2017/05/31
اعلان نتائج المسابقة الأدبية المركزية بهيئة قصور الثقافة لعام 2016 ـ 2017
أعلنت الهيئة العامة لقصور الثقافة نتيجة المسابقة الأدبية المركزية لعامي 2016 ـ 2017، التي أقيمت للإبداعات والنقد في مجالات: الرواية والمجموعة القصصية وديوان شعر الفصحى وديوان شعر العامية والدراسات النقدية.
وقد فاز في مجال الرواية بالمركز الأول الروائي ناصر محمد عاشور بيومي عن رواية " القبو".
والمركز الثاني فازت الكاتبة الشابة جيلان صلاح الدين علي إبراهيم عن رواية "بوجارت اعزف لي لحنا كلاسيكيا"
أما المركز الثالث فقد كان من نصيب الكاتب أحمد الزيني محمد حسن عن رواية"ماض"".
و في مجال المجموعة القصصية فاز بالمركز الأول نديم محمد أيمن عبد الوهاب عن مجموعة" هلوسة الرأس المقطوع"، والمركز الثاني فاز به أحمد محمد حنفي محمود عن مجموعة"رجل بدائي" والمركز الثالث كان من نصيب إسلام عبده عبد الحميد عشري عن مجموعة "شئ ما يحدث في هذه المدينة"
وفي مجال ديوان شعر الفصحى فقد فاز بالمركز الأول الشاعر محمود فهمي الدسوقي محمد عن ديوان"ظل عند زاوية الطريق" أما المركز الثاني فقد فازت به الشاعرة هبة مصطفى أحمد محمد عن ديوان" كنت أبحث عن غابة" والمركز الثالث فاز به الشاعر كمال كامل عبد الرحيم عبد العال عن ديوان"صور من ألبوم طفل عربي".
وفي مجال ديوان شعر العامية فقد فاز بالمركز الأول الشاعرة رشا محمد محمود الفوال عن ديوان"عرض مضحك" والمركز الثاني فازت به الشاعرة منى إبراهيم درويش على عن ديوان "الشاي ع النار" أما المركز الثالث فقد فازت به الشاعرة سيدة فاروق محمد علي عن ديوان" اشتعلت الروح بالشيب".
وفي مجال الدراسات النقدية فقد فاز بالمركز الأول محمد عطية محمود عطية عن دراسة" إشكاليات الهامش..تجليات النص في نماذج من روايات الإسكندرية" أما المركز الثاني فقد فاز أحمد إسماعيل مرسال عن دراسة"تجليات الحداثة في شعر المنوفية العامي" أما المركز الثالث فقد كان من نصيب أشرف علي عبد اللطيف خليل عن دراسة" تجليات استلهام التراث في إبداعات معاصرة".
2017/05/30
جائزة الشيخ زايد للكتاب تفتح باب الترشح للدورة الـ 12
جائزة الشيخ زايد للكتاب تفتح باب الترشح للدورة الـ 12
أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فتح باب الترشح للدورة الثانية عشرة، بدءًا من شهر مايو الحالى وحتى الأول من أكتوبر 2017، حيث جاء هذا القرار خلال اجتماع الهيئة العلمية الذى تم على هامش معرض أبوظبى الدولى للكتاب، ويأتى الإعلان عقب اختتام الجائزة حفلها السنوى لتكريم الفائزين في دورتها الحادية عشرة.
يرأس الهيئة العلمية للجائزة الدكتور على بن تميم، الأمين العام، وتتضمن الأعضاء محمد بنيس من المغرب، والدكتور كاظم جهاد من فرنسا/ العراق، والدكتور خليل الشيخ من الأردن، ويورغن بوز من المانيا، والدكتور محمد أبو الفضل بدران من مصر، وسامر أبو هواش من فلسطين والدكتور ضياء الكعبي من البحرين، والدكتور على الكعبى من الإمارات.
تعرف على الشروط وآلية الترشح:
القاص والروائي محمد الكاظم يفوز بجائزة مصطفى جمال الدين للقصة القصيرة
حصل الكاتب العراقي محمد الكاظم على جائزة مصطفى جمال الدين الخاصة بالقصة القصيرة التي اقامتها رابطة مصطفى جمال الدين وتصدر الكاظم المشاركين بنصه القصصي "رائحة الغروب في حزيران" فيما حاز القاص والروائي علي لفته سعيد ثانيا وحصل يحيى السعيدي على الجائزة الثالثة . وقد تنافس اكثر من 350 قاصا للحصول على مراتب الجائزة التي اطلقت في مارس الماضي
الثلاثية الكاملة للشاعر الأديب: وهيب نديم وهبة
الثلاثية الكاملة - مكتبة المنارة
العالمية
للشاعر الأديب: وهيب نديم وهبة
حين يسمو الإبداعُ، يتجلّى في أبهى صورِهِ. يتجدّدُ في
كلّ طَبعةٍ وطبعة، فكيفَ حين يَرتقي إلى مَصافِّ الحَداثةِ ما بينَ التّقنيّاتِ
العصريةِ والتّحديثِ، واستخدامِ التكنولوجيا لتقريبِ مضامين النّصوصِ؟
الآن، تحتفلُ مكتبةُ المنارةِ العالميّةِ باختتامِ تسجيلِ
الثُلاثيةِ بشقّيها العربيّ والعبريّ، ضِمنَ مشروعِها الإبداعيّ الحضاريّ، في تَقدُّمِ
أدبِ البالغين والناشئين وأدبِ الأطفال.
تحتوى هذه الثلاثيةُ على القصصِ التاليةِ للفتيانِ والفتياتِ:
عُلبةٌ من ذَهب، وَطنُ العصافيرِ، المطرُ. بصوتِ الرائعةِ عبير شاهين خطيب، التي نهيمُ
معها في عوالِمِ الخيالِ.. تجذبُنا بسحر وعذوبةِ صوتِها، القادِرِ على تقمّصِ جميعِ
شُخوصِ القصّةِ.
كنت قد نشرت سابقا، حين تمَّ تسجيلُ "عُلبة من ذَهب"
و "وطن العصافير"، مقالًا بخصوصِ القصّتينِ والمَكتبةِ، والقارئةِ المتألّقةِ
عبير شاهين خطيب. وهنا أقدّمُ المقالَ الخِتاميّ الأخيرَ لهذه الثّلاثيّةِ – قصةِ
المطرِ بالعربيةِ.
أَلْمَطَرُ:
قِصَّةٌ لِلشَّبِيبَةِ، تُغَامِرُ هَذِهِ المُحَاوَلَةُ فِي التَّحْلِيقِ الخَيَالِيِّ
"بَيْنَ الصُّحُونِ الطَّائِرَةِ -
وَرَجُلِ الفَضَاءِ القَادِمِ إِلَينَا".
الوَاقِعُ وَالخَيَالُ فِي حِكَايَاتِ الصُّحُونِ الطَّائِرَةِ، الَّتِي تطلُّ عَلَينَا وَتَخْتَفِي، مَا بَيْنَ الأُسطورَةِ وَالانجَازِ العِلْمِيَّ.
المَحَطَّةُ المِحْوَرِيَّةُ الأَكْثَرُ إِيثَارًا بِالنِّسْبَةِ لَنَا هُنَا كَمَجْمُوعَةٍ، "المُتَرْجِمَة والرَّسَّامَة وَأَنَا"، مِن أَجَلِ إِخرَاجِ عَمَلٍ إبداعيٍّ رَاقٍ، يَفْوقُ التَّخَيُّلَ وَالخَيَالَ. حَلّقْنَا عَالِيًا فِي طَبَقَاتِ السَّمَاءِ وَرِحَابِ أَرْجَاءِ العَالِمِ، وَجمْعَنَا لِلأرْضِ مَا يَمْنَعُ عَنَّا الحَرْبَ العَالَمِيَّةَ القَادِمَةَ.
كُلَّ مَا جَمَعْنَاهُ منْ مَحَطَّاتِ سفَرنَا الْمُتَخَيَّلِ يَنْكَشِفُ أَمَامَكُمْ، مَا بَيْنَ النَّصِّ وَالرُّسُومَاتِ الَّتِي تَتَشَكَّلُ لِأُوِّلِ مَرَّةٍ، مَا بَيْنَ اللَّوْنِ وَالرَّصَّاصِ، "قَلمِ الرَّصَاصِ"، وَبِالْمَجَازِ ابْتَعَدْنَا كُلِّيًّا عَنِ الرَّصَاصِ وَالْحَرِبِ وَالْإِرْهَابِ، وَوَحَّدْنَا الْعَالَمَ: تِلْكَ هِي الْمُفَاجَأَةُ!!
نَذْكُرُ هُنَا أَيْضًا أَنَّ بَطَلَةَ الْقِصَّةِ سَارة. هَذِهِ الصَّبِيَّةُ هِي مُنْقِذَةُ الْعَالِمِ..
التّرْجَمَةُ لِلْعِبْرِيَّةِ وَالتَّدْقِيقُ
اللُّغَوِيُّ: بروريا هورفيتس. الرُّسُومَاتُ لِلطَّبْعَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَالْعِبْرِيَّةِ: سهاد عنتير طربيه.
إِصْدَارُ دَارِ الْهُدى، كفر قرع، 2015. وَبِدَعْمٍ مِنْ مُؤَسَّسَةِ "أَكوم".
رسالةُ الكاتب: أراد الكاتبُ وهيب نديم وهبة إيصالَ حزمةٍ من الرسائلِ الهامةِ للمجتمع
وللأطفالِ وللبشريةِ:
· الدعوةُ للسلامِ، أفضلُ الطّرقِ وأقصرُها، من أجل وقفِ
حمّاماتِ الدّمِ والكراهيةِ.
·
الحلمُ ببناءِ عالمٍ جديدٍ، يقومُ على أساسِ العدلِ، السّلامِ، الحُرّيةِ،
المحبّةِ، للأطفالِ دورٌ كبيرٌ. هم جيلُ المستقبلِ، حملةُ شُعلةِ الخيرِ، "هم أشجارُ المحبّةِ، الذين يبنونَ العالمَ الجديدَ"
ص 42. "هم الصغارُ الذين يبنونَ العالمَ الجديدَ، بالنسلِ
الجديدِ. النسلِ الجديدِ الذي يبني الحضارة، ويأتي بالحبِ والإنسانيةِ، بالعدلِ والسلام والحرية. النفوسُ الآن اعتادت على البغضاءِ والحقدِ، العالمُ
بحاجةٍ ماسّةٍ، إلى زراعةِ الثقافةِ الجديدةِ بزهرةِ الحبِّ والقلبِ، وبعدَها السّفرُ
إلى منطقةِ أشجارِ المحبةِ" ص 32.
· الدعوةُ للمحافظةِ على كوكبِ الأرضِ من التّلوثِ البيئيِّ،
تلويثِ المصانعِ الذي يفتكُ بالبشرِ والشجرِ.
· تشجيعُ القراءةِ والتمسّكِ بمُتعةِ مُلامَسةِ الكتابِ،
وقد وردَ ذِكرُ المطالعةِ وأهميةِ المكتبةِ مرتين في القصةِ، فوالدُ سارة طبيبٌ مثقفٌ يملكُ مكتبةً بيتيةً غنيّةً، فيها الكتبُ
النادرةُ والحديثةُ، وسارة تحبُّ القراءةَ.
· دعوةٌ مفتوحةٌ للعطاءِ من أجلِ الإنسانِ الساكنِ فينا.
الطبيبُ الذي قامَ بالمخاطرةِ بحياتِهِ وحياةِ ابنتِهِ من أجلِ إنقاذِ إنسانٍ لا
يعرفهُ، "أن تأخذَ دونَ أن تعطيَ، جريمةٌ، كأنك نصفُ إنسانٍ" ص 38. هنا يذمُّ الكاتبُ الإنسانَ الأنانيّ الذي لا يمدُّ يدَ
العونِ لأخيهِ الإنسان.
· ضرورةُ تنشئةِ الأطفالِ وتربيتِهم وسطَ بيئةٍ سليمةٍ،
تلك مسئوليةٌ يتقاسمُها الأبُ والأمُ.
· يخرجُ الكاتبُ ضدَّ استغلالِ الشعوبِ، من قِبلِ دولٍ مهيمنةٍ،
تقومُ بسلبِ ثرواتِ وخيراتِ الأممِ، فهنالك ضرورةٌ لإرساءِ الحقِّ والعدلِ وإذابةِ
الغبنِ الحاصلِ.
· ضرورةُ تقبّلِ الآخرِ، وسماعِ المُختلفِ عنّا واحترامِهِ،
لأنّ احترامَ الآخرِ يقرّبُ السلامَ بيننا، ويدحرُ الشرَّ.
· الانسانُ تركَ الجَمالَ والفكرَ والحبَّ
والرومانسيةَ، وأخذَ يلهثُ خلفَ المادّةِ التي تجرُّهُ نحوَ الهاويةِ.
· انتقادٌ لاذعٌ لسباقِ التسلّحِ بينَ الدّولِ والجماعاتِ.
هذه الأسلحةُ تفتكُ بالبشريّةِ وتدمُّرُ الكونَ، بيدِ الإنسانِ.
· تأثيرُ الإشعاعاتِ القويّةِ، وقواعدِ الاتصالِ على البشرِ،
فهي أحدُ أسبابِ انتشارِ الأوبئةِ والأمراضِ الفتاّكةِ، أمامَ عجْزِ الطبِّ عن
مواجهةِ ضحايا التكنولوجيا.
·
دعوةُ للكتّابِ إلى انتهاجِ طُرُقِ بابِ الخيالِ العِلمي، لأهميةِ الموضوعِ
في جذبِ الطّفلِ إلى عالمِ الأدبِ والقصّةِ، وتوسيعِ أفاقِهِ وفكرِهِ، كذلك هنالك
علاقةٌ وطيدةٌ بين العلمِ والتكنولوجيا وعالمِ الاختراعاتِ، وأدبِ الخيالِ العِلمي،
فكثيرُ من المخترعين والباحثين، يستلهمون أفكارَهم من قصصِ الخيالِ العِلمي، وما
كان أسطورةً قبلَ مئاتِ السنين أصبحَ حقيقةً لا تقبلُ الشّكَ.
· الاهتمامُ برعايةِ الطّفلِ اليتيمِ، الطفلةُ سارة ابنةُ العاشرة، يتيمةُ الأمِّ، والأبُ يرعاها برفقٍ وحنيّةٍ،
ويسهرُ على احتياجاتِها.
· قدسيّةُ مهنةِ الطبِّ، يشيرُ الكاتبُ إلى أهميةِ هذه
المهنةِ، وخاصةً في ظلِّ انتشارِ الحروبِ والمعاركِ في أجزاءَ كثيرةٍ من المعمورةِ،
وانتشارِ الأمراضِ الفتّاكةِ.
· يؤمنُ الكاتبُ بإمكانيةِ التعايُشِ بينَ الشّعوبِ، كما
سمحَ هو لأكثرِ من لغةٍ في العيشِ بحريّةٍ على صفحاتِ كتابِهِ المطر. لكنّه
يقرِنُ الإيمانَ بالعملِ "الحياةُ
لا تتوقفُ عندَ حدودِ التفاؤلِ، بل عندَ الرغبةِ المُطلقةِ في العملِ"
ص33.
· دعوةٌ لوقفِ القتلِ والحروبِ، جوٌ من اللامبالاةِ
من قِبلِ البشرِ والساسةِ، كأننا في مسرحيةٍ وتمثيليةٍ، "أني أشاهد على مرمى بصري، عشراتِ القتلى والدمارَ
وهدمَ المنازلَ. والطائراتُ تقصفُ بلا رحمةٍ، وتحرقُ الأرضَ، كأنّما نعيشُ
في عالمٍ من كرتون وليس من إنسان" ص37.
· ضرورةُ احترامِ حقوقِ الأطفالِ، وِفقَ العقودِ والمواثيقِ
الدوليةِ.
مكانُ القصّة: الكاتبُ لا يشيرُ إلى مكانِ وقوعِ أحداثِ القصّةِ على
الأرض، لكنّهُ في موضوعِ واحدٍ، بإشارةٍ ذكيّةٍ، يذكُرُ "كي يهبطَ السّلامُ من السّماءِ في بلادِ الأنبياءِ"
ص 34، هي إشارةٌ إلى بلادِنا.
لغةُ القصّةِ: الكاتبُ وهيب نديم وهبة، بارعٌ في تطويعِ اللغةِ، لتصبحَ
مثلَ قطعةِ حلوى لذيذةٍ على كلِّ لسانٍ يتذوقُ أدبَه، يوظّفُ اللغةَ الشِّعريّةَ
إلى أقصى الحدودِ، من تشبيهٍ واستعارةٍ، وبناءِ جُملٍ جديدةٍ بكريّةٍ مُبتكرةٍ، لا
تخلو صفحةٌ من الكتابِ، من جملٍ منسوجةٍ بذكاءٍ وتمرّسٍ، مجبولةٍ بأصابعِ الإبداعِ
والذوقِ الرّفيعِ.
وهيب وهبة، رائدٌ في تقديمِ لغةٍ جميلةٍ لأطفالِنا، يخدُمُ
اللغةَ العربيةَ، ويُثري قاموسَ القارئ.
مقتطفاتٌ مما كتبت شهربان معدي: قراءةٌ في كتابِ "المطر"
هذه الرائعةُ الأدبيةُ ذكّرتني بقصةِ سندريلاّ وكسّارةِ البُندُقِ مِن روائعِ القصصِ العالميّةِ، ولكنّ الفرقَ هنا، رغمَ
أنّ سارة
يتيمةٌ، كسندريلا ولكنها لم تحظَ، بعربةٍ ولا بيقطينةٍ
تتحولُ إلى عربةٍ، ولا بأميرٍ ينتظرُها في القصرِ الكبيرِ، ولم تحظَ بكسّارةِ بُندقٍ، كبطلةِ قصّةِ كسّارةِ البُندقِ، والتي
تلقّتها، مِن خالِها، كهديةٍ على شكلِ كسّارةِ بُندقٍ، تحّولَت فيما بعد إلى فتىً
وسيمٍ، تقعُ في حبّهِ، ويساعدُها على محاربةِ الشرِّ، ليحظى الاثنان بمدينةِ
الحلوى العجيبةِ.
سارة، سيّدةُ الأجيالِ القادمةِ، التي تقول: ص 38
"أن تأخذَ دونَ أن تعطيَ، جريمةٌ، كأنّكَ نصفُ إنسانٍ"، تعدّى حلمُها، أميرٌ وسيمٌ، يأتيها على حصانٍ أبيض! وبالمُقابلِ حظيَت برجلٍ حديديٍّ عملاقٍ، وهو يطيرُ
ويملكُ قوةً خارقةً، تجعلُهُ يجتازُ كلَّ الصعوباتِ والمشاكلِ المستعصيةِ، في سبيلِ
إنقاذِ كوكبِنا الغالي، كوكبِ الأرضِ! ويطلب مساعدةَ سارة لأنّها في نظرِهِ: سيّدةُ الأجيالِ
القادمةِ التي ستزرعُ زهرةَ المحبّةِ وتحوّلِها لملايينِ الأزهارِ، وتجعلُ كلَّ
أطفالِ العالمِ سُعداء.
سارةُ هي طفلةٌ تغفو في كلِّ فردٍ منّا، ويأتي الرجُلُ الحديدي، والذي هو ضميرُ
الإنسانِ المُبصِرِ الحيِّ، يوقظُها من سباتِها ويحملُها بينَ ذراعَيهِ، كفراشَةٍ،
ويحلّقُ معها بعيدًا، لترى عن كَثبٍ المَخاطرَ والكوارثَ التي ألمّت ببني الإنسانِ،
فتُبصرُ الدخانَ المتصاعِدَ مِن مصانعِ الأسلحةِ والتي دمّرَت خُمسَ مساحاتِ
العالمِ مِن الغاباتِ وتُبصرُ الصواريخَ الموجّهةَ للقارّاتِ، والأقمارَ الصناعيةَ
للتجسّسِ، وتُبصرُ الإنسانَ وقد تحوّلَ لحيوانٍ من حيواناتِ الغابةِ، الكلُّ يأكلُ
الآخرَ!
والكلُّ يتحدثُ عن السّلامِ.
سارة الفتاةُ الراقيةُ،
تتحدى كلَّ الصِّعابِ بمساعدةِ الرجلِ الحديديّ الطائرِ، وتحصُلُ على "عُلبةِ المطرِ" من كوكبِ "المطرِ" وباقةٍ من الضّياءِ
والحرارةِ من "كوكبِ الشّمسِ"، وزهرةِ المحبّةِ من "غابةِ المحبّةِ"، وتعودُ
لكوكبِها الغالي الأرضِ، الذي يدمّرهُ الإنسانُ بأنانيّتِهِ وجَهلِهِ وتَجاهلِهِ
لهذهِ النّعمةِ الإلهيّةِ التي خَصّ اللهُ عزَّ وَجلَّ بها الإنسانَ وشملَت كلَّ
الكائناتِ الحيّةِ على وجهِ البسيطةِ.
سارة رمزُ الأجيالِ القادمةِ، ستعودُ يومًا، بفضلِ التربيةِ الصالحةِ، الأبوةِ
الكريمةِ، والأمومةِ الطاهرةِ الواعيةِ، وبفضلِ المؤسساتِ العلميةِ والتربويّةِ
والثقافيّةِ الهادفَةِ والراقيةِ، التي تهتمُّ بالإنسانِ لا البنيانِ!
بالروحِ لا المادةِ!
ومعها ملايينُ الأطفالِ، "يحملون تاجَ الشّمسِ ومنارةَ المستقبلِ وأغصانَ السلامِ وراياتِ الفرحِ"...
كتابُ المطرِ، رسالةٌ إنسانيةٌ، تشقُّ فضاءَ الكونِ باعتراضٍ واضحٍ، على كلِّ
الأخطاءِ التي حدثَت وتحدثُ بالكونِ، كُتِبَ بلغةٍ فنيّةٍ رائعةٍ، عميقةٍ ممزوجةٍ
بالخيالِ العلميّ، تحيطُ الزمانَ والمكانَ بهالةٍ قدسيةٍ، تزيّنُها الحكمةُ
والموعظةُ وخطابُ الضميرِ، لتتحوّلَ إلى لغةٍ عالميّةٍ، تُمطرُ، قِيمًا وحبًّا
وسلاما، تنقذ كوكبَنا الغالي مِن قطعانِ الظّلامِ والدّمارِ والخراب.
كلمةٌ ختاميّةٌ للرسّامةِ سهاد عنتير- طربيه التي حلّقت في فضاءِ الخيالِ المجنّحِ وسافرَت على أجنحةِ الغمامِ مع
الشاعرِ الأديبِ وهيب نديم وهبة، في رائعتِه المطر. وقدّمت لنا أجملَ اللوحاتِ التي تبهرُ القلبَ والبصرَ.
مقتطفات مما كتب نايف خوري: المطر
إنّ من يطالعُ قصةَ المطرِ يظنّ لأولِ وهلةٍ أنّه يقرأُ
قصةً للأطفال أو الأولادِ، ولكنّ هذا الشعورَ سرعانَ ما يتبدّدُ حينما يتعمّقُ
أكثر في المعاني التي ترمِي إليها القصّة. تمامًا كما أصابَني حينَ قرأتُ قصةَ "الأميرِ الصغيرِ" التي
تبدو كقصّةِ أطفالٍ، ولكنّها قصةٌ في الأدبِ العالمي للكاتِبِ الفرنسي المُبدعِ
أنطوان دي سانت أكسوبيري. وكانَ الكاتبُ اللبناني المعروفُ يوسف غصوب قد ترجَمَها
إلى العربيّةِ عن الفرنسيّةِ، إضافةً إلى ترجماتٍ أخرى ظهرت فيها.
ولا بُدّ من مقارنةٍ بين الأميرِ الصّغيرِ والمَطرِ خاصةً
أنّ الشّخصيّاتِ الرئيسيّةِ مُتماثِلةٌ في تفكيرِها، ومُتشابهةٌ في حَرَكتِها
وأهدافِها. فإلى أيّ مدىً تمكّنَ الكاتِبُ وهيب وهبة من مُخاطبةِ الأولادِ والشّبيبةِ
والبالغين، تمامًا كما خاطبَ كِبارُ الأدباءِ جماهيرَهم؟
عندما تُطالع المَطرَ تظنّ نفسَكَ واقفًا أمامَ مشهدٍ سمَاويٍّ،
تحيطُ بكَ هالةٌ من النورِ والبَهاءِ والغموضِ، وتعتقدُ في قرارةِ نفسِكَ أنّك
قرأتَ كتابًا يتضمّنُ قصّةً عاديّةً مِن قصَصِ الأطفالِ، وتخالُ ذاتَك سابحًا مع
الكاتِبِ وشخصِيّاتِهِ، مِن إنسٍ ونباتٍ وحيوانٍ وأرواحٍ، وأنّكَ أدركتَ أبعادَهُ
ومَضامينَه. ولكن تشعُرُ في ذاتِكَ ما يَدفعُكَ إلى القراءَةِ مرّةً ثانِيةً وحتى
ثالثَةً، دونَ أن تمَلَّ أو تضَعَ الكتابَ جانبًا. فإنّهُ يشدّكَ ويَجذِبُكَ معه
من الغلافِ إلى الغلافِ، تتنفّسُ معه وتَشعُرُ بشعورِهِ وتكتَشِفُ في كلّ صفحةٍ أنّكَ
ترى نورًا آخرَ، ومفهومًا آخرَ، ومعنًى آخرَ لكلِّ صفحةٍ وسَطرٍ وجُملةٍ وكَلمِةٍ.
إنّ هذا الانسيابَ مع القارئِ في إبداعيّةِ المَطرِ
سرعانَ ما يحملُكَ على عربتِهِ المُطهّمَةِ، ويسيرُ بك في الغاباتِ، فوقَ السّهوبِ،
ويبلغُ بكَ أعلى القممِ ثمّ ينحدرُ معكَ ساقطًا كالمَطرِ على أرضٍ عطشى إلى السّلامِ
وإلى الأمنِ والاستقرارِ وهدوءِ الكونِ.
إنّها سارةُ ذاتُ الاسمِ على المسمى، التي تبعثُ السرورَ
والفرحَ والابتهاجَ في القلوبِ، والتي تكتشفُ وجهَهَا النّازلَ من السّماءِ نزولَ
الوَحيِ على الأنبياءِ. إنّ سارةَ التي تحاولُ إنقاذَ الإنسانِ، كلِّ إنسانٍ، من
الشّرورِ والحروبِ والوَيلاتِ والجوعِ والعَطشِ والدّمارِ، تجدُ الكوارثَ تحيطُ
بالإنسانِ وهو لا يفعلُ شيئًا لإنقاذِ نفسِهِ، ولا لإنقاذِ دُنياهُ ولا حتى مُستقبلِهِ
المتمثلِ بمستقبلِ البشريّةِ. إلى أين نحنُ سائرونَ، أإلى الهاويةِ التي لا قرارَ
لها؟ أم إلى جحيمِ الفناءِ وغياهِبِ النّسيانِ؟
إنّ الرجلَ الطّائرَ هو الرّوحُ الهائِمَةُ التي تقفُ
بالمرصادِ لضمائِرِ البشرِ، إنّهُ الضّميرُ المُتحرّكُ الذي يدعو إلى الإخلاصِ
والصّدقِ ويحثّ إلى العملِ والجهدِ وعدمِ الخمولِ والكسلِ. إنّه لا يحقِدُ ولا يَكرَهُ
بل هو رسولُ سلامٍ ووئامٍ، مبعوثُ ودٍّ وصداقةٍ، مندوبُ تقارُبٍ وحسنِ جوارٍ.
·
الْمَطَرُ – إصدارُ دارِ الْهدى كفر قرع – 2015- وَبِدعم مَنْ مُؤَسَّسَة "أكوم".
التّرجمةُ للْعبريّةِ والتّدقيقُ اللّغويّ: بروريا هورفيتس - الرّسوماتُ للطّبعةِ الْعربيّةِ والْعبريّةِ: سهاد عنتير - طربية
التّرجمةُ للْعبريّةِ والتّدقيقُ اللّغويّ: بروريا هورفيتس - الرّسوماتُ للطّبعةِ الْعربيّةِ والْعبريّةِ: سهاد عنتير - طربية
· ضمنَ مشروعِ
أدبِ الصّغارِ والشّبيبةِ، صدرَ للْمبدعِ وهيب وهبة الْكتبُ الْآتيةُ:
الطّبعاتُ الأولى:
أميرةُ الفراشاتِ-
1996- كتابُ الْأبوابِ-
2002 – علبةٌ منْ
ذهبٍ– 2009 – علبةٌ
منْ ذهبٍ
-
بالْعبريّةِ - 2012- وطنُ
الْعصافيرِ - 2014 - بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْعِبْرِيَّةِ -
الْمَطَرُ – إصدارُ دارِ
الْهدى كفر قرع – 2015 - بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْعِبْرِيَّةِ.
· وعشراتُ المْؤلّفاتِ الشّعريّةِ والمْسرحيّةِ للْكبارِ بالْعربيّةِ والتّرجماتِ الْعالميّةِ.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)