شعر : رعد موسى الدخيلي/ العراق
ألقيت في مهرجان مصطفى جمال الدين ـ نيسان 2015
إيهِ
بغــــدادُ ما تَرَي من جراحِ
تَضحكي
العُمْرَ، دونَ بوحِ النُوَاحِ
إيهِ
بغدادُ ؛ كانَ عمراً طويــــلاً
بالحضـــاراتِ
يزدهي بانفتاحِ
أَمْسُكِ
الخِصْبُ في زمـــانِ ربيعٍ
موسمَ الرَيْعِ دون جني الطِّـماح ِ
البســـاتينُ
لم تَعُدْ باســقات ٍ
والنواعـــيرُ لم تَدُرْ بارتيــاح ِ
كَسَّرَ
الدهر في الجنوبِ جفافٌ
بين قِحْطَينِ من طَــوَى السَّفَاحِ
جَفَّ
في (الهُــورِ) ماؤهُ والبرايـا
و(المشــاحيفُ) من أسى المَلاَّحِ
لاتَ
نخلاً يطــولُ ، زهوهُنَّ هزيلٌ
جُلَّ نخـــلاتِ أهلِنا بانبطاحِ
شاخَ
في الطينِ جَذْرُها وتســـافى
بَذْرُ إبذارِ مَنْ ذرى في الرِّيــاحِ
تاهــتِ
الأرضُ ، ما اعتنى كأبيهِ
عامِرُ الأرضِ ، في نـَوى الفَلاّحِ
بيضـــةُ
القِنِّ لم يَعُدْ يشـتهيها
قُفَّةُ البيضِ كسَّـــرتها المَساحي
والحِصَانُ
الأصــيلُ صارَ هزيلاً
حُطَّ سَرْجٌ عليهِ للمُســـتراحِ
صارَ
(cow boy)
.. مثلما مَنْ أناخوا
للذي حَلَّ في ربــــوعِ المَراحِ
فَقَّسَ
الغَدْرُ ألفَ صِلٍّ تَطَـــوّى
بالثعابينِ مِنْ فروجِ السِّـــفَاحِ
حيثما
جاءَ في الظَّـــلامِ ليخفي
هالـــةَ النورِ في لظى المِصْبَاحِ
أطلـــقَ
اللهُ شمسَهُ .. فتعالتْ
أُسْــدِلَ الليلُ باندلاعِ الصَّباحِ
حيثُ
لا حَوْلَ ..حَوْلُهُ كانَ أقوى
عندما صاحتِ الإماءُ : (جراحي)
أوشكَ
الصُّوُرُ في السَّـمَاءِ نشوراً
أذّنَ اللهُ في صَـــلاة ِ الفَلاح ِ
المناراتُ
كالنخـــيلِ تهاوتْ
لا أذاناً لآدم ٍ بالصَّــــلاحِ
مَلَّتِ الناسُ من عِـراكٍ مُريبٍ
مثلَ هابيلَ في حَسـودِ انزيـاحِ
لاتَ
جرماً يعيــــدُ فينا نبيّاً
ذَبْحُ ماضيهِ في شَنَارِ السـِّـلاحِ
لاتَ
جرماً يعيـــدُ فينا إماماً
أو وصيّاً هوى لنافي البِطَـــاحِ
كانَ
ما كانَ من أسىً .. من جراحِ
بَيْدَ بغدادُ لم تـَـبُحْ بافتضــاحِ
أثخنتها
الجــراحُ في كُلِّ عصرٍ
وَجْهُ بغدادَ مُشْرقٌ بالسَّــماحِ
يَألفُ
الخوفُ في القلوبِ ملاذاً
حيثما الصَّمتُ ينـزوي باقتراحِ
شـوكُ
بغدادَ في العراقِ ورودٌ
حزمةُ الحُزْنِ باقةٌ من أقــاحي
عيدُ
ميلادِ شـــعبِنا يتجلّى
دونما العيشُ في النظامِ المُطـاح ِ
عاشَ
بالعزِّ مِنْ جميـعِ النواحي
صَبُّ
بغدادَ ؛ ذا (شهيدُ) الكِفَـاحِ !
عادةُ العُرْبِ تزدهي بالسِّـلاحِ
يَزدهي
السيفُ في دماءِ الجراحِ
حامَ كالنَسْرِ في السَّما مُستَهاماً
بالجناحينِ
، دونَ خفضِ الجـناحِ
ضيغماً عاش .. صالها ، لم يبالِ
حومةَ
الموتِ في نزالٍ بســاحِ
إيه بغدادُ ؛ كم رأيتِ أضــاحي
كَمْ
على الليلِ من دجىً .. من نُبَاحِ
كَمْ على الصَّحوِ من قَتَامٍ مُدمّى
كَمْ
على الغيمِ من دماءِ الأضاحي
كنت بغـدادُ في نزيفِ الجراحِ
مثلما
الشمسُ في طلوعِ الصَّباحِ
أُفْقُكِ النـُّـورُ باحمرارِ الوِشَاحِ
فالأصيلُ
الحزيــنُ كالأفراحِ
عشعشَ الحُبُّ بيننا بانشــراحِ
بُلْبـُـلُ
الفجرِ في لَـمَى القِدّاحِ
غَرَّدَ الشَّدوَ في قُــرَى التُّفاحِ
بالمواويـــلِ
.. بالطِلاءِ المُبَاحِ
إيهِ بغـــدادُ ؛
قرّبي بارتياحِ
خمرةَ
السِّلْمِ من شفاهِ السَّــماحِ
وانشري الحُبَّ ؛ مثل ضوء الليالي
بين
أهليكِ في ظلام البِطَــاحِ
إمحِ ماكان .. من أسىً .. من جراحِ
وابدأي
العمرَ بالنعيم المُتـاحِ
تبَّ من جاءَ فاسقاً باجــــتياحِ
تبَّ من جاءَ في (جِهَادِ النِّكَاحِ) !
بغداد ـ2015/1436
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق