درجة الامتياز لماجستير حول
" أدب الطفل عند يعقوب الشارونى "
بعد مناقشة رسالة الماجستير المُقدمة من الباحثة " هبة عبد الفتاح " ، حول " أدب الطفل عند يعقوب الشارونى " ، قررت لجنة المناقشة المكونة من أساتذة قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة عين شمس ، منح درجة الماجستير للباحثة بدرجة ممتاز ، وذلك صباح الاثنين 22 مايو 2017 .
تكوَّنت لجنة المناقشة من أ . د . محمد يونس عبد العال الأستاذ المتفرغ بقسم اللغة العربية ، مشرفًا ورئيسًا ، و أ . د . عبد الناصر حسن محمد ، الأستاذ بقسم اللغة العربية ، عضوًا مناقشًا ، والدكتور شريف الجيار ، الأستاذ المساعد بكلية الآداب جامعة بنى سويف .. عضوًا مناقشًا .
وجاء فى نتائج الرسالة أن أعمال الشارونى القصصية تضمنت صبغة فنية إنسانية عالية ، تمثلت فى إحساسه الرفيع بمشاعر الأطفال فى حالاتها المختلفة من حزن أو فرح .. ألم أو حيرة .. خوف أو عجز ، كما تمثلت أيضًا فى قدرته على التعبير عن تلك المشاعر ، ووصفها بدقة وشفافية وكأنها صادرة عن الأطفال أنفسهم ، ومن هنا جاء الإحساس بصدقها والتأثر الكامل بها .
- كما جاء التعبير عن واقع الأطفال محورًا هامًّا بنى عليه الشارونى العديد من موضوعاته ، حيث تناول مشكلات الأطفال فى مصر مثل عمالة الأطفال ، وأطفال الشوارع ، والتسرب من التعليم ، والعنف البدنى ضد الأطفال ، فحملت كتاباته شكاوى الأطفال وأنينهم الموجع ، وإن لم يعلنوه شفاهة أو يصرحوا به .
- كذلك اشتملت أعمال الشارونى الأدبية على كنوز معرفية تتسلل إلى القارئ فى انسيابية ويسر ، فجاءت الحصيلة النهائية من المتعة الممزوجة بالمعرفة المناسبة ، وبالفائدة التى تجد مستقرًا لها فى عقل القارئ الصغير ووجدانه .
- وإن موضوعات القص تشبعت برسائل أخلاقية إيجابية ، تضافرت كمجموعة فريدة مع الفن وليست على حساب الفن من القيم ، تمكن الشارونى من توظيفها داخل نسيج قصصه وحكاياته للصغار ، فبرزت فى صورة للنموذج الأدبى المتميز .
- وإن الشارونى سعى إلى بناء عقل الطفل على أسس علمية متينة البنيان ، من خلال تقديم مواقف وأحداث درامية مصاغة بصياغة أدبية شديدة الإثارة والتشويق ، فى نماذج قصصية جاء أبطالها من الصغار الذين يتمتعون بالحكمة والذكاء ، ويواجهون مشكلاتهم بعقلانية يتميزون بها أحيانًا على الكبار ، مما يدعم لدى الأطفال أساليب التفكير العلمى فى مواجهة المشكلات ، مع التسلح بالتفكير العلمى ، والاستفادة من خبرات الكبار .
- كما نجح الشارونى فى التنويع بين شخوص أعماله الأدبية ، فتارة من عالم البشر ، وتارة أخرى من عالم الطير أو الحيوان أو النبات ، فجاءت متنوعة ثرية فى صفاتها وأفعالها ، قادرة على القيام بدورها المنوط بها خير قيام .
- كذلك تخطى الزمان والمكان لدى الشارونى وظيفتهما المحددة داخل القص ، ليكتسبا أبعادًا أخرى كانت ذا أهمية فى إضاءة جوانب القص ، والكشف عن مضامينه العميقة .
- وقد جاءت القراءة التأويلية للأعمال الأدبية لتكشف عن جوانب وأبعاد لا تقل جمالاً عن القراءة الأولى ، وتكشف عن قدرة الكاتب على وضع علامات ورسائل للقارئ على مدار الحكى تُعينه على كشف الوجه الآخر للنص ، وما يحمله من مضمون أكثر عمقًا ورسالة أكثر بُعدًا .
- كذلك حملت خطوط السرد المحكمة نبض الأحداث ، وتفاعلات الشخصيات وردود أفعالها إزاء المواقف المختلفة ، مما أدى إلى تماسك البناء الفنى ، وغناه بعناصر المتعة من إثارة وتشويق وصراع ثم عُقدة وحل ، فأحكم الكاتب بذلك بناءه الدرامى ، كما أحكم قبضته على تلك العلاقة التواصلية الخفية بين المتلقى والنص .
- وقد اتسمت لُغة الشارونى بالبساطة والحميمية ، التى تعدُّ من أهم سمات كاتب الأطفال الناجح ، برز ذلك فى قدرته على التعبير عن أصعب اللحظات الدرامية وأهم القضايا التى يتناولها بألفاظ بسيطة وقريبة من الطفل ، فلم يشعر القارئ أن هناك حاجزًا بينه وبين النص الأدبى ، بل انساب فى الحكى وعايشه لحظة بلحظة ، فتمت الأُلفة ، وتحققت المصداقية التى ميزت أدب يعقوب الشارونى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق