"ضجيج الضفادع"..
الرواية العاشرة للسيد نجم
أعطى
السيد نجم جهده اﻹبداعي وفي مجال الدراسات لمشروعه الثقافي حول مفهوم ومعطيات
"ادب المقاومة".. حيث نشر من قبل عدة كتب في تنظير مفهوم المقاومة
والتطبيقات الأدبية عليها. ربما يمكن إيجازه باعتبار المقاومة هي تعضيد الذات
الجمعية للشعوب ومواجهة الآخر المعتدي، الداخلي المتمثل فى الفساد واﻹضطهاد وفي
المعتدي الخارجي المتعارف عليه.
تجيء رواية "ضجيج الضفادع" حول
العلاقة المباشرة وغير المباشرة بين نهر السماء أو نهر النيل مع سكانه على
الضفتين، منذ أن عاش المصري الكهوف وحتى اليوم، تلك العلاقات الأبدية تتجدد جيلا
بعد جيل.
بدت
ثيمة الرواية حول علاقات متبادلة بين أفراد البيت القديم لعائلة مهندس الري "عبدالوارث
المصرى" بعضهم البعض، وما بين البلاد وأحوالها، باﻹضافة إلى شخصية
"جميلة" الطفلة النوبية التي تربت بينهم وأصبحت على رأس العائلة بعد
وفاة الزوجة "هانم" أم الاولاد.
أما وقد أحيل
"المصري" إلى المعاش، ولا يبقى سوى الحلوس أمام ضفة ترعة المنصورية، حيث
يطل المنزل القديم من جهته الخلفية عليها، يجلس ويتابع أفاعيل نقيق الضفادع وضجيجه
معه. شغله صوت نقيق الصفادع! ومعه يشرد ويتذكر، ليطلعنا عن أساطير المشي فوق الماء
وتواريخ ﺇنشاء القناطر والسدود، ومكانة النيل عن المصريين القدماء.
يبدو "المصري" وكأنه الشخصية المحورية،
لكنها تبدو الشخصية المفعول بها دومًا.. حتى أثناء الأحداث العنيفة، تلك التى عمت
البلاد فى عام 2011م.
.. تنقسم الرواية ﺇلى أربعة
أقسام..
"أصل
الحكاية".. يعرض تفاصيل
"عبدالوارث" و"جميلة" النوبية.. من خلال طفولته.. وبيان مكانة النيل عنده وعند
المصريين "مصر هبة النيل" أو هو "نهر السماء".. ثم مبكرًا
نعلم بشكل مقاومة "هانم" زوجته لمرض السرطان ولكنها تهزم.. أما الأبناء؛
"رامز" أصبح جنرالا فى الشرطة.. و"علام" صحفيًا، منذ طفولته ﺇنتهازيًا..
ثم "عصام" المتمرد وليس الثوري!
"ماذا يعنى
الصمت؟".. يتناول بيان هجمة الأحفاد والزوجتين وقد ﺇحتلوا البيت، حتى لم
يجد عبدالوارث فيه مكانًا للراحة هو وجميلة! ولم يعد له فيه ﺇلا الساحة الخلفية
أمام مياه المنصورية ونقيق أو ضجيجها.. بينما ﺇنشغل الجنرال واﻹعلامى وطالب الحقوق
عصام بتفاصيل الميدان.
"ضجيج
الصمت".. ذروة ضجيج أحداث ميدان التحرير، وأفاعيل الأولاد فى دار
عبدالوارث؟ .. وكان هتاف "تحيا مصر"، وهو ما ﺇستقبله كل فرد فى
العائلة بالمعنى الذى يظنه، ولا يخلو من النفعية.. فيشير عصام ﺇلى سابق خبرته
السيئة مع الشرطة وخرج لينتقم.. وعلام ما عاد يكتب سوى عما قاله من قبل، كأن ما
حدث كان من جراء كلماته! والجنرال الذي تصرف وكأنه القانون وليس من ينفذ القانون..
بينما بدا ضجيج الصمت مع عبدالوارث وجميلة فى تلك المعاناة من أحفاده!
"مصير نمل النار".. الجنرال أحيل
للتقاعد.. عصام يحاول ﺇقناع الأب بان يتزوج فى البيت العتيق، وهو ما يرفضه
عبدالوارث.. الأب زاد تعلقه بوحدته يتأمل مياه ترعة المنصورية ويتذكر المزيد من
أصحاب الكرمات؛ هؤلاء الذين يسيرون فوق المياه فى ﺇنتظار التحرر من أحفاده أو جيش
الهكسوس، وأفاعيل أولاده!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق