حسام الدين يحيى
أستيقظُ مبكرًا، أفتح نافذتي، تتسللت منها أشعة الشمس، أستنشق الهواء النقي كعادتي،يمتزج الهواء بدخان بارود المدفعية الإسرائيلية هذا الصباح . أستنشق ما يكفيني منه تنتهي مسامعي عند ضحكات طفولية، تأتي من نهاية الشارع ، تظهر فتاة صغيرة وبعض الصِبْيَةِ، يتبادلون القفز فوق حبلٍ مربوطٍ بين عمودين، يتعثر بعضهم، يضحك البعض الآخر .
تبتسم الفتاة للصبية في براءة ، تشاركهم المرح ،تبدو كأميرة متوجة، أو عروس البحر،حولها تلتف جميع الكائنات، لتشاهد روعة الخالق، يرتفع الصوت الهادر للمدفعيات الإسرائيلية، تمتزج بزقزقة العصافير وصوت مروحيات الأباتشي التي تقصف الحي ، ينتشر الدخان الرمادي الكئيب، يتشكل كألف شيطان يخرج من الجحيم، يلتهم كل ما حوله برائحته العفنة، أبتعد عن النافذة، أختبئ تحت الفراش، حتى ترحل المروحيات، يخيم الصمت على الحي، لا أرى من نافذتي الفتاة والصبية، تبدو بقعة حمراء والحبل المربوط بين عمودين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق