2017/12/17

"أصابع الأوجاع العراقية" مجموعة قصصية للقاص حسب الله يحيى



"أصابع الأوجاع العراقية" مجموعة قصصية للقاص حسب الله يحيى
ياسمين خضر حمود
ضمن سلسلة سرد صدر مؤخراً عن دار الشؤون الثقافية العامة مجموعة قصصية للقاص حسب الله يحيى كتابه الموسوم "أصابع الأوجاع العراقية" وهو كاتب وصحفي كبير وناقد معروف طالما أمتعنا بموضوعاته المثيرة والتي تحاكي الواقع وتأخذ منه وتضيف إليه لمسات شجية معمقة بحجم الأسى العراقي الذي هو مهموم فيه دائماً وأبداً... وعن مجموعته القصصية الجديدة التي ضمنت في جوفها عشرون نصاً قصصياً ثيمته الأساس جاءت في مضمونها الحكائي تخاطب وتكون صوراً وأفكاراً ورؤى جميعها تصب في مفردة بسيطة تلك هي "الأصابع" لأنه يعطيها بعداً دلالياً كبيراً.
وسنتناول في عرض موجزاً لبعض القصص المختارة من هذه المجموعة تبدأ أولاً بـ (أصابع لم تعد أصابع)، تنتهي وبـ (أصابعي وأصابع الديك).
ومن القصص التي جاء فيها "أصابع بلون الأمنيات" تكلم القاص في هذه القصة عن أصابع طفلة صغيرة جاء فيها أنها كانت تثير شجوني وتبعث في روحي المسرات أراقب أصابع منى وهي تنمو مثل شجرة الروز التي زرعتها ورحت أراقب نموها وهي في حالة برعم يتنفس ومن ثم يورق وفي المرحلة الثالثة.. تبدأ تدريجياً صناعة الورد الحمراء. ظلت أصابع هذه الطفلة التي اسماها والدها منى تيمناً بأسم أمه التي يعرف جيداً دقائق طبعها الذي يختزل الحنان ويفيض على الآخرين طيباً ورقة.
إما القصة الثانية فكانت "كفن لها ولأصابعي" ومن النادر أن يكفن أحداً إصبعاً فالجزء يتبع الكل والكل يكفن بإجلال ووداع مملوء بالدموع إلا أن أصابعي باتت تعاني من الأزمة وتخشى شبح الموت في العراء بعيداً عن ارض تدفن فيها. أصابعي قطعت، وكل إصبع تم رميه في مكان... حتى لا يتجمع إصبع مع آخر... ويتحول الجمع إلى عشيرة والعشيرة إلى ناس متمردين تزداد أعدادهم يوماً بعد آخر.
الإصبع شاهد وشهادة الواحد ليس دلالياً ولا برهناً على ما حدث وما جرى ظل عصياً على فهم دامياً في عقلي وقلبي وروحي...
وأخيراً فقد تميز أسلوبه البسيط والسهل بإيصال أفكاره إلى القارئ دون أي تعقيد في فهم المعاني ودخوله إلى قلب القارئ دون طرقاً للأبواب الأمر الذي  جعلنا دائماً في شوق مستمر إلى معرفة قصصه التي كانت ولازالت مستفيضة من الواقع الذي يناقش همومه الاجتماعية للمجتمع.
أما القارئ لهذه القصص فبعد رحلته الطويلة المملوءة بالحزن والهم العراقي الجمعي لا يسعه لا أن يختزل في ذاكرته عبقاً اديياً مميزاً لأديب عراقي أصيل لفنه وبلده... قاصاً مبدعاً رصيناً في عرضه لأفكاره من مخزونه اللغوي معرفته العميقة والدالة على حباً لا مثيل له لإبداعه وتخليده في ذاكرة قارئيه إذا هو في قصصه هذه التي تتحدث كثيراً عن المآسي إلا أننا نجد فيها ما ينم عن إحساس عميق قد يحاكي الطفولة البريئة أو قد يرسم لنا صورة لحباً ولد بين اثنين في ظروف صعبة أو يتطرق إلى الأسرة مهتماً جل الاهتمام بدور ألام والأب وطبيعة هذا المكون الأسري وما يحدث فيه أن فقده احد إفراده.
تمد صفحات الكتاب بـ 240 صفحة من القطع المتوسط.
 


ليست هناك تعليقات: