2018/06/12

الرواية العربية بين الكم والكيف؟! بقلم/ محمود سلامه الهايشه

الرواية العربية بين الكم والكيف؟!
 بقلم/ محمود سلامه الهايشه

الرواية من فنون السرد الراقية، ولها كُتاب في كل أنحاء العالم يكتبوها بجميع اللغات، كانت معظم الروايات العربية حول منتصف القرن العشرين، تتحول إلى سيناريو وحوار ويشاهدها الجماهير داخل قاعات السينما، وجزء ليس باليسير يترجم للعديد من اللغات الأجنبية الحية كالإنجليزية والفرنسية، إلى أن وصل نجيب محفوظ للحصول على جائزة نوبل، وقد ضرب لنا أستاذنا الدكتور/عبدالله الحاج، في افتتاحية المجلة العربية –السعودية- العدد (464) – رمضان 1436هـ-يوليو 2015م، أمثلة للجوائز العربية في الرواية ومنها جائزة نجيب محفوظ، وجائزة نوبل في الآداب أعلى جائزة على المستوى العالمي ورفض الأديب الفرنسي جان بول سارتر لها لأنه تعد نهاية المبدع، أو رصاصة الرحمة تقتله كمبدع!! وبلغة الأرقام ناقش الرقم 700 رواية مطبوعة ومخطوطة التي كانت تتنافس على الفوز في مسابقة كتارا للرواية العربية للعام 2015م، أي 700 كاتب بـ 700 كتاب في صورة رواية، قدمت فقط لجائزة واحدة، فالسؤال ليس في ما مدى جودتها؟!، بل متى ستقرأها الجماهير العربية، في ظل انقراض وجود القراء، حيث كما هو معلوم بالضرورة طبقا لجميع التقارير والإحصائيات المحلية والعربية والعالمية، بأن أقل متوسط لعدد ساعات القراءة بين شعوب العالم توجد في العالم العربي!!، لذا اعتقد أن الرابح الأكبر من تلك المسابقات المهمة في العديد من الجوانب، هم لجان التحكيم التي تدخل معسكرات قراءة نقدية والمكلفة بفحص ودراسة هذا الكم الهائل من الأعمال الروائية!! دائماً يقال من يقرأ كثيراً بوعي وفهم كبيرين ولديه موهبة السرد، يكتب كتابات مرثونية ذات فكر ومليئة بفلسفة وخيال، فهل ننتظر روايات دونة بالعربية بأنامل كُتاب لا يقرأون ما دون من قبل بلغة الضاد أو ترجمة من الأدب العالمي إليه، أن تكون ذات مستوى ينافس على الأقل الروايات العربية لكُتاب عرب رواد هذا الفن رحلوا عن الدنيا ومازالت أعمالهم حية تمشي على الأرض وتسكن عقول ونفوس الإنسان العربي؟!، بكل تأكيد "لا"، من لا يقرأ كثيراً وبشكل جيد يمكنه أن يكتب كثيراً ولكن بصورة رديئة وتسمى حين إذ ثرثرة وتحبير أوراق تجمع في مطبوعة تسمى رواية!! وهذا يذكرني بكم الروايات التي عرضت في معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2015، والتي عرضتها دور النشر المصرية والعربية داخل قاعات وأجنحة المعرض، تعد بالآلاف، وقد تم إقامة حفلات توقيع بعدد الروايات الصادرة، وقد امتلأ المعرض بالرواد، حيث كان يأتي أو بمعنى أخرى يصطحب كل صاحب رواية أصدقائه وأقاربه ومعارفه لحفل التوقيع الخاص بروايته، وهم بالأساس لا نحسبه قراء حقيقيين، بل مجامليين محتفيين بالرواية التي جعلتهم يزرون معرض الكتاب لهذا العام، ومن الجائز للمرة الأولى في حياتهم؛ للدرجة التي جعلت دُور النشر تقول بأن المعرض امتلأ بالكتب ولم يمتلأ بالقراء بل بالجماهير التي أتت للتنزة، مما جعل نشاط مواقع التواصل الاجتماعي يسخرون من هذا الواقع المألم، وينشرون عدة صور لمجموعة من الشباب يحملون شاباً، ومكتوب عليها تعليق يقول: "قد تم العثور اليوم وسط المعرض على قارىء"!!..كمن وجد إبرة في كوم من القش!! وطالما نتحدث عن أرقام لها معنى في سوق الرواية العربية، نطرح بشكل مقتضب ظاهرة انتشرت جداً في السنوات الأخيرة تسمى "المئة نسخة"، وهي بأن تقوم دار النشر أو بالأحرى الناشر بطباعة 100 نسخة فقط من الرواية وتسمى الطبعة الأولى، ويقول أنه طبع ألف أو حتى ثلاثة آلاف نسخة للطبعة، وبالتالي تنفذ الطبعة، فيقوم بطباعة الطبعة الثانية ويغير في لوحة الغلاف، ....وهكذا بحيث قبل إنتهاء العام الأول على إصدار الرواية، تخرج التصريحات، وتنتشر الأخبار ويتم الاحتفال بالرواية والروائي بمناسبة صدور الطبعة العاشرة أو العشرين من الرواية، مما يجعلها في الصفوف الأولى وسط غيرها!!

ليست هناك تعليقات: