بقلم: آيه حرب
في الصباح كانت الشمس تسطع في الافق تنير السماء، في منزلهما الصغير كان الحديث ينساب بينهما كعادتهما طوال السنوات ، حينها اعترضت الفتاه الحديث وقالت " أنا أحبك يا أمي كما كنتي تحبي جدتي ولا أريدك ان ترحلي كما رحلت هي .. أريدك أن تحيي ما حييت فأنا بعدك يا أمي لن يجد أحد للفرح عندي متسع ولا للرجاء مكان ..
- كانت الام هادئه باسمه حين ردت علي طفلتها بلين وصبر " وما ضيرك إن رحلت....إني ولابد راحله إن لم يكن اليوم فهو الغد. ما الفرق إن رحلت بعد دهر أو بعد عام او حتي بعد يوم... أوليس ذلك إلا دأب الحياه وسنه العالمين ..لا إرداه لنا إذ أتينا ولا خيار أمامنا وقت الرحيل .. ولكن ما بين هذا وذاك هو مربط فرسنا وقلب القصيد . اترانا نضيعه فيما رحل ونترك كل جميل حضر .
لا تكوني كالضائعه أحلامهم ...من لليأس الي قلوبهم الف سبيل... من يتشبثون بأشباه الذكريات وأنصافها. وكل ما كاد يسلبهم العمر لولا زواله... وبزواله فجر لو يوقنون قريب.
........
وفي مكان بعيد جلست سيده تسترق النظر لطفلتها التي تلهو وسط الامواج في مرح كبير. يعبأ روحها نسيم البحر وضحكات الصغيره العاليه وكتبت
"وأما عني .... فلا ينقصني سواك سلام عليك وعلي أيامك التي أشرقت العمر وأضاءت في قلبي الأفق والسماء.. وسلام علي الغياب الذي الذي قلتي قديما أنه ليس لنا للفرار منه سبيل ..أردت أن أخبرك أنكي حاضره رغم أنف الرحيل.. فلذكراك حلاوه وإن طال أمدها لا تمنحي ولأحاديثك رونق وإن مرعليه الزمان لا يزول.. . أنا صغيرتك التي بعد أعوام كثيره لم تكبر . وكيف تكبر من في عينيها بريقك ..في قلبها مرحك ..وفي بدنها وهجك و عليه شمك...لازلت أذكر أخر ما كان بيننا من حديث .. يمر علي مسمعي وكأنه كان بالأمس القريب .. أنتي المحقه دوما وانا كنت المخظئه .. إن كنا حتما راحلون فلم الهلع والفزع وما شأني انا بالميعاد .. قد وعييت الدرس كاملا وفي الأوان .. أنا كما أردتيني قويه لامعه....ضاحكه مستبشره.. . لا يقسم قلبي وجع .. ولا يقصم ظهري قدر ... ولا يحتم علي الحزن مصير...تسلمت شهلدتي الجامعيه وناقشت رسالتي .. سافرت كثيرا اكثر مما حلمنا سويا ..وعملت كثيرا ..نهلت من الدنيا يا امي وسأنهل فما زال في جعبتي الكثير ...وكيف لا تخضع الدنيا لي وانا علي دربك أسير .!!!
لشبابي بهرج كما تعلمين جميل.. ولقلبي صخب كصخب قلبك مداه بعيد.... يقولون أن في قلبي نور وفطنه وفي عيني فراستك وحبك للحياه الكبير .. اذكر يوم شيعتك سرت معهم قويه أبيه ...أخذت ألسنتهم تلوك....يستنكرون مني الصمت و يستكثرون الصبر الجميل... حمقي يحسبون أن الحزن بالنواح والعويل !
.
وفي الليل وفي كل ليل .. بعيد عن الاعين وعن النائمين ...كم هاج حنيني اليكي واستعر... كيف لا وأنتي الحبيبه والملهمه والوطن!!!!... وهل يستوي حبا في الحياه يا أمي مع حبي لك الأول!!!
وأما عن رفيق الرحله الحبيب والشريك... فقد وجدته أخبرني يومها أني أضات العمر ... وختمت علي قلبه بالحب فتزين الطريق ... أحبه وأحبك بقدر حلاوه الأيام التي جمعتني بكما ... في ليله عمري يا أمي ... في ثوب زفافك قد رفلت ..وبعدها طفلتي الاولي وضعت . .. هي أمامي الآن تضاحك الامواج لا تكف ابداعن اللهو وعن المزاح ..يبدو أن في ارثها دمك ومرحك... أري في عينيها أمتداد العمر وبين طيات ضحكاتها هدأه القلب وهناء الضمير... فهي يا أمي لي ثمرتي والجزاء الجميل.. ينتظرها يوم عرسها ثوبك ذاته وأمانيك الحالمه ورحب الحياه العريض ."
وضعت رسالتها في زجاجه واحكمت اغلاقها .. ألقتها في عرض البحر وهي تعلم أن كل رسائلها التي ترسلها ستصل ،وأن الرسائل من الاساس خلقت لكي تصل .
وقبل ان تزج برسالتها وسط الامواج كانت قد ختمتها قائله " وانا لازلت أؤمن بالنهايات الجميله والأقدار السعيده وأني اعلم المجد .للقادرين ... الذين رغم العثرات لازالو يمهدون للفرح كل سبيل و ينتزعون من براثن الحياه حلو المصير."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق