الشاعر الكبير عفيفي مطر يغادرنا في صمت
توفي الشاعر المصري الكبير محمد عفيفي مطر عن خمسة وسبعين عاما، بعد معاناة مع المرض وغيبوبة طوال الأسبوع الماضي، ليودع أهله الاثنين 28-6-2010 في منزله بمنزله بقرية رملة الأنجب مركز أشمون محافظة المنوفية
يذكر أن مطر ولد عام 1935 بمحافظة المنوفية وتخرج في كلية الآداب من جامعة عين شمس، ، ويعد من أبرز شعراء جيل الستينات في مصر، ورأس محمد عفيفي مطر تحرير مجلة "سنابل" الثقافية الشهرية، وفاز بجوائز عديدة منها جائزة سلطان العويس من الإمارات في 1999، وجائزة طه حسين من جامعة المنيا ، وهو حاصل على جائزة الدولة التقديرية في عام 2006 بمصر، و جائزة الشعر من المؤسسة العالمية للشعر في روتردام (هولندا).
قالت عنه لجنة التحكيم في جائزة سلطان العويس إن "تجربته الشعرية أصيلة متنامية تستند إلى التراث الشعري العربي، قديمه وحديثه ، والشعر العالمي بمجمله، والموروث الشعبي والمعرفة الفلسفية، وتأمل الواقع الراهن والالتزام بقضاياه مما أتاح له تطوراً مفتوحاً متجدداً".
" ولعل المقارنة بين ديوانه "النهر يلبس الأقنعة" الذي ظهر قبل ربع قرن ودواوين أخرى ظهرت عقب ذلك، منها "أنت واحدها وهي أعضاؤك انتثرت" و "رباعية الفرح" تكشف عن مدى الجهد الشعري الخلاق المتطور الذي يجمع بين الجمالي والمعرفي، السياسي والصوفي، الملموس والرمزي".
محمد عفيفي مطر ولد بمحافظة المنوفية تخرج في كلية الاداب ـ قسم الفلسفة. ويعتبر مطر من أبرز شعراء جيل الستينات في مصر، وقد تنوّعت مجالات عطائه بين المقالات النقدية وقصص الأطفال وترجمة الشعر، وفاز بجوائز عديدة منها جائزة سلطان العويس في 1999. ومن دواوين عفيفي مطر 'الجوع والقمر' الذي صدر في دمشق عام 1972، 'ويتحدث الطمي' الذي صدر في القاهرة عام 1977، ورباعية 'الفرح'، وصدر في لندن عام 1990، واحتفالية 'المومياء المتوحشة'، وصدر في القاهرة عام 1992م
يقول عنه الشاعر الفلسطيني المتوكل طه'. لقد استطاع محمد عفيفي مطر- هذا الشاعر المنسي أو المُغيَّب - أن يقدم صيغة مبدعة لعلاقة الشاعر/ المثقف بالسلطة وإفرازاتها وهيمنتها وما تضعه حولها من نخب تتبنى وتردد أطروحاتها ، خالقة بذلك 'ظلاماً ' كثيفاً يمنع الرؤيا ويقتل الرؤية ويغتال البصيرة والحياة. إنّ مفردة 'الظلام' التي يستعملها الشاعر محمد عفيفي مطر هي من أكثر المفردات تكراراً في دواوينه الظلام الذي يعيشه الشاعر ليس فقط، في زنزانته التي يسميها 'جحيماً' وإنما في لحظته المعيشة وفي تاريخه. إن ما يعانيه ويكابده الشاعر جعله يرى الأشياء من جديد ويقرأ التاريخ بعيون وروح جديدة ، أو لنقل ، بنظرية جديدة هي نظرية 'الخوف من الخوف'. وما بين 'الظلام' و'الخوف' يكون الموت، وفي هذه الكآبة، والقتامة، تلد قصيدة الشاعر محمد عفيفي مطر، قصيدة تضجّ بالألم والفزع والكوابيس والرؤى المقتولة والأماني المغدورة ووجوه الأحبة الموتى والمدن التي يسكنها الأشباح كما أنها قصيدة مُركّبة تستند إلى الأسطورة التي يُعيد إنتاجها بلغة حداثية فلسفية، تؤكد أن صاحبها شاعر رجل يستحق الاحترام.
من أعمال عفيفي مطر:
• احتفاليات المومياء المتوحشة.
• فاصلة إيقاعات النمل .
• رباعية الفرح.
• أنت واحدها وهي أعضاؤك انتثرت.
• يتحدث الطمي.
• والنهر يلبس الأقنعة.
• شهادة البكاء في زمن الضحك.
• كتاب الأرض والدم.
• رسوم على قشرة الليل.
• الجوع والقمر.
• ملامح من الوجه الأمبيذوقليسي.
• من دفتر الصمت.
• من مجمرة البدايات.
وصدرت أعماله الكاملة عن دار الشروق سنة2000
نقرأ في أحدث قصائد عفيفي مطر:
لى خيمةٌ فى كلّ باديةٍ ولى كهفٌ ألوذُ بهِ
ولى طللٌ وشاهدُ مدفنٍ
وهديرُ كلبٍ حول نيران القِرى
وأنا المغنى جامعُ الأشعارِ من متردّمِ الشعراءِ
أروى ما رأيتُ لمن رأى
وأنا ربيبُ الدمع
كلُّ أراملِ الشهداءِ أُماتى
على وترين أسحبُ قوسَ أغنيتى
وأضربُ نقرةَ الإيقاعِ فى عظمِ الرباب
ومن ديوانه " صيد اليمام" يقول :
لم الخوف من طلقات الرصاص
ومقدور موتك في البحر :
أنفاسك الماء والملح ، والعشب في
القاع أكفان صمت الحرير الرحيم ؟
تهيّأ اذا وابدأ الركض والرقص بين
عيون البنادق
والبس من النار والذهب المتوقّد
قمصان عمرك ،
وادخل بلادك كلّ من عناقيدها
وتشمّم بها عرق الأهل ...
ما كان فيها لأعدائك الغاصبين
سوى شهوة الذئب،
ليس لهم في الوليمة الاّ الرصاص ،
فقم واقتحمها عليهم ،
فمقدورك الموت في البحر ما بين
ماء وملح حميم ..
لم الخوف من فورة البحر
ان كان مقدور موتك في وقدة النّار :
يرجع منك الرماد الى أصله
والغناء الى أفق ايقاعه
والحرائق في خضرة الروح تعلو
إلى منتهاها ؟!
رحمه الله رحمة واسعة وألهم أهله الصبر والسلوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق