عالم افتراضي
بقلم: رحاب البسيوني
تشم رائحته قبل
أن تظهر قامته القصيرة, ينعكس ظله الصغير علي الحائط, فيبدو بقبعته
العجيبة كقزم خرج لتوه من عالم كرتوني,
تلوح علي وجهه ابتسامه مرحة بريئة ,ملابسهالملوثة وملامحه المرهقة تشي بيوم شاق... يختلس من زمنه ساعة يشعرفيها بطفولته ...
يبادرها بتحية صامتة,و.بيد ملوثة يخرج النقود ....
يشيرإلي جهاز (الكمبيوتر) في آخر
الغرفة (مكانه المفضل) ,,يحب أن يجلس وحيدا ,بعيدا عن باقي الصبية.
تسأله: نفس اللعبة...
يجيب:أيوه..
يسير وسط المكان
ناشرا البسمات والتحيات الصامتة علي رواده ,تمتزج رائحة ملابسه بعطورهم,,يجلس
علي مقعده ,ويضغط (ستارت), يسير بسيارته
الفارهة وسط السيارات, دائما ما يختار
اللون الأسود,إنه لون معظم السيارت التي تأتي
إلي (الورشة)..طالما حاول اختراق هذا العالم داخل السيارةمن خلال زجاجها
العاكس ,لكن لا يري إلا وجهه
الملوث تتماوج ملامحه علي السطح المصقول.
يندمج في اللعب ,يدخل بكيانه داخل السيارة و يزاحم ,يميل بسيارته أقصي اليمين ,فيميل جسده كلهثم يعود
لينحرف أقصي اليسار حتي يتفادي إحدي السيارت, يطلق الصرخات المنذرة لهذا وذاك,ثم يضعط (ستوب).
يخرج من عالمه
الإفتراضي إلي واقعه حيث شطيرة( الفول) ,يخرجها من جيبه ويأكل بيمناه وبيسراه يعاود
السباق بمهارة فائقة ..وحين تنتهي
اللعبة تكون سيارته قد تقدمت في
المركز الأول....
يبتسم في رضا ,يهز رأسه لها محييا ويغادر المكان ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق