2010/09/13

أحمد قرني يكتب: عن المهرجان السري لمسرح الطفل


مهرجان سري لمسرح الطفل!
هيئة قصور الثقافة تقيم لموظفيها مهرجانا لمسرح الطفل بالفيوم وسط تجاهل أدباء وكتاب الأطفال الحقيقيين.


ميدل ايست اونلاين
بقلم: أحمد قرني محمد
طالعت الخبر الذي نشره أحد المواقع الإلكترونية عن إقامة مهرجان لمسرح الطفل في قصر ثقافة الفيوم بمصر، ويدهش المرء أشد الدهشة حين يسمع فجأة عن أحد أنشطة الهيئة العامة لقصور الثقافة ـ وهكذا عودتنا ـ وكأن هذا النشاط قد ظهر إلى النور فجأة ودون خطة أو برنامج. فجأة هكذا ودون سابق إنذار يهبط علينا ـ نحن أدباء الفيوم ـ هذا الخبر من السماء. يسقط على رؤوسنا فيصيبنا بالحيرة.
هل هكذا تهبط المهرجانات على رؤوس الناس؟!
كيف تتجاهل الهيئة أدباءها ومبدعيها، فلم يُدع أحدٌ للمشاركة أو التنظيم أو الإعداد؟! برغم أن بالفيوم كتابا كبارا لأدب الطفل ومنهم الحائزون على أرفع الجوائز العربية والمصرية في أدب الطفل ونشاط المسرح، ومع هذا لا نرى ولا نسمع ولا نشارك، وكأن موظفي الهيئة يتعمدون أن تكون هذه الأنشطة سرية تدار تحت الأرض ويخطط لها في جنح الظلام، بحيث يخرج عليك فجأة مؤتمر هنا أو مهرجان هناك.

كيف يتم تجاهل أدباء الفيوم بهذا الشكل المهين؟! وكيف تتم إقامة مهرجان لمسرح الطفل دون أن يُدعى المهتمون بأدب ومسرح الطفل هنا في الفيوم؟!
لحساب من تُدار وتقام هذه الأنشطة بشكل سري يدعو لدهشة الجميع؟!
أنا أدعو الناقد د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة للتحقيق في هذا الأمر، ما جدوى هذه المؤتمرات وتلك المهرجانات إذا كان لا يُدعى إليها المهتمون بها ولا أبناء المحافظة التي تقام عليها. ما الذي يدعو الهيئة لأن تقيم أنشطتها بشكل سري؟ هل هناك ما يدعو لتلك السرية ليضيع في النهاية هذا المجهود الضخم الذي يُبذل وتلك المهرجانات التي تُقام. يضيع كل هذا هباءً وكأنه يقدم إلى موظفي الهيئة فقط ثم نصرخ لماذا ينصرف الناس عن أنشطة هيئة قصور الثقافة.
وأنا أدعو رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر ليلقي نظرة على جمهور الحاضرين، فلن يجد سوى موظفي هيئته الموقرين يملأون بكل فخر مقاعد المتفرجين. هذا هو حال كل أنشطة الهيئة نقرأ عنها فقط في الجرائد ونسمع عن نجاحها (الساحق) مثلما حدث هذا العام في محكى القلعة! مقاعد فارغة وأروقة خالية.
لماذا إذن تتعمد الهيئة أن تقيم أنشطتها بسرية فلا يُدعى إليها أحد من المهتمين؟!
لماذا لم يتضمن برنامج المهرجان مشاركة أحد من كتاب الطفل بالفيوم؟ هل هم سوءة يجب مداراتها؟! أم لأننا خارج العاصمة فلا يعترف بنا أحد؟
لماذا تصر الهيئة وموظفوها على قتل مبدعيها ونفيهم خارجها. ولماذا تقيمون مهرجانكم هنا على أرض الفيوم، إذا لم يكن لأدبائها وكتابها المتخصصين في الكتابة للأطفال وفي أدب الأطفال، دور.
وأنا أسأل رئيس الهيئة والقائمين على تنظيم هذا المهرجان السري: لماذا تنفقون كل هذه الأموال على موظفي الهيئة؟!
إن كل الأسماء المطروحة في المهرجان ملَّ الناس منها، ومللنا ظهورها في كل مكان. ألا يوجد في مصر كلها بطولها وعرضها كتاب أو أدباء غير هؤلاء (ولن أذكر الأسماء)؟
لماذا تصرون على تقديم وجوها مكررة معادة تسيطر على كل الأنشطة وتراها في كل مكان بل وتطاردنا حتى في أحلامنا!
إن هيئة قصور الثقافة تتعامل مع أنشطتها بالمقولة الشعبية (هم وانزاح) والمهرجان أو المؤتمر هم يجب أن ننزله من على أكتافنا لنرتاح وإكرام الميت دفنه، ونعلن بعدها في جميع الصحف أننا أنجزنا مهرجانا هنا أو مؤتمرا هناك (والعدد في الليمون).
وهل من المعقول أن يقام مهرجان لمسرح الطفل قبل بداية العام الدراسي بيومين أو ثلاثة والأسر كلها ومعهم أطفالهم ينصرف كل اهتماماتهم إلى العام الدراسي والاستعداد له.
هذا أمر عجيب ومدهش أن يختار موظفو الهيئة هذا التوقيت لإقامة مهرجان لمسرح الطفل؟ إلا إذا كانوا فعلا يريدون لأنشطتهم أن تكون سرية.
إذا كنا نتوجه إلى الطفل، وهذا هو همنا الحقيقي كان علينا أن ننتظر إلى ما بعد بداية العام الدراسي ثم وبالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم والتنسيق مع المدارس يدعى الطلبة والطالبات بشكل منظم إلى هذه العروض التي ستعاني في هذه الأيام بكل تأكيد من عدم الحضور إلا إذا كانت هذه هي نية الهيئة فعلا والقائمين على إدارة هذا المهرجان. وماداموا يريدون ذلك فقد نجحوا بذلك نجاحا عظيما. فقط كان يستوجب عليهم أن يريحوا عقولنا ويعلنوا منذ البداية أنه "المهرجان السري لمسرح الطفل بالفيوم" يعني حفلة من غير معازيم ولا متفرجين!

أحمد قرني محمد ـ الفيوم
كاتب وروائي حاصل على جائزة سوزان مبارك في أدب الطفل، وجائزة الشارقة في أدب الطفل وجائزة نادي القصة.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

يا أستاذ أحمد الأمر بسيط .. مهرجان الطفل السنادي سري علشان الطفل نايم ومش عاوزين إزعاج .. لحسن يصحى !!!!!!!!!!!