2013/02/21

مسرحية "شركة التعاسة" للكاتب خيري عبدالعزيز تفوز بالمركز الأول في مسابقة ساقية الصاوي للمسرح 2013

   مسرحية "شركة التعاسة" للكاتب خيري عبدالعزيز تفوز بالمركز الأول في مسابقة ساقية الصاوي للمسرح 2013
 مساء أمس الأربعاء 20 فبراير، في مسابقة الساقية الأدبية والتي كان قد أعلن عنها في وقت سابق من 2012.. وقد شارك في الاحتفالية الكبيرة لإعلان النتيجة مجموعة كبيرة من النقاد من بينهم د.جمال العسكرى, د.عماد عبد اللطيف, د.يسرى عبد الله, كما شارك أيضا مجموعة من الشعراء من بينهم مصباح المهدى, سمير درويش, فؤاد حجاج, والكاتب المسرحى لينين الرملى, والروائى إبراهيم عبد المجيد, وأيضا حضر الاحتفال السيد محافظ القاهرة, الأستاذ علي الحجار, الأستاذ أحمد الحجار, والفنان أحمد شاكر..
    هذا وقد سبق لخيري عبدالعزيز فوزه في مسابقة الساقية للقصة القصيرة لعام 2012, كما فاز بالمركز الأول للقصة القصيرة في مسابقة صلاح هلال 2012, وتم التنويه بمجموعته القصصية "شجرة العنب" في أدب الطفل بمسابقة الشارقة للابداع لعربي 2012, وأيضا وصل للتصفيات النهائية "أفضل عشرين نص" بمسابقة الهيئة العربية للمسرح 2013 عن مسرحية "شُبيك لُبيك"..
 
مشهد من مسرحية "شركة التعاسة"
 
المشهد الرابع
 
(تدخل المكتب ساهمة وعلي وجهها حزن..)
هو: ما بك؟!..
هي : لا شيء..
هو: يفتح الكمبيوتر المحمول كتبت لك شيء..
هي: (في فتور) حسنا..
هو: (يتفرس فيها) بك شيء غير طبيعي اليوم..
هي: لم أعد أنام كما ينبغي..
هو: وأنا كذلك..
هي:اقرأ..
هو: كتبت خاطرتين صغيرتين سميتهما: عواء , وعطش..
هي: حسنا..
هو: "عواء"...
      "سهمها النافذ في أغوار أعماقه, حوله إلي كائنين: إنسان وذئب, يملأ الدنيا ضحكا نهارا, ويعوى شاكيا للقمر ليلا.."
هي: لست وحدك من يعوى ليلا!!..
هو: "عطش"..
      "الأرض العطشى امتلأت بالشقوق, والنهر الهادر - علي أحر من الجمر - ينتظر السد المتباطئ لينفتح علي مصراعيه.."
هي: من الأرض العطشى هذه المرة؟!..
هو: هنا ..(يشير إليها مداعبا) أنت الأرض العطشى!!..
هي: (تبتسم) وأنت النهر الهادر؟..
هو: بالتأكيد!!..
هي: والسد المتباطئ؟!..
هو: مخاوفك!!..
هي: وهل تقدر أيها النهر الهادر علي روي الأرض العطشى حقا؟..
هو: لا أحد يقدر علي ذلك غيري!!..
هي: وإذا كانت أرض بور مالحة!!..
هو: سيغسلها مائي المتدفق من ملوحتها حتى تغدو في لون السحب البيض..
هي: (تبتسم في مرارة) أنت متفائل جدا..
هو: ما بك اليوم؟!..
هي: فكرت كثيرا فيما بيننا..
هو: (ينظر لعينيها) ألم نتفق ونتعاهد؟!..
هي: (تهرب من نظراته) يبدو أنني استمرأت الخاتمة الطيبة وتعجلت الأمور..
هو: (يتغير وجهه) ما أسعدني!!..
هي: لقد جفاني النوم من شدة التفكير.. زوجتك تطاردني كلما أغمضت عيني.. (تشيح بوجهها) كما أنني لن أحتمل نظرات الناس إلي..
هو: بالله عليك دعينا من الناس..
هي: لسنا بمفردنا..
هو: سنذهب بعيدا..
هي: بعيدا أين؟!!..
هو: سنغادر إلي مدينة أخري.. حيث لا أحد يعرفنا.. ولا أحد يتتبعنا..
هي: وزوجتك وأبنائك؟!..
هو: سأتنقل بين هنا وهناك..
هي: يوجد أمر أخر..
هو: ما هو؟!..
هي: تيقنت من نفسي منه!!..
هو: ما هو.. تكلمي؟!..
هي: لن أطيق أن أراك قسمة بيننا!!..
هو: (ينظر في عينيها) إن كنت تحبينني حقا؛ فستحتملين..
هي: (تهرب بعينيها) لا أظن أني أقدر..
هو: يا لسعادتي..
هي: (بعصبية) أنت لا تقدر مشاعر المرأة..
هو: (منفعلا) لو أن هناك حبا حقيقيا لتجاوزنا كل المشاعر والعقبات.. ولكن يبدو أنني ضغطت عليك.. واستنطقتك ما لا تريدين..
هي: (بصوت خافت واهن) غير صحيح..
هو: (يشير لصدره بينما يتحرك مضطربا بضع خطوات) الحب الذي أنا غارق فيه حتى أذني يبتلع في جوفه كل ما يعترض سبيله.. (يلتفت إليها ويرمقها شذرا) ولكن قلبك ما زال مشغول بالأخر.. قوليها صراحة بلا مداراة..
هي: لا تظلمني!!..
هو: (يقترب منها, وبحدة) ماذا في قلبك إذن لي؟!!..
هي: هو نفسه ما في قلبك لي!!.. (يضحك ساخرا).. بالله عليك كف عن هذا.. لا تعذبني..
هو: (بمرارة) منذ عرفتك وحالي بائس.. وقلبي يئن.. وعقلي يكاد ينفجر من التفكير.. من أنت بالضبط.. وماذا تريدين مني؟!..
هي: (تبكي) لا أعرف غير أني بائسة.. ظلمت في مهد حياتها من زوج قاس لا يخلو من جنون..
 هو: (يرق لها) وها أنا افتح قلبي لك.. قلبي ينبض بحبك.. أنا النهر الهادر القادر علي غسل ملوحتك وعذاباتك.. أنا الوحيد الذي يشعر بك, ويستطيع أن يملأ قلبك بالحب والسعادة..
هي: علي حساب أخري!!..
هو: أنت وهي..
هي: لا تغالط نفسك..
هو: أقسم أنني أقول ما أنتويه!!..
هي: أنت معذور.. فأنت لم تذق الظلم يوما..
هو: زواجي بك لن يظلم أحدا..
هي: زوجتك لن تحتمل هذا..
 هو: لماذا أرخيت لي الطرف إذن, من قبل أن أصارحك, وبعدما صارحتك؟!..
هي: ...
هو: لماذا تتلاعبين بي؟!..
هي:..
هو: أنا واضح وضوح الشمس في السماء.. أنا لا أتسامر ولا أتسلي ولا أبغي حراما..
هي: أعلم..
هو: عندما وجدت قلبي ومشاعري يميلون إليك صارحتك.. وعرضت عليك الزواج بلا مواربة.. وما استشعرته من قبل من اهتمام وود وقبول, ثم من سعادة لا تخفي علي أقل الناس ذكاء كان يؤكد أنك ترغبين بي كما أرغب بك..
هي: وأنا حقا كذلك!!..
هو: ما بك إذن؟!!.. لماذا تتراجعين؟!.. ماذا أفعل الآن بقلبي الذي تعلق بك؟!!.. هل أنت ممن يتلاعبون بالقلوب؟!!..
هي: أرجوك..
 
هو: لماذا لم تتصد لحبي عندما عرضت عليك الأمر؟!!..
هي: ليتني فعلت..
هو: أتستكثرين علي نفسك السعادة؟!.. (يصمت, ويحدجها بنظرة) أم أنك تريدين الانتقام ممن أتعسك في (يضغط علي مخارج الحروف بغيظ وعصبية) وفيمن سبقوني؟!!..
هي: (تصرخ وتشيح بوجهها) أرجوك!!..
هو: (يضحك بسخرية) أتظنين أنني لم أفهم ولم ألاحظ..
هي: (تتسمر عيناها عليه كالمشدوهة)..
هو: لماذا يأتي من سبقوني يسألون عنك, وعيونهم تقول أكثر مما تقول ألسنتهم؟..
هي: من فضلك.. (تجهش بالبكاء.. صمت..)
هو: (يقترب منها متأثرا ببكائها) آسف.. أرجوك لا تبكي.. لا أحتمل دموعك.. إني أحبك.. إني بائس.. لست أدري ماذا أفعل.. لم يعد لي شاغل سواكي.. أفكر فيك طوال الوقت.. رسمت حياتي معك بأدق تفاصيلها.. فكيف أهدم كل هذا؟!.. كيف أنساكي؟!.. كيف أنسي الشمس الدافئة التي أشرقت علي حياتي الباردة المظلمة؟!..
هي: لقد أتعستك ونحن ما زلنا في البدء, وإذا تزوجتك فسوف تزداد تعاستك..
هو: (مترجيا) نتزوج.. نعيش الحاضر, ونترك الغيب لله..
هي: (تبتعد قليلا) طوال الأيام السابقة وأنا أفتش في قلبي عن قبس نور, فلم أجد إلا الظلام والوحشة.. قلبي صار خرابا.. قلبي لم يعد يصلح بيتا للحب..
هو: (يقترب, وبصوت متهدج منفعل) أنت الحب.. أنت لا تعرفين قدرك.. شيء ما بك مختلف.. ليس وجهك ولا جسدك.. ولا أي شيء من هذا القبيل.. ما بك يسمو علي كل هذا.. لك روح لم أر لها مثيل.. كل لفتة منك مختلفة.. كل همسة.. كل نظرة..
هي: سيمحو الزواج والعادة كل شيء..
هو: (بغضب مكتوم) ما هذا الإصرار العجيب علي التعاسة؟!..
هي: لأنه قد قيل لي مثل هذا الحديث يوما, ولم أجد إلا الشقاء!!..
هو: زوجك؟!.. (تهز رأسها) هو مجنون بلا ريب.. لم يقدر هبة الله له.. لم..
هي: (تقاطعه) دعك من هذا.. أريد شيئا أخر.. شيء نفسي تواقة له..
هو: ما هو؟!!..
هي: (تنظر إليه برجاء) أريدك أخ لي!!..
هو: (يضحك بمرارة) ليس أنا!!..
هي: أرجوك!!..
هو: محال!!..
هي: صدقني هذا سيدوم بيننا!!..
هو: (يهز رأسه) أنا لست أخيك.. ولا أقرب لك شيئا..
هي: أريدك أخ لي.. أرجوك.. لا أريد أن أخسرك.. أنت أيضا مختلف عن كل من قابلت..
هو: (ينظر إليها قليلا ثم يشيح بوجهه) يبدو أننا قد وصلنا إلي مفترق طرق!!..
هي: ماذا تقصد؟!..
هو: سأغادرك إلي الأبد!!..
هي: أرجوك لا تفعل!!..
هو: منذ عرفتك, وأنا كبندول الساعة.. أتأرجح بين السماء والأرض..
هي: التمس لي العذر.. إني تعسة!!..
هو: (يهز رأسه) ويبدو أنه قد أصابني نفس الداء!!..
هي: سامحني!!..
هو: سامحتك..
هي: حقا!!..
هو: من يحب لا يقدر علي الكره.. الوداع..
هي: (برجاء) إلي اللقاء..
هو: بل الوداع.. (يغادر.. تبكي)

ليست هناك تعليقات: