2013/02/18

كيف نُرسخ ثقافة الحوار ؟ بقلم / أحمد علي صالح محمد

كيف نُرسخ ثقافة الحوار ؟ 
بقلم / أحمد علي صالح محمد 
ربما نتق جميعاً علي أهمية أن يكون هناك حوار باعتباره الوسيلة الحقيقية والضرورية للتواصل مع الآخرين ، وليس الحوار ضرورياً للتعبير فقط عن الآراء ووجهات النظر المختلفة . وتعيش مصر هذه الأيام أخطر وأصعب مرحلة في تاريخ البلاد تلك المرحلة الانتقالية والتحول في السلطة ، وتواجه بلادنا معارك قوية وعصيبة من كل الأطراف ، فبعد مرور عامين على انطلاق ثورة يناير في الخامس والعشرين من يناير 2011م ، والتي رفعت شعارات (عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية ) إلا أنه لم يتحقق الكثير من أهدافها حتي الآن لأسباب عديدة من بينها ما تفعله جماعة الأخوان المسلمين من ممارسات لا تصب مطلقاً في صالح الوطن وذلك بإصرارها علي الحل الأمني بعيداً عن الحل السياسي  أو لم شمل الأمة والعودة مرة أخري لطريق الثورة وأهدافها بالحوار الوطني الحقيقي . فهل الديمقراطية هي إنفراد حزب معين بالسلطة دون تدخل أحد معهم وقيادتهم لسفينة الحكم بمفردهم ولهذا فشلت تلك الجماعة – حتي الآن - في إدارة دفة الحكم في البلاد .
أما القوى السياسية وخاصة جبهة الإنقاذ فقد انشغلت – أيضاً - عن أهداف الثورة ، وانفصلت عن الجماهير ولم تستطع أن تمارس دورا حقيقيا فاعلاً في الشارع ، وبالتالي انعدمت قدرتها على مواجهة حالة التشويه الإعلامي التي طالت كل من يطالب بتحقيق أهداف الثورة متهمة إياه بتعطيل عجلة الإنتاج وممارسة البلطجة . فلابد لهم أن يكونوا علي قدر كبير من الفهم والحنكة السياسية ويقدموا تنازلات ويذهبوا إلي المشاركة في حوار وطني جامع ويقدموا حلولاً قوية لإنقاذ الوطن وأن يطرحوا مبادرات عي مائدة الحوار والمحاولة مرات عديدة لإنقاذ الوطن فهم أيضاً يسيئوا للديمقراطية .
أما الطرف الثالث فقد ظل على الدرب وأصر أن يستكمل طريق الثورة ورفض أن ينساق في حسابات المصالح والمكاسب والمنفعة الشخصية ، إلا أن هذا الصمود لم يكن كافياً لتحقيق أهداف الثورة .

وإذا كنا نرسخ لثقافة الحوار بين القوي السياسية علي الساحة المصرية من أجل إنقاذ الوطن فلابد من تقبل الآخر ولا يكون ذلك إلا بتقديم المبادرات الحقيقية لإنقاذ الوطن ، وأن نعمل معاً يداً بيد لإصلاح الأمور في البلاد بالعلم ، بالإضافة إلي تفعيل دور المؤسسات الدينية في ( الأزهر والكنيسة ) لإصلاح الأمور . ولابد – أيضاً - من تغيير كلي وشامل في السياسات التي ينتهجها كلاً من رئيس الجمهورية ومستشاريه والحكومة الحالية تغييراً نلمس آثاره في الشارع المصري بأن نجد رغيف العيش أو أسطوانة البوتجاز أو السولار بسهولة ، وستتضح معالم هذا الحوار عندما يثمر عن نتيجة فعلية ومؤثرة ومنطقية ولا يكون ذلك إلا بالاستماع لأصحاب العقول الراجحة التي يهمها في المقام الأول مصلحة الوطن ويتقدم المعارضين والسياسيين الوطنيين القادرين علي لم شمل المصريين وتفعيل الديمقراطية والحرية في الدولة المصرية . 

ليست هناك تعليقات: