بقلم: محمود سلامة الهايشة
منذ أن تم تحدث نظم امتحانات الثانوية العامة المصرية مع بداية الألفية الثالثة، من اجعلها عامان (الصفين الثاني والثالث الثانوي)، وإقرار نظام التحسين ودخول الطالب/ة أكثر من مرة لأداء الامتحانات لتحسين مجموعة، وحصول الطلاب على مجموعة أكبر من 100% بسبب وجود مواد تسمى المستوى الرفيع، ثم تم إلغائها لعدم منطقية حصول أي طالب مهما كان عن أكثر من الدرجة العظمي لمجموعة الدرجات الكلية، ثم تم إلغاء نظام التحسين، وبعده نظام العامين للعودة لنظام العام الواحد، ثم جعل الثانوية العامة ثلاثة أقسام بدلا من قسمين فأصبحت أدبي وعلمي علوم وعلمي رياضية، وقد أصبح الإعلان عن النتيجة إلكترونيا عبر موقع وزارة التربية والتعليم على الإنترنت، وبالتالي فتح باب التظلمات الالكتروني، حيث يستطيع الطالب/ة الدخول وتقديم تظلم في مادة أو أكثر، ثم عمل حوالة بنكية باسم كونترول الثانوية العامة، والتي كانت 100 جنيه نظير إعادة تصحيح المادة وقد أصبحت في نهاية العام الدراسي 2016/ 2017 وبعد رفع الدعم عن المحروقات 110 جنيه، فيتم تحديد يوم وموعد للطالب وولي أمره للحضور لمقر الكونترول للاطلاع على ورقة الإجابة ومقارنتها بنموذج الإجابة.
كنت دائما أقول لنفسي لن يحدث جديد، ولن يحصل أي طالب من هؤلاء على أي درجة، أو حتى نصف درجة، وكل هذه الإجراءات مضيعة للوقت والجهد والمال، إلى أن خضت بنفسي التجربة بصحبة أن أبناء زملائي بالعمل، والذي تقدم بتظلم بمحافظته دمياط ودفع 220 جنيه نظير إعادة تصحيح ورقتي اجابة مادتي الفيزياء والأحياء، حيث أنه كان بقسم علمي علوم، دخلت معه والدته لإحدى فصول التصحيح بالكونترول بمدرسة المنصورة الإعدادية بنين (الأميرية سابقا، والتي تأسست عام 1835م)، وكنت انتظرهم بصحبة زميلي والد هذا الطالب، وبعد مرور أكثر من ساعة، خرجوا علينا وهم يحملوا درجتين، درجة من ورقة الفيزياء "سوء تجميع" وأخرى من ورقة الأحياء "سوء رصد واحتساب"، فقلت لنفسي: فعلا هناك الكثير من خريجو الثانوية العامة يظلمون ويدخلوا كليات غير الكليات، وهناك من يأخذ حق غيره، ومنهم من تتغير مسيره حياته بسبب درجة واحدة أو حتى نصفها، أو يكون نصيبه في كلية بجامعة بمحافظة ومدينة بعيدة آلاف الكيلومترات عن محل سكنه.
وهذا الموقف المتكرر، يدل على أن هناك آلاف مألفه قد ظلمت طوال عمره شهادة الثانوية العامة على مر السنين، الإشكالية الآن .. أن وزارة التربية والتعليم في كثيرا من الأحيان تتعنت وترفض احتساب ما ثبت من درجات لصالح الطالب/ة، وتدفعه وولي أمره للجوء للقضاء لإقامة قضية بالمحكمة، وبعد مرور عام دراسي كامل يكون قد قضاه هذا الطالب المظلوم بإحدى الكليات، وقد علمت بأن زميل آخر قد كسب مثل هذه القضية العام الماضي، بعد أن تعنتت وزارة التربية والتعليم في احتساب درجتين لابنه الذي قضى عام دراسي كامل بكلية الصيدلة، وبعد أن كسب القضية، انتقل هذا الشاب من كلية الصيدلة لكلية الطب، ليبدأ مشواره الجامعي من نقطة الصفر بعد أن ضاعت سنة كاملة من عمره!!
فما المقصود من مثل هذه الاجراءات العقيمة؟، فمن أعاد تصحيح ورقة الإجابة هي وزارة التربية والتعليم، ومن قد المستندات الدالة على وجود درجات لم تحتسب لهذا الطالب أو ذاك هي نفسها وزارة التربية والتعليم!!، فتلك المسألة في غاية الخطورة تصيب قيم الولاء والانتماء الوطني لدى هؤلاء الشباب الصغيرة والذي مازال في مقتبل العمر بالعطب والتلف!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق