مسيحي يفوز بمسابقة اسلامية
لخص مجلس مفتيي روسا نتائج المسابقة الروسية الرابعة للشعر بعنوان "النبي محمد – نور على العالم"، و التي شارك فيها 112 شخص من شتا انحاء روسيا. و كانت النتيجة مفاجئة للجميع اذ فاز في المسابقة ليس مسلم بل مسيحي. عرفت الامة الاسلامية الروسية باسم الفائز نيكولاي بيرياسلوف خلال يوم واحد بل و الاكثر من ذلك اتضح انه مساعد عمدة موسكو. حيث اكد انه: …. مساعد عمدة موسكو. و انا عضو فريق يعمل على تجهيز و تحرير المواد لخطاباته. لقد دخل نيكولاي قائمة المشاركين بشكل منطقي حيث انه كاتب و شاعر و مترجم و عضو في اتحاد كتاب روسيا. لقد ترجم قصائد لعشرات الشعراء السعوديين دخلت في الكتاب الجديد "مقتطفات من الادب السعودي المعاصر". و هذا ما اضافه: لا اعتبر نفسي خبير في شعر الشرق. و لكنني مثل اي انسان روسي قد قرأ لبوشكين و ليرمونتوف و "المواضيع الفارسية" ليسينين قد تعود من خلالهم على الشعر الشرقي. بالطبع كنت احب هذه المواضيع الشرقية الفاتنة.لا يقدر محبي الشعر ان يقاوم القصائد هذه. لم اكن ابداً اعرف الشعر السعودي. لاننا خلال الاعوام العشرين الماضية تقريباً نسينا ما كنا نعرفه من قبل و لم تترجم كتب و لم يعاد نشر ما كان منشور و لم نستورد كتب جديدة. عندما وردت الي كميات هائلة من الترجمة الحرفية لم اكن واثق انني استطيع ان اعمل على كل هذا. الا انني بدأت بالقراءة و دهشت لجمال المكتوب. نعم هناك صور مشتركة تنتقل من كاتب الى كاتب مثل الزهرة و الليل و القمر. و بالطبع موضوع الحب موجود في كل الاعمال. و لكن هذا كله جديد و فريد من نوعه و يختلف تماماً عن كل ما قد قرأته لدرجة انني لم اقدر مقاوبة الاعجاب. اتمنى لو يعرف الجميع هنا عن الشعراء السعوديين و يقولوا "ما هذا الشعر الرائع كيف لم نسمع به من قبل!" انشاء الله ان استطيع نشر الشعر هذا هنا. و فاز نيكولاي بيرياسلوف في المسابقة بفضل قصيدته "خطبة النبي الاخيرة": لا ادري مدى ضرورة دراسة الشاعر لكل المواد المتعلقة بالموضوع الجديد. لانه يمكن للشخض ان بغرق في كثرة المواد. لو انني حفظت القرآن كله و قرأت كل ما كتب عن الرسول لفقدت نضارة الانطباع. و لما قرأت الخطاب الاخير للرسول محمد شعرت به في اعماقي. و لاحظت انني عندما اقرأ عن الرسول محمد اشعر بدفء في قلبي مثلما عندما اقرأ عن القديسين المسحيين. كانوا كلهم يسعوا الى ان يصبح عالمنا متوازن و متناغم. بالطبع كل منهم فسر بطريقته عهود الله الا انهم جميعاً كانوا يعلمون البشرية ان تصبح افضل. هذا ما كنت اريد توصيله الى القارئ الروسي. بالطبع هنا وقفت على ضفة النهر الاخرى. حيث انه امر مختلف لو كتبت عن التاريخ الروسي و القديسين الروس اما هنا الامر آخر تماماً. لانها مسابقة اسلامية و اذا تخطيت خطوة الى اليمين او اليسار فهذا تنديس للمقدسات و اهانة كبيرة. اردت ان انقل الصورة الاصلية و لهذا فانني مسرور جداً لفوزي . ان مسابقة "النبي محمد – نور على العالم" حدث في غاية الاهمية. فجعلتني انا المسيحي التعرف الى الاسلام و الحديث من داخله للاخرين. يؤسفني ان الكنيسة المسيحية لا تجري فعاليات كهذه. اذ ان اغلية سكان روسيا مسحيين و لكن القليل جداً يعرف تاريخ الارثوذكسية. يجب ان يزداد عدد الفعاليات هذه. ان روسيا دولة "الكلمة". كانت دائماً تثق روسيا بالكلمة الادبية و الكلمة بدورها كانت تسعى للصدق و الشفافية. و بما اننا لم نفقد بعد ثقتنا بالكلمة يجب علينا اجراء مسابقات اكثر. و ربما بفضل هذا لن نواجه مشاكل خطيرة مثل التي شهدتها منطقة القوقاز. هذا ما قاله في ختام حديثة الفائز في مسابقة "النبي محمد – نور على العالم" نيكولاي بيرياسلوف
نقلا عن صوت روسيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق