بقلم: أحمد إبراهيم الدسوقى
كثيراً.. ما كان هذا الآدمى .. يهوى جمعَ القلوب .. وهذا شىء معتاد .. كإنسان فى عالم البشر
لكن فى هذا اليوم المشؤم .. ومع كل ذهول حوائِه .. وجدته يطاول قامته .. بقامة السماء .. ويحاول صعود النجوم .. عن طريق العلم .. حتى يتسيدُها .. ويثبت لنفسِه .. وللشيطان أنه سيد الكون
نظرت اليه حوائُه المؤمنة .. نظرات ملؤها الشفقة والغضب .. ثم قالت مستنكرة .. فى تحذير
- يالجنون .. يا آدمى .. لا احد يتسلق السماء .. صعوداً للنجوم .. حتى يهيمن عليها .. أجننت .. أجننت
من تظنَ نفسك يا ضئيل .. إن العلم لن ينفعك .. مصيركَفى الجحيم .. إلى أبدِ الآبدين
السماءُ لا ترحم من يتجرأ عليها.. إعتبر من سالفيك .. وإقنع بدورك الصغير فى الحياة .. وردائكَ البشرى فى الخلق
لم يأبه بكلماتها ..حيث مَلكه الكبر والغرور .. وعدم الإتغاظ من سالفيه .. الكفار ومدعى الألوهية .. والمردة .. مسترقى السمع على السماوات .. والمؤمنين بالعلم .. المجرد من كل شىء .. بدون حدود ولا قيود
وفى صبيحة سنة بروجية .. أخذ متغابياً .. يَعد ويعد .. فى تجاهل لكل العلامات الإلاهية .. واحد اثنان ثلاثة .. اربعة خمسة ستة
وأخذ يجمع النجوم .. ويضعها فى جعبته .. الحمقاء العلمية .. ملقباً نفسه .. بصاعد النجوم .. ومتحدى الأقدار
وبعد ان إنتهى من هرطقاتهِ .. وأوليات خطوات كفرهِ .. جلس على عرشِ العلم .. وصمت وإبتسم هانئاً
إلتفت اليها .. حوائه المؤمنة .. ثم رمقها بنظرة المُنتصر .. وهو لا يدرى .. أنه انتصرَ على نفسه .. وهزم فطرته الآدمية .. وكينونته المخلوقة
ثم قال فى مسح .. من مسوح جنون العظمة .. وهو يلوح بيديه .. فى هوس الضعفاء المتألهين
- سالفاً.. قررت أن أحصدَ النجوم .. وها أنا أجمعها .. وأضعها فى جعبتى .. جعبة العلم .. يالسعادتى .. يالغبطتى .. لقد إنتصرت علي الأقدار .. والنواميس .. وعليكِحوائى
لكن .. لكن .. ما هذه الكرات النارية .. التى تملىء السماء .. الآتية تجاهى .. آه .. لابد أن النجوم .. ترسل تحياتها لى .. إلى سيد الكون الجديد
إنها الشهب .. نعم .. نعم .. إنها تتجه نحوى .. موجهة تجاهى .. لكن .. لكن .. يالهول .. إنها تندفع صوبى لتحرقنى .. آه .. آه .. واحسرتاه .. الشهب تحرق جسدى .. وصحائف علمى
لقد أحرقتنى الشهب.. وصرتُ كعصف مأكول .. لا أنا عدتُ إنسانا .. ولا صرت صاعد النجوم .. ولا نفعنى العلم
تباً لغرور الإنسان .. وضالة تفكيرى .. رحماك إلهى .. العفو العفو .. لقد ثبتُ إلى رشدى .. لكن لايفيد الندم .. بعد العدم
وها أنا أتلظى فى الجحيم .. أجمعُ صحائف علمى .. من قاع جهنم .. ليت الجميع يعتبرون من القصة
قصة الإنسان .. والسرى فى العلم .. والإنتهاء إلى طريقين .. إما .. العلم .. بدون رداء الدين .. والصعود إلى جهنم .. أو .. العلم .. مع الخضوع لله .. وسكون فسيح جناته .. بقدرته ورحمته الإلاهية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق