2013/02/27

كوز درة فى قاعدة ع الكورنيش ..بقلم: أحمد عزت

كوز درة فى قاعدة ع الكورنيش 
أحمد عزت
 قالت له وهى تتأبط ذراعه وكأنها طفلة صغيرة تتعلق بذراع أبيها أو أمها فتشعر بالأمان الأزلى:(انا بجد فرحانة النهاردة..)نظر اليها نظرة خاوية وهو يعبر بها الطريق ليصلا الى الكورنيش فقد وعدها منذ أسبوع بنزهة نيلية..وهاهو اليوم يوفى بوعده الذى كان يتمنى لو أنها قد نسيته..ولكن هيهات..فقد مضى الأسبوع بالتمام والكمال فاذا بها تتأنق وتعد عدتها للخروج...وعليه فقد وجد نفسه مضطراً للوفاء بوعده و أخذها الى النيل........حمد الله أن اليوم هو نهاية الأسبوع فالمواصلات كانت يسيرة فلم يتمخمضا الا قليلاً........استطردت كلماتها الطفولية الفرحة قائلة:(نفسى آكل درة مشوى يا حبيبى..)نظر اليها نفس النظرة الخاوية ولكنه غلفها بابتسامة اقتنصها من ذاكرته البعيدة فظهرت على أوداجه للحظة ثم اختفت سريعاً فى تلافيف الذاكرة البعيدة!!!...قال لها فى لهجة ناعسة:(حاضر..)تركها متجهاً الى بائعة الذرة وهى خلفه تنكمش على نفسها وكأنها تطلب الدفأ الذى افتقدته للحظات حينما سحبت يدها من تحت ابطه مضطرة ليشترى لها الذرة....... رجع اليها وهى ترقبه فى ذهابه وفى عودته وكأنها تراه لأول مرة ...فتمر بها الذكريات الخضرة حينما خطت بقلبها معه سطور العشق الذى مهره هو بتوقيع شفتيه فما لبثت أن غدت له وحده فأقسمت له وهى متوضأة فى محراب الحب المقدس بأنها لن تكون ما حيت الا له..له هو فقط...أفاقت من ذكرياتها على صوته الناعس يناديها:(الدرة يا مايسة..)........قضمت منها قضمة فشعرت بسخونتها تلهب شفتيها فقالت له فى بعض من الدلال:(سخنة قوى يا حبيبى..)قالتها وهى تنظر فى عينيه مباشرة وكأنها تنادى فيه رغبته ولكنه وبنفس النظرة الخاوية وبلهجتهه الناعسة التى تشعرها أحيانا بلامبالاته يقول:(أبداً..دى حتى كانت شاوياها قبل ما نوصل..)ثم قضم قضمة كبيرة من الكوز الذى فى يده أتت على البقية الباقية منه !!!ثم التفت يمنة ويساراً وفرك كفيه ثم انتفض واقفاً وهو يقول:(الجو برد قوى مش يالا بينا...) قامت على مضض قائلة وقدفارقتها الفرحة:(يالا..) وتأبطت ذراعه ولكن فى قوة أكبر وكأنها تعزى نفسها فى هذا الذراع.....قائلة له ولكن فى نفسها:(يا عمرى..أحبك وكفى

ليست هناك تعليقات: