مؤتمر للمثقفين أم مؤتمر للوزير وأعوانه؟!
أحمد طوسون
الهدف المعلن لمؤتمر المثقفين الذي دعا إليه وزير الثقافة فاروق حسني بعد خسارته لمقعد اليونسكو وضع إستراتيجية العمل الثقافي للعشرين عاما المقبلة، أما الهدف الخفي فالبعض يراه مرتبطا بتوقيت انعقاده ( ابريل القادم طبقا لتصريح صلاح عيسى عضو اللجنة التحضيرية) وما تقدم عليه مصر من تغيير سياسي أو تكريس لفكرة التوريث.
وأيا ما كان الهدف ومع أهمية دور المثقف في مرحلة الزوابع السياسية التي ستشهدها مصر مع انتخابات الرئاسة المقبلة وما يرتبط بها من أفكار ومبادئ سياسية وثقافية قد تدفع بنا إلى الوراء أو تجرنا معها إلى بوابات العصر الحديث والديمقراطية الحقيقية فإن وزارة الثقافة أبعد ما تكون عمن يلعب مثل ذلك الدور.
ومع احترامي لأشخاص اللجنة التحضيرية كمثقفين مثل حسام نصار مستشار الوزير، عماد أبوغازي رئيس المجلس الأعلى للثقافة، جابر عصفور رئيس المجلس القومي للترجمة، صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة القاهرة الصادرة عن وزارة الثقافة.
فمن الواضح أننا ندور في فلك الوزير(ممثل السلطة السياسية) وموظفي وزارته التي شاخت وكانت أهم أسباب تراجع الدور الثقافي المصري باختلاقها وافتعالها أزمات تشغل الرأي العام ومؤتمرات غارقة في التخصص تلهي المثقفين أنفسهم عن الشأن العام، ومن خلالها استطاعت أن تدجن عددا كبيرا منهم صاروا أسيري نعمتها وطوع أمرها ويهرعون إلى إشهار سيوف كلماتهم الحادة في وجه كل منتقد وحرمانه من نعيم الجوائز والمنح والإغداق بلا حساب.
الوزارة التي نستطيع أن نصفها بحق أنها من أبرع شركات المقاولة والبناء برعت في بناء القصور والبيوت والمتاحف لكنها لم تنجح في بناء العقل والوجدان المصري وانسحبت لتحتمي بجدرانها الأسمنتية التي تحاصرنا أينما كنا وتركت العقل المصري نهبا للتيارات التي تشده هنا أو هناك.
وللإنصاف فقد استطاعت الوزارة بقدرة قادر أن تحول موظفيها الصغار إلى أدباء ومثقفي الأمة وأصبحوا يقودون دفة الثقافة في مصر إلى الهاوية.
الوزارة التي فشلت لعشرين عاما وتراجعت بدور مصر الثقافي إلى الوراء عربيا وأفريقيا وعالميا تريد أن تخطط لعشرين عاما قادمة!!
بالله عليكم أرحمونا
هناك تعليق واحد:
أحييك يا أحمد ولي إضافة أن هناك شريطة ظمى من مثقفي مصر يسعون لهذا الوضع ويكرسونه بل منهم من ساهم فيه وللـأسف أسماء محترمة.
سمر إبراهيم
إرسال تعليق