأدب عن أن يتجهوا للإعلان عنها في جريدة أخرى لا تهتم بالشأن الثقافي، وقد بدأ هو بذلك فعلا وحتى قسم الإعلانات في المؤسسة طلب منهم أن يضعوا أخبار الأدب في اعتبارهم، وأن يهتموا بها في الجانب الإعلاني، ويتساءل عبد الله هل يعيب المسئول في المؤسسة أن يعمل على توفير وضع كريم وأفضل للجريدة أم أنه كان عليه أن يصمت عن هذا الجانب ولا يخدم الجريدة بالشكل الذي يفعل دورها ويجعلها منتجة حتى لا تكون عبء ثقيل على المؤسسة.
أما عن عمله كمستشار لهيئة قصور الثقافة يقول أنه كان مستشارا قبل ان يرأس تحرير أخبار الأدب وبعد رئاسته لتحرير الجريدة كان من الطبيعي أن يعتذر عن المنصب، ولكنه في الوقت نفسه يتعجب من سياسة الكيل بمكيالين فأحد الزملاء الموقعين على البيان هو مستشار لمطبوعة صغيرة من مطبوعات الوزارة.
وقد أقام محررو أخبار الأدب اليوم وقفة احتجاجية مع زملائهم في دار أخبار اليوم مطالبين برحيل جميع رؤساء تحرير الصحف التابعة للمؤسسة وأكدت الكاتبة الصحفية "منصورة عز الدين" أن وقفة اليوم تشارك فيها محررو أخبار الأدب مطالبين برحيل رؤساء التحرير ومؤكدين على حق العاملين في الصحف بانتخاب رئيس تحريرهم.
وأوضحت عز الدين أن موقفهم واضح وهم مازالوا على اعتصامهم وامتناعهم عن العمل حتى تنفذ مطالبهم برحيل الكاتب "مصطفى عبدالله" عن رئاسة التحرير مشددة على أن ما قاموا به ليس نتاج موقف شخصي، لكنه اعلان عن عدم الرضا عن سياسة التحرير المتبعة حالياً والتأكيد على حق الصحفيين خلال الفترة القادمة في اختيار رئيس تحريرهم من خلال الانتخاب.
وأضافت عز الدين: "البيان يوضح مطالبنا، واسباب اعتراضنا على رئيس التحرير الحالي والذي بدأت الأزمة معه من أول عدد أشرف عليه بعد عودته من الكويت والذي كان خلال الثورة وهو ما دفع أربعة منا إلى تقديم طلب بنقلهم وهم"أنا ، طارق الطاهر، محمد شعير، حسن عبد الموجود"، وبعد جلسة مع إدارة المؤسسة كان التأكيد على أن مجلس التحرير والذي نشغل عضويته نحن الأربعة له دور في رسم السياسة التحريرية للجريدة وسيكون على علم بالمادة المنشورة، وهو ما لم يتم في الأعداد التالية على هذا العدد، وبالتالي قمنا بإعلان اضرابنا عن العمل، حتى تحقيق مطالبنا خاصة أننا لا يكون لدينا معرفة بمعظم المادة المنشورة في الجريدة".
وتؤكد منصورة على أنهم مصرين على موقفهم وأن إضرابهم مستمر، ومن أنهم ليس لهم أي علاقة بالعدد الذي يتم التجهيز له الآن ولن يشاركوا به، مشددة مرة أخرى على أن الموقف ليس شخصيا لكنه مبني على اختلافات عميقة في وجهات النظر بين محرري الجريدة ورئيس التحرير، كما أن هدفنا الأساسي هو المطالبة بحق طاقم التحرير في رئيس تحرير منتخب من جانبهم.
وكالة أنباء الشعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق