اسراء يونس
الايروسية وهي من النتاجات الأدبية الحديثة التي ظهرت بعد حصار ثقافي طال أمده وهذه الظاهرة تسعى الى رفض النظرة الدونية الجنسية التي كانت تشيعها الثقافة الذكورية الرسمية. لذلك كانت سلاحاً بيد المرأة لمحاربة التسلط النصوصي الذكوري.
(الايروسية حضوراً وغياباً) كان عنواناً للدراسة التي صدرت ضمن سلسلة نقد من دار الشؤون الثقافية العامة للكاتبة وجدان عبد العزيز تبلغ عدد صفحات 213 صفحة من القطع المتوسط.
ان هذا الايروس هو الذي يمدنا بحب الحياة وعشقها وهو الذي يزين جاذبية الجنس الاخر ويشعل اللذة، فهو نار الجسد وشعلته العظيمة، وتتجسد طاقته بشكل مباشر في ممارسة الحب والجنس والنشاطات الحسية والنوعية مثل التذوق المرهف وسماع المهذب للموسيقى والتلذذ بالعطور حيث تنشط الحواس الخمسة وتمارس فاعليتها وامتلائها. وهذا ما يدعونا للتأكيد بأن الايروس "الايروتيك" هو المخزن الحسي للابداع ومنه تنطلق امواج الشعر والادب والفن ولكن عبر عمليات داخلية في غاية التعقيد.
ومن خلال الدراسة التطبيقية للكاتبة وجدت اجتماع سببين في ركوب هذه الظاهرة وملاحقاتها هما: اتخاذها وسيلة للشهرة او ردة فعل على التهميش والإقصاء الذي تعاني منه المرأة في هذه المجتمعات؟ ولاسيما امتلاكها للحب والجسد... وقد يجتمع هنا السببان معاً كظاهرتي الغياب والحضور وظاهرة الوطن هو الحبيب والحبيب هو الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق