قصة قصيرة
اشرف عكاشه
واهنة
خطواتها وقد غادرها رنين خلخالها ؛ باعته في زمن القحط ، يتوسط البدر
السماء تناوشه أنوار الزينات، أصوات الـ ( دي جي ) تصفع أذنيها، تمصم
الشفاة وهي تجرجر قدميها نحو حجرة العروس مثقلة جفونها بالذكريات ...
قاسية
ضربة القدم على الأرض، عالية رنة الخلخال، يتوارى القمر خلف غيمة مرتعشة،
يتمايل عودها الضامر وهي تمر بين رجال الدار ، شمروا عن سواعدهم يشدون وثاق
الذبيحة..
- يا مرحبا يا خالة
- فين الصبية ؟
- بين الحـريم في الدار...
قاس
وخز عصاها للأرض، الطبول خارج البيت أتعبها رقص الرجال ، تدنو من قاعة
الحريم؛ فتلهج ألسنتهن بالترحيب المختلط بالغناء، وضحكات شهية تعبق الغرفة
بالمرح،
لكن
الضحكات تتوارى خجلاً أمام بكاء الصبية ونشيجها، تحاول الفكاك من أيدي
النسوة ، لكن أطرافها تيبست بنظرة واحدة من والدها الذي يقف بالباب، يشعل
سيجارته فيلمع حد الشفرة في يدها وقد توسطت ساقي الفتاة...
تنساب
قطرات من دموع القمر، فتعكسها حمرة المشاعل، لتبدو كأنها بقع لطخت ثوب
إمام الجامع وسط الرجال ، تحييه بابتسامة من عينها وهي تمر إلى القاعة
الكبري، يتضاحك الرجال من رفس الصبي وهو يحاول الفكاك قبل أن تصل إليه...
تركلها
صيحات العريس الرافضة لوجودها في الحجرة؛ فتنسل من عينها الذكريات ممزوجة
بدمعها، تتسلل من الباب، تطيب الأم خاطرها وتداعبها ساخرة من شباب هذه
الأيام ...
كان
الفتي بركاناً تسجنه غلالة من ثلج، كلما ثار ذابت الغلالة لتطفئ ما توَقد
من لهيب، يبحث عن عروسه لتفجر بركانه، لهيب تلك الليلة ينبعث من حرارة
الشوق الذي حفظته أستار العفة،
بعدها صار يبحث عن الدفء بين طيات الغطاء ...
يندفع صوب عشة العجوز يسألها المساعدة أو يفتك بها ،
حين دنا من العشة، يرمق طرف عمامة؛ هاله ما رأى...
اسيوط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق