2016/04/29

لأمي في ذكراها بقلم: عادل البطوسى



لأمي في ذكراها
عادل البطوسى
 (اليوم (الجمعة 29/4/ 2016م) يوافق الذكرى الــ 22 لرحيل أمي (الجمعة 29/4/ 1994م) رحمها الله رحمة واسعة ...) ..

..(( اليَوم ..

يشهدُ موتَ امرأةٍ ..

ليست غاليةً فحسبْ .. وإنَّما .. أغلى النساء جميعاً )) ..

( يوريبيدس ـ على لسان " الجوقة " فى مسرحيته " الكيستيس " 438 ق. م)

(1)
اليومَ ..
عُلِّقَ- كُل شيءٍ-
فوقَ أخشابِ الأضاحى
والضحيَّةُ منبعُ الحب الكبيرِ ..
وبرتقالُ الحلمِ ..
والقمحُ الذي ..!!
للسُّنبلاتِ نعوشُ أحلامي
بوارُ البيدرِ الموعُودِ بالكتَّانِ ..
والموتُ الذي ..!!
يا  أيُّها النعشُ المُسَجَّى في براري الموتِ
من ينضُو الحياةَ على ضريحكَ
خُذْ نشيدكَ للمدى المخضُوبِ بالآلامِ
في الجُمع الحزينةِ
واستبى ألقَ التويجةِ
إنَّ هذا الموتَ .. فاتحةُ الشظايا
صبوةُ الأبرار .. خاتمةُ البرايا
ذاكَ موتى ..
ذاكَ موتى ..
من تُرى يبتاعُ لي كفن الرحيلِ ..
من الذِّي .........؟!
(2)
كان اْنفلاتُكِ هادئًا
تتلاحقُ الأنفاسُ كالنسماتِ
والرُّوح البريئة يصطفيها اللهُ
من عدمٍ إلى الفردوسِ
فالمجهولُ سرُّ ....
انفلاتُكِ هادئٌ
الوردُ سرٌّ بين أرحام الفيوضِ
وسرُّها؟!
خبزت لنا العمرَ المتيَّم بالدماءِ
لعلَّنا زمنَ المجاعةِ
نطحن الصبواتِ وردًا للحبيبةِ
في خريف العمرِ
عنقودًا ... فعنقودًا ...
ندلُّ الشمسَ في وجع الظهيرةِ للبُحيرةِ .. ؟!
(3)
أُمِّي هُناكَ ..
هُناكَ يَطلعُ في سَمَاءِ حَنَانِهَا
ألقُ الثُريَّا
وَالشَقَائِقُ في جَنَازَتِهَا ..
وَأُغنيَةُ البَنفسَجِ في بَسَاتِين الدمُوعِ
وَفي مَفازَاتِ اليبابِ ..
هُناكَ أُمِّي ..
(فَوقَ مِئزَرِهَا المُطَرَّزِ كَانَ جُثمَانِي يَنُوحُ) ..!!
هُناكَ أُمِّي ..
بالصَباحِ تُرَتِّقُ النَّعشَ المُثقَّبَ
في تَوَابيتِ الرَحيلِ
هُنَاكَ تُرضِعُنِي حَليبَ الحُبِّ فِي قَبرِي
وَتزرَع في فؤَادِي نبضَها
أُمِّي هُناكَ ..
لِذَا أعيشُ أنَا وأُمِّي في رُفَاتٍ وَاحِدٍ ..!!


عادل البطوسى

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

قصيده جميلة من ابن بار
امنياتى لك بمزيد من التقدم
هدى المشالى