" قصه قصيره "
بقلم: آيه حرب
كان صباحا استثناءياً فقد بات فرحاً يحلم بلحظه اللقاء ،تأنق وتعطر وذهب اليها يسابق حتي خطاه ،وفي الموعد كان ساكنا ًبلا حراك يشاهد الثوره المتأججه في عينيها،سكنته الدهشه رغما عنه، متي كان الصراخ سبيلها اليه،متي أحتل كل هذا الضجيج الفراغ الذي بينهما ، شرد بعيداً عن ذاك العبث الذي تصدره بلا هواده ،كانت أشبه بالطفل الباكي الذي يفتعل الثوررات لينل من الحريه القسط ، او بالمراهق الثائر الذي لا يحتج علي شيء في عالمه عدا سلطه أبيه ، متي تمردت تلك الماثله امامه ؟ متي أنشقت عنه وقد كانت بالامس كالضلع المجاور لقبله ! عجز للحظات عن الفهم اختلط صريخها بدواخله ، كانت تهذي بكلمات لا معني لها لديه ، من تلك التي تقول ملل وأي ملل هذا الذي أصابها وقد كانت له عاشقه ، من تلك التي ترفض وصله وتدعي أن الملل احتلها وان العمربين يديه انصرف ، أي ملل هذا ؟ وكيف ينصرف العمر ولازالا في المبتدأ ، وإن حدث ماذا أذنب هو في ذلك، ألم يكن حتما سينصرف ، ماذا يضيرها إن أنفقا سويا أجمل سنوات العمر . أعدل ان يحبها ولا يري في الكون انثي سواها ثم تضجر هي لأن العمر معه انصرف ! أطوال تلك السنوات ألم يكن معها و قلبه علي أعتاب قلبها مقيم ! ، هواجسه تقتحمه تفرض نفسها عليه ، يشعر ان هناك من يحول بينهما ، شيء وراء ذاك الضجر الذي تدعيه ،من ذلك الغريب الذي يحس في نبرتها وجوده وبين عينيها ظله ، من ذا الذي لوح لها فأنساها العهد والوعد وأزاغ عينيها عن الطريق ،متي تسلل بينهما من الأساس وكيف يكن للغرباء بين المتحابين سبيل ، يعلم أنها مزيفه وأن صريخها ليس إحتجاجا عليه ، بل لانها تعلم انها خائنه وان ثمه اخر وراك كل هذا العجيج . بالأمس كانت تغزل الحلم ، وتغذي الصبر، وتعزز بينهما الوصل ، أياتي عليها اليوم وتطلب بنفسها أن يتركها ، بعدما كانت حب الأمس واليوم والغد وملؤ العين والقلب تصبح وهم ! كيف تناست أو نست العمر وحب العمر ! حين رأها كان كلاهما في مطلع الصبا ولم يتركها ابداً ولم يكن ليتركها ابداً لولا ذاك الغريب وهذا اليوم المُذل، يعلم أنها لازالت تحبه وأن ما أصابها ليس إلا غشاوه خُتمت علي عينيها و بعد فوات الأوان سوف تزول ، وأن هذا الغريب ليس سوي تمردا أبله ،محاوله منها للخروج عن مدارها وحبها المحتوم ، مُخظئه فذاك الطريق لم يكن يوما محتوم ،هي من أختارته بنفسها لنفسها ، ولم تحلم يوما بالأبتعاد ، بل كانت أقصي أمانيها أن تكون بقربه وأن تظل أمام رحب عينيه السفر وداخل مداراته الكثيره ترحل و تدور ، ذاك الملل الذي أصابها في غفله من الزمن ومنه هو من تسلل منه الغرباء الي حياتها ،ولا يعلم كيف تسمح هي بأن يحدث كل هذا وفي لحظه جنون تقف لتقرر أن تبتعد،ايحدث كل هذا في لحظه ملل! ،لو ترك نفسه علي سجيتها لحطم رأسها الصلب الذي لم يتجلي عنده إلا هذا اللحظه ،ولتركها جثه هامده لا تصلح له ولا لغيره ، أو فليهدأ و يكن عادلاً ويوسعها لطما حتي تنطفأ ثورتها الكاذبه التي لن تجلب لها سوي الندم ، ولكنه لم يفعل شيئا من هذا كله كان صامتا يحاول أن يخمد البركان الذي استوطن في روحه وأشتعل ، وفي لحظات السكون الأولي منذ أن اتي نراه قد سمح لباقه الورد التي كان احضرلها لها أن تفلتها يديه وتستقر منه أسفل القدم ، وسبقه خاتم زواجهما الذهبي فكان مقذوف إلي بعيد أمام عينها ، ولم يزد علي ما قالته سوي أن " أعلم أنه سيأتي يوما وتجترين من جوفك الندم ، وقتها وكما سأفعل الآن سأوليكي ظهري وأنصرف، فمن الأساس لم يكن يجدر بك غير الحسره والألم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق