عبد القادر صيد
قد صار اغترابي بين بنات صدري يلهب لوعتي ، لمن تتبرجين
أيتها الحروف المهاجرة و موسم التحنان لم تهب نسائمه بعد ؟ تنقبي و احتشمي حتى مني ، لأن مزاجي هذا المساء مفعم برائحة
شياط لا أعلم مصدرها ، ربما أكون قد مررت بمكان ميعاد لم يتحقق لعاشقين محرومين
إلى حد اللامبالاة.. هيا يمكنك الانصراف أيتها الحروف لشأنك ، فقط اتركي لي النقاط
ألهو بها إلى حين ، و سأتركها لك على ضفاف بركة الاختناق ، كم يحلو لتلك الملكة
المنتسبة إليّ بقرابة السراب الماطر إلى أعلى أن تتخذ منها أزرارا مزركشة تتباهى
بها أمام الجمرات التي أمسكها في يدي !كأنها ـ الماكرة ـ ليست من صلبي .
رعشة الوقوف
للنشيد الرسمي لتلك النقاط لم تحن بعد ، لابد من التمييز بينها و بين تلك الضالة التي لم تجد حروفها بعد، و
تعجّلا ستتخذ لها مكانا بين جمل هجينة لا يجمع بينها إلا الانتماء لغجرية البحة
المتشردة..بعضها رعاف الحرف المحتقن عقدا ..لملم
جرعات حبرك ، و لاتتركها تنسكب على بياض مئزر جراح مرتعد الأنامل و هو مقبل
على عملية نسبة النجاح فيها تحت الصفر.
الموت تزحلقا على الحروف المتجمدة صعب ، و
الحياة حلزنة على الفواصل المتبخرة صعبة
أيضا ، فمن أين لي بثمن كفنك أيتها القطرات المحتضرة ؟ حتى استخراج شهادة الوفاة أضحى
لا يعتمد إلا بورقة هي أشبه بصكوك الغفران ، غير أني لا أمل من التردد على المكتب
الممتد على صهيل عرق الأمنيات الكاذبة ، هي تأشيرتي التي لا تنتهي صلاحيتها أبدا .
يا بنات صدري
كفي عن التصعلك في صدر يدّعي رهبانية غير مقنعة حتى لضلوعه المنحنية و المنغلقة على
أصداء صيحات كتاّب رفض الموت استقبال مواكبهم الجنائزية ، و استقبلهم في أرجائها أبو نواس بكأسه الدهاق
المترع بهمسات المتعة المتخالدة ،كم رشفة تساقطت قطراتها على هذه الضلوع العطشى؟..
كفي بحق النكهات التي تمخضت فيها ، و خرجت من رحمها إلى عالم الابتذال ، كفي عن
هكذا ضغط على أعصاب تعبت حد الطرب ، واحترفت التصنع حد العفوية ..لك المعنى دون
غيرك ، و لغيرك القشور المجموعة من تشققات القبور المهجورة المتلهفة لدموع الزوار
الموسميين .
مكتوب على ألواح
رموشك أن تتصدع أمام تنهدات بركان السآمة الأزلي ، و تظل عيناك دوما
لا لون لهما ، تحملان إلى
الأبد لون الصخور الفاصلة بين الجنوب و الشمال ،فيهما صراخ غريزي و شيء من
عواء
ذئاب مستعجلة ، لا أدري لم أتذكر الخيمة الداكنة المثقلة برياح الجنوب
حين تمر علي ذكراك؟أتذكرها بعد ذلك محمولة على ظهور الجمال ، من بلد إلى
آخر ..ذكراك أيتها الجملة المتبعثرة أنثى حبلى بحيرة متكررة مع هبوب نسائم
الشوق
غير الرسمي ، سيأتي اليوم الذي يعترفون به ، و لكن في انتظار ذلك تزلف
إليهم
ليتركوك و شأنك تتيه في تجاعيد صورة معكوسة ، لعل الحظ أن يصحح وضعها
بقصيدة شاعر
مغمور إلا في قلبها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق