الإمام الحسين ويزيد بن معاوية قراءة معاصرة
بقلم: صالح جبار خلفاوي
تبقى ثورة الإمام الحسين عليه السلام مدار بحث طالما وجدت شمس تشرق وارض يسعى عليها ناس .. فصرخته يوم العاشر من محرم ( ألا من ناصر ينصرنا )
ما كان المقصود منها :
الأساس في بناء الشموخ الذي تمتع به الإمام الحسين هو رده المزلزل ( مثلي لا يبايع مثله )الاعتداد بالنفس لا يأتي من فراغ ..
هذا الأمر يعود بنا الى بداية النشأة والبيئة التي اعطت لكل واحد صفاته التي تربى عليها
(مثلي) ليس أسلوبا للمقارنة بين الحسين ويزيد لآن الفارق الظاهر بينهما بعيد جدا يزيد خليفة (رئيس دولة ) الحسين (مواطن) القيمة المادية فارق كبير بين الاثنين لكن في الفارق الاجتماعي يزول الاختلاف الذي جسد حلقة وصل مقطوعة بين الطرفين للوصول الى تفاهمات.. لامتلاكه زخما كبيرا في الحضور والتأثير والقيادة .. إذا هو ليس مواطنا عاديا بل هو زعيما لمعارضة لها نفوذها .. هناك خطا عاما يجب أصلاحه بواسطة المعارضة ولا يتقبله الخليفة ..
(مثله ) التشابه غير وارد في مطلق حالة التطابق ..لاختلاف التوجهات والأهداف والرؤى .. صوت ( المواطن) أو المعارضة اقرب الى الجمهور .. لكي تبقى للسلطة بريقها ومقوماتها ووسائلها في السعي للتمسك بالحكم واستقطاب الجمهور الى جوار الصف الحكومي ..
(مثلي ) يعتمد على سلالة من زعماء روحانيين لا زعماء دنيويون يختفون في الشدة ويظهرون وقت زوال الأزمة ( كما حصل بين أمية وعمرو وقت المجاعة التي ضربت مكة قبل الإسلام .. اختفى أمية وظهر عمرو يهشم الخبز في القصاع فصار الفقراء يدعونه (هاشم بدلا من عمرو ) هذه المواقف لها دلالاتها بمسار تاريخي متصاعد ..
( مثلي – مثله )
وجاهة السلطة لها تأثيرها فهي امرأ يسعف الحاكم بفرض شخصيته كحاكم وإنسان له ميزة في إخضاع المقابل لإرادته .. لكن هذه الوجاهة مكتسبة أي إنها قابلة للزوال .. هناك وجاهة تنبع من التربية وممارسة طقوس معينة لا يمكن لها أن تزول مع دوام الممارسة ( سيماهم في وجوههم ) تصقل وفق تراتبية جاذبة لامة وذات مقبولية مجتمعية ..
هذا التشكيل له قوامه في التعامل البيني هو من يوجد أصول الأعراف لبناء قاعدة أخلاقية في البناء الجمعي ..
(مثلي ) عرف تحول الى قاعدة أخلاقية تكون مقدمة للبناء والصيرورة المراد زجها في النفوس قبل الأشياء الأخرى .. حصن ليس من السهل تجاوزه .. هو هدف يبتغي الوصول اليه لأجل إتمام الحاجة المطلوبة في السعي الى القيمة التي شكل جزء منها وفق معايير لا يختلف عليها ..
( مثله ) أيضا معيار لكنه معيار سلطوي وله هناته لأنه مبني على قاعدة مغايرة تعتمد البطش والقوة والترهيب والترغيب ..
التعامل البيني يعتمد على الحظوة والتنازل مع المصالح لاشتراطها عوامل نفسية وعضوية في التعامل والممارسة المضنية في التقرب والابتعاد عن مصدر السلطة والمغريات التي يحصل عليها ..
وابرز مثال لما نقوله سعد بن عمر : ( الري منيتي ..) ارتكاب الإثم يقابله إجازة مادية يحصل عليها المريد .. أو لا يحصل لكنها وعد في المعيار الممارس ولا يمكن الركون إليه لأنه مبني على عرف مهزوز وغير ثابت أو مستقر ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق