صدور "مبدعون ومبدعات" للدكتور يوسف بكّار عن "الآن ناشرون
وموزعون"
عمّان-
صدر حديثاً عن "الآن ناشرون وموزعون" بعمّان،
كتاب "مبدعون ومبدعات" تراجم وتنويرات نقدية، للناقد والباحث
الدكتور يوسف حسين بكّار. وتأتي أهمية الكتاب من كونه يقدم دراسة اشتملت على جملة من
الكتاب والمبدعين الذين يمثلون المشهد الثقافي والأدبي في الأردن وفلسطين، في الشعر والسّرد والدّرس الأدبي . إضافة إلى اشتماله على تنويرات نقدّية تكشف ما في أعمال
المبدع أو المبدعة من سماتٍ عامّة في المضمون.
وتضمنت
الدراسة ثمانية عشر مبدعاً ومبدعة، من باقين وراحلين، من خلال التعريف بهم، وقدم
بكّار نبذة عن حياة الشخصيّات، ومسيرتهم العلمية والعملية، إهتماماتهم، وإنجازاتهم
الأدبيّة وعرج إلى إصداراتهم وتنوعها، والمجالات التي قد خاضوا فيها.
وتناول
بكار في إضاءة استهلّ بها كتابه أسماء الشخصيّات التي قال عنها: "لم أخترهم عمداً لأن ثمّة كثيرين غيرهم يستحقون
أن يكونوا بينهم، بل هم الذين كلّفت بإعداد سيرهم إعداداً موسوعياً من لجنة «قاموس
الأدب العربي الحديث» بإشراف الأستاذ الدكتور حمدي السّكّوت لتدرج في الطبعة
الثالثة منه (دار الشروق- القاهرة)".
المبدعون والمبدعات هم: إبراهيم طوقان، وإبراهيم
نصرالله، وإلياس فركوح، وأمجد ناصر، وتيسير سبول، وثريا ملحس، وحيدر محمود، وراضي
صدّوق، وسميحة خريس، وعبدالرحيم عمر، وعبدالمنعم الرّفاعي، وعّز الدين المناصرة،
وعيسى النّاعوري، وفدوى طوقان، ومحمد القيسيّ، ومصطفى وهبي التل (عرار)، ومؤنس
الرزاز، ويعقوب العودات (البدوي الملثم)". وعرض ملحقاً خاصاً ليعقوب العودات،
في ما يسمَّى الببليوغرافيا الموضوعيَّة المحدَّدة التعداديَّة الحصريَّة. والتي
عرفها على أنها: التي تكون تعداداً كاملاً أو ما يقاربه لما يكتب في موضوع
ما". لكن اعتبرها شاملة غير كاملة.
واشتمل
كل تقديم على جملة من المراجع والمصادر التي اعتمد عليها بكّار في البحث الذي أثرى
دراسته، لتكون سنداً للباحثين والنقّاد.
وكتب
الدكتور يوسف بكار على الغلاف الخارجي:" هذه التراجم لا تقف عند الترجمة التعريفية سيرةً وإنتاجاً حسب، إنّما
ترفدها بتنويرات نقدّية مهمّة كاشفة عمّا في أعمال المبدع أو المبدعة من سماتٍ
عامّة في المضمون والفنّ علّها تنبر معالم للمتلقين، ويكون فيها عون وفائدة
للباحثين والدّارسين والنقّاد. ناهيك بذكر أظهر المصادر والمراجع وأبرزها عن كلٍّ
منهم، التي تهدي،كذلك، إلى مصادر ومراجع أُخرى".
والمؤلف
هو يوسف حسين بكار، مواليد جسر الجامع، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في النقد
الأدبي، وهو ناقد وأكاديمي وباحث، له العديد من المؤلفات بلغت الواحد والستين
مؤلفاً، في النقد الأدبي القديم وفي الأدب الحديث أيضاً، والادب المقارن، وفي
تحقيق التراث، والترجمة من الفارسية وإليها، وله ما يزيد عن سبعين بحثاً ومقالة.
نورد
من مؤلفاته: "اتجاهات الغزل في القرن الثاني الهجري"، "بناء
القصيدة في النقد العربيي القديم (في ضوء النقد الحديث)"، "قراءات
نقدية، قضايا في النقد والشعر"، "في العروض والقافية"، "الأدب
العربي (من العصر الجاهلي حتى نهاية العصر العباسي".
وفي
التحقيق والببليوغرافيا، سبع أعمال نذكر منها: "قصيدة الناشئ الأكبر في مدح
النبي ونسبه"، "شعر ربيعة الرقي"، "شعر زياد الأعجم"، "شعر
إسماعيل بن يسار النسائي"، "عمر الخيَّام والرباعيات في آثار الدارسين
العرب".
وكتب
بكّار في مجال الترجمة، فكان له: "داستان من وشعر: ترجمة كتاب «قصتي مع
الشعر» لنزار قباني إلى الفارسية"- بالاشتراك مع المرحوم الدكتور غلام حسين
يوسفي، "سياست نامه (سير الملوك) لنظام الملك الطوسي"- ترجمة عن
الفارسية"، "كزيده
اى از شعر عربي معاصر". "ترجمة كتاب «مختارات من الشعر العربي الحديث»
للدكتور مصطفى بدوي"- بالاشتراك مع المرحوم الدكتور غلام حسين يوسفي.
وفي
التحرير: "جوانب من الحضارة الإسلامية"، "دراسات عربية وإسلامية".
ومن
مناخات الكتاب الذي جاء بالشراكة مع دار أزمنة، وابتدأ بالشاعر إبراهيم طوقان:
"ولد بنابلس في فلسطين عام 1905 في أسرة معروفة بالعلم والأدب والوطنيّة
والجاه، وتلقّى دروسه الابْتدائية بالمدرسة الرشاديّة فيها، ثم قضى أربعة
أعوام في مدرسة المطران بالقدس حيث تعرّف
على كنوز الأدب العربي، وجعَل يقرض الشعر".
إبراهيم نصر الله: "ولد إبراهيم علي إبراهيم
نصر الله في عمَّان، لوالدين فلسطينيَّين أُميَّيْن من قرية «الولجة» قرب القدس،
اقتُلعا من أرضهما بفلسطين عام 1948، لكنهما بذلا الكثير كي لا يعيش هو وإخوانه
الستة وأخواته الأربع في قسوة العتمة".
إلياس فركوح: "ولد إلياس جورج باسل فركوح في
عمَّان، وأنهى دراسته الثانوية متنقلاً بين عمَّان والقدس. حصل على ليسانس الفلسفة
وعلم النفس من جامعة بيروت العربيَّة. عمل في الصحافة الثقافيَّة، وشارك في تحرير
مجلة «المهد» الثقافيَّة التي كان يصدرها الشاعر الشعبيُّ الراحل سليمان عويس
بعمَّان".
أمجد ناصر: "غادر الأردن عام 1977 إلى بيروت لدراسة
اللغة العربيَّة وآدابها في جامعة بيروت العربيَّة، بيد أنه ترك الدراسة وانضم إلى
تنظيم فلسطيني مسؤولاً ثقافياً في مجلة «الهدف» عام 1978.انتقل من بيروت، بعد
محاصرتها، إلى قبرص، وعمل في الإعلام الفلسطيني كذلك.
تيسير سبول: "ولد تيسير رزق سبول في مدينة
«الطفيلة» جنوبيِّ الأردن في 15 يناير، كانون الثاني 1939 وكان أصغر إخوته، ومات
منتحراً بعمَّان في 15 نوفمبر ، تشرين الثاني 1973 ولـمَّا يُعرف سبب انتحاره
الحقيقي، وإن اختلفت التفسيرات بين صحيَّة وفكريَّة وسياسيَّة قوميَّة واجتماعيَّة
ونفسيَّة.
ثريا عبدالفتاح ملحس:"ولدت بعمَّان في عائلة
متديِّنة ثريَّة. أبوها من أصل فلسطيني نابلسي قريب وحجازي بعيد، كان سمحاً مؤمناً
بالحرية الفردية ومنفتحَ الفكر ومحبّاً للعلم، وإن لم تُتح له فرصة التعلُّم
المتقدِّم. وأمُّها «بنّا حجخان لمبز» أردنيَّة شركسيَّة كانت شديدة على أبنائها
السبعة وبناتها الثلاث، تهتمُّ بهم وتلاحقهم في متابعة الدروس، وإن كانت أُميَّة".
حيدر محمود: "ولد بقرية «الطّيرة» بقضاء
حيفا في فلسطين المحتلَّة، وهاجر مع أسرته إلى الأردن بعد نكبة عام 1948 واستقرَّ
في عمَّان حيث أنهى مراحل دراسته الابتدائيَّة والإعداديَّة والثانويَّة.
راضي صدّوق: "اسمه كاملاً محمد راضي صدقي
صدّوق. ولد بمدينة «طولكرم» بفلسطين في 11/2/1938، وتوفي بعمَّان في الأردن في
20/7/2010 ودفن فيها. والده من أسرة ملَّاكٍ، زراعيَّة من عشائر «الحويطات»،
ووالدته من الأسرة الدسوقية المصرية المتصوفة.
سميحة خريس: "ولدت سميحة علي خريس في عمَّان
بالأردن. درست المرحلة الابتدائية في قطر، ثم انتقلت إلى السودان حيث أنهت دراستها
الثانويَّة، ثم التحقت بجامعة القاهرة- فرع الخرطوم وتخرجت فيها بدرجة «الليسانس»
في علم الاجتماع عام 1978.
عبدالرحيم عمر: "غادر فلسطين المحتلَّة عام
1952 إلى الكويت، وعمل معلِّماً فيها حتى عام 1959، إذ أُبعد عنها لميوله
اليساريَّة بعد أن تبلورت ثمة مواقفه السياسيَّة وأضحت له علاقة متينة مع اليسار
كانت، كما يقول، السبب في مجموعة من المتاعب التي لازمته طوال حياته. وانتسب، في
أثناء وجوده في الكويت، إلى جامعة لندن".
عبدالمنعم الرِّفاعي: "التحق عبدالمنعم بالجامعة
الأمريكية ببيروت سنة 1931م، وتنقَّل بين تخصصات التجارة والعلوم السياسيَّة
والأدب العربي، وتخرَّج فيها عام 1937. عاد إلى عمَّان فعُيِّن معلِّماً للغة
العربيَّة في المدرسة التي درس فيها من قبل. التحق في أواخر عام 1938 بخدمة
عبدالله بن الحسين أميراً وملكاً".
عز الدين المناصرة: "للشعب الفلسطيني في حركاته
وتاريخه وروحانيته، وللمكان حضور بارز في شعره بشاعرية تنأى عن البكاء والعويل،
وتنماز بالنَفَس السردي والصبغة الملحميَّة والنزوع الدرامي، وتُعنى باليومي
البسيط بلغة مزاوجة، وفقاً لمقتضى الحال والموقع والموقف. يوصف بأنه مؤسس القصيدة
الرعويَّة الكنعانيَّة، والحداثة الزراعيَّة والحضاريَّة".
عيسى الناعوري: "كان- كما يبدو من سيرته الذاتيَّة
«الشريط الأسود»- عصاميّاً جدّاً، فقد عاش طفولة بائسة وحياة قاسية وهو طالب. عمل
في بداية حياته بائع «سندوش» ومشروبات غازيَّة، وعامل بناء، وحارس دير، وأجيراً في
مطعم. اتَّكأ على نفسه في العمل والتحصيل العلمي والتثقيف الذَّاتي".
فدوى طوقان: "ولدت بمدينة نابلُس في فلسطين
عام 1917، وتوفيت فيها في 13/12/2003، وهي من أسرة عريقة في الجاه والعلم
والوطنية. تلقَّت تعليمها الابتدائي بمسقط رأسها، بَيد أنها لم تكمل التعليم
الثانوي، ولم تدرس دراسة أكاديميّة لظروف اجتماعيّة قاسية حكتها في سيرتها الذاتية
وعدد من الحوارات معها".
محمد القيسي: "خرج مع أهله من فلسطين عام
الطَّرد (1948)، وتنقلوا في قرى فلسطينية إلى أن حطُّوا الرحال في مخيم «الجلزون»
عام 1950. تلقَّى تعليمه الابتدائي بمدرسة المخيَّم، والإعدادي في المدرسة نفسها
ومدرسة بيرزيت الحكوميَّة، والثانوي في رام الله، لكنه ترك الدراسة بعد السنة
الأولى الثانوية وعمل في مهنٍ شتَّى".
مصطفى وهبي التل: "قضى حوالي عشرين سنة من عمره
موظف دولة: معلماً في مناطق متفرقة في الأردن، و«مفتِّشاً» للمعارف لمدة قصيرة،
وحاكماً إداريّاً (مدير ناحية)، ومتصرِّفاً للواء البلقاء، ومأمور إجراء في إربد
وعمَّان، ورئيس كتَّاب محكمة الاستئناف، ووكيل نيابة السلط، ورئيس تشريفات في
«الديوان العالي» آنذاك. وقد اقترنت هذه السنوات من حياته بنوبات من العزل والطرد
والسجن والنفي في الداخل والخارج لأسباب شتَّى".
مؤنس الرزَّاز: "وُلد في السلط لأسرة
معروفة، وتوفي بعمَّان. تلقَّى تعليمه الابتدائي والإعدادي بمدرسة المطران
بعمَّان، التي كان يعشقها، والثانوي بدمشق التي رحل إليها مع عائلته عام 1965، ولم
يمضِ أكثر من عام حتى انقضَّ «الرِّفاق» على والده الدكتور/ الطبيب منيف، ففوجئ
بتلك الحركة/ الصدمة التي حفَّزته على الكتابة الإبداعيَّة فسجَّل خواطره في أول
عمل له عنوانه «مدّ اللسان الصغير في وجه العالم الكبير».
يعقوب العودات (البدويُّ الملثَّم): "ولد في
الكرك بجنوبيِّ الأردن سنة 1909، وتلقَّى تعليمه الأوليَّ بمدارسها. لما توفي
والده (حنّا العودات)، الذي كان أوَّل رئيس لبلدية الكرك في العهد العثماني،
اضطُرَّ للانقطاع عن الدراسة ليعيل أسرته، فمارس أعمالاً تجارية متواضعة، وعانى
شظف العيش وقسوة الظروف صغيراً؛ لكنه تمكن من أن يدرس على نفسه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق