د.سمير أيوب يوقّع " حكاوى الرّحيل" في المكتبة الوطنيّة
الأردنيّة
أشهر الأديب الدّكتور سمير أيوب مجموعته
القصصيّة " حكاوى الرّحيل" الصّادرة عن دار هبة ناشرون وموزعون في
المكتبة الوطنيّة الأردنيّة بحضور د.نضال العياصرة ونخبة كبيرة من الأدباء
والكتّاب والنّقاد والأكاديميين والإعلاميين والحقوقيين والمهتمّين.وذلك برعاية
سمو الأمير سعيد الشّهابي،ومنارة العرب للثقافة والفنون،وسقيفة المواسم
الثقافيّة،ومؤسّسة سفراء الفنّ العربيّ التّشكيليّ ودار النّدوة الثقافيّة،وجمعية
حياتنا للتّنمية المجتمعيّة.
وقد
افتتح د.سمير أيوب الأمسيّة بتوطئة حول مجموعته لقصصيّة " حكاوى
الرّحيل" التي عدّها تشكّل تجربة سرديّة خاصّة شكلاً ومضموناً،وإعلان عن
ولادة سباعيّة "ثرثرات في الحبّ" التي أوّلها"حكاوى
الرّحيل"،ثم تتوالى لعدها مجموعات "حواريّات معها"،و"المرآة
وفلسفة القهوة"،و"الغامديّة وسعد"،وأحافير في
الحبّ"،و"عشوائيّات في الحبّ"،و"يا ابن الرّومي لا قواعد في
العشق".
أضاف أنّ هذه المجموعة هي الكتاب الرّابع عشر
له فيما قد صدر له من كُتب،وهي تضمّ أربعين حكاية مشبعة بِصُورٍ موحية من
"حكاوى الرّحيل الفرديّ،وتمتدّ أحداثها المكثفة غير المباشرة في تضاريس الوطن العربي كلّه،وتتبدّى وتتخفّى
مدلولات معانيها المحتلمة في ثنايا تجارب حياتيّة نابضة،وتأمّلات طوعيّة معمقة،وهي
تحاول الحفر في النّفس البشريّة؛لكشف بعض المسكوت عنه،وحماية خصائصه في الواقع
المعاش وعالم الافتراض دون اغتيال للمضامين.
وقد قال د.سمير أيوب في بداية حفل
التّوقيع:" هذه الأمسية إعلان عن ولادة سباعيّة ثرثرات في الحبّ...بعد انقطاع
دام ثلاثين عاماً من الغياب...أكرمني اللّه بمن رأى في حروفي ما يستحقّ
القراءة،فشجّعوني وألهموني وأشاروا عليّ،وأكرمني الله بمن أصرّ على جمع هذه
الحكاوى في كتاب فقدموا كلّ أشكال الدّعم".
وقد ذكر د.سمير أيوب أنّه يهدي هذا العمل
القصصيّ وأمسية إشهاره لأمّه المتوفّاة قائلاً:" أن يكون لك أمّ تلك
نعمة،احمدوا واحرصوا،أمّا أن يكون لك والدة وأمّ،فذاك والله رزق من الكريم
سبحانه،يستحقّ الشّكر والحمد.أنا ممّن رزقهم الله بخيرية والدتي،وفاطمة عمتي يرحمهما
الله".
وقد قام د.سمير بتقديم ضيوف الحفل معرّفاً
بمنجزهم الإبداعيّ والأكاديميّ،وهم :الأديبة والنّاقدة د.سناء الشّعلان من الجامعة
الأردنيّة،والشّاعرة فتحية طه حسين من فلسطين ،والشّاعر النّاقد محمد سمحان.
في حين قدّمت د.سناء الشّعلان ورقة نقديّة عن المجموعة القصصيّة بعنوان "العالم الأنثى والرّحيل المرأة في "حكاوى الرّحيل"،وقالت في معرضها:" د.سمير أيوب في هذه المجموعة يتلاعب بوعينا،يحتال- مع سبق الإصرار والتّرصّد- على دهشتنا،يوهمنا بأنّه يسرد قصصاً أو يؤثّث سيرة ذاتيّة بفسيفساء نسائيّة،إلاّ أنّه في أعماقه يقدّم سرداً ذكوريّاً فريداً لا سيما في السّرد العربيّ الذي تتغوّل الذّكورة فيه على الأنوثة،فيكون الرّجل- في الغالب- هو الجاذبيّة الكونيّة القهريّة التي يجب أن تدور المرأة في فلكها شاءت ذلك أم أبت،إلاّ أنّ تجربة د.سمير في حكاياته هذه تقدّم انطلاقة من المرأة ومروراً بها وانتهاءً إليها؛المرأة عنده هي الحكاية والحدث والرّحيل والألم والفرح في آن؛ولذلك فهو في هذه المجموعة القصصيّة يؤرّخ الزّمن والتّجربة والحدث بنساء يعقد لهنّ قصصاً خاصّة،وبذلك ينتقل السّرد عنده من سريّة البوح إلى علانيّة التّجربة.
في حين قدّمت د.سناء الشّعلان ورقة نقديّة عن المجموعة القصصيّة بعنوان "العالم الأنثى والرّحيل المرأة في "حكاوى الرّحيل"،وقالت في معرضها:" د.سمير أيوب في هذه المجموعة يتلاعب بوعينا،يحتال- مع سبق الإصرار والتّرصّد- على دهشتنا،يوهمنا بأنّه يسرد قصصاً أو يؤثّث سيرة ذاتيّة بفسيفساء نسائيّة،إلاّ أنّه في أعماقه يقدّم سرداً ذكوريّاً فريداً لا سيما في السّرد العربيّ الذي تتغوّل الذّكورة فيه على الأنوثة،فيكون الرّجل- في الغالب- هو الجاذبيّة الكونيّة القهريّة التي يجب أن تدور المرأة في فلكها شاءت ذلك أم أبت،إلاّ أنّ تجربة د.سمير في حكاياته هذه تقدّم انطلاقة من المرأة ومروراً بها وانتهاءً إليها؛المرأة عنده هي الحكاية والحدث والرّحيل والألم والفرح في آن؛ولذلك فهو في هذه المجموعة القصصيّة يؤرّخ الزّمن والتّجربة والحدث بنساء يعقد لهنّ قصصاً خاصّة،وبذلك ينتقل السّرد عنده من سريّة البوح إلى علانيّة التّجربة.
منذ العنوان هناك انتصار للمرأة؛فالدّكتور سمير
يتعمّد أن يتبنّى الجمع الخاطئ "حكاوى" انتصاراً لسرديّة النّساء
المورثات للّغة حيث جداتنا اللّواتي يجمعن كلمة "حكاية" على
"حكاوى"،ويدخرن في هذا الجمع المخالف للّغة أسرار السّرد والقصّ
والحكي؛ود.سمير ينصاع لجموعهنّ تواطئاً معهنّ على نقل تجربة الرّحيل بما تحمل من
ألم وفقد وتوجّع وتوجّد ورحيل عن اللّغة في التّوجّه إليها؛وبذلك ينحاز من جديد
إليهنّ،في حين يجبرنا على الانزياح من معنى الرّحيل عن الوطن إلى الرّحيل عن
المرأة؛وبذلك هو يلوح لنا بالحقيقة الكبرى في اعتقاده،وهو أنّ الوجود امرأة،وأنّ
الرّجل هو حكاية امرأة،وأنّه لن يكتب الحياة إلاّ بالمرأة ومع المرأة ولأجل المرأة"
"والأهمّ من ذلك إنّه يجعل من الرّحيل عن
المرأة معادلاً موضوعيّاً للرّحيل عن الوطن الذي شغله فكراً ونضالاً طوال حياته
انطلاقاً من سيرة حياته التي كرّسها للنّضال في سبيل القضيّة الفلسطينيّة؛وبذلك
نستطيع القول إنّ المرأة عند د.سمير أيوب في هذه المجموعة القصصيّة هي الأرض
والوطن والتّاريخ والفقد والألم والحلم والسّعادة وسبب الحياة،بل وسبب الموت إن
لزم الأمر.وهذا يقودنا إلى سؤال كبير ومشروع وملحّ،وهو لماذا اختار د.سمير أن يجعل
من الرّحيل عن المرأة معادلاً موضوعيّاً للرّحيل عن الوطن؟ وما هي القواسم
المشتركة بين الرّحيلين في تجربته الخاصّة؟ وما هي مصوّغات هذه الإزاحة عنده من
الوطن إلى المرأة ؟ "
" وبعد ذلك يتوالى ظهور النّساء في هذه
المجموعة،فيقفزن جميعاً من ذاكرة د.سمير أيوب،ويصنعن لهنّ خلوداً على
الورق،ويشاطرنه أزمة الرّحيل والحرمان،ويتلقّفن منه أسرار الحياة والوجود،ثم يقبعن
في أرض النّور حيث الكلمة.
لقد سمح د.سمير للنّساء أن يبحن بما في نفسه
من كلام،كما باح هو أيضاً بما يعتمل في أعماق وجدانه دون قلق أو وجل،وترك لنا
جميعاً أن ندخل إلى عوالمه وسيرته وقصصه،كما سمح لنا أن نشاركه نساءه الياسمينات
اللواتي يتضوّعن أريجاً وجمالاً وحضوراً وتأثيراً؛فهو لم ينتقِ لنا إلاّ بتلات
الزّهور.ولذلك لنا نقول له:" شكراً لك د.سمير على هذا الاحتفاء الجميل
بالمرأة الخلود"
أمّا الشّاعرة فتحية طه حسين من فلسطين فقد
عاينت تجربة الكتابة والفكر عند د.سمير أيوب في منجزه كاملاً،ثم التفتتْ
إلى"حكاوى الرّحيل" حيثُ قالتْ:" في حكاوى الرّحيل نعيش مع الكاتب
وجع الرّحيل بكلّ أشكاله،سواء أكان رحيل أجساد أم رحيل أرواح،أم رحيلاً موقّتاً أو
أبديّاً،نشاركهم الوجع الذي يحرمنا من النّوم،وإن نمنا ننام من وجع لا من
تعب".
" فكما يقول: شعور الفقد موجع يرهق القلب
فسحقاً له،ولكن حتى الرّحيل عند الكاتب راقياً وأنيقاً،فهو إذن أغلق الباب وتركه
موارباً،وإذ خذل الرّوح جعلها مشقوقة لا محطّمة،حتى إذا انتقل إلى العالم الآخر
لينفح من يفارق بالنّصائح والذّكريات الجميلة على أمل أن يُفتح الباب،وترقم
الشّقوق،ويتمّ اللّقاء في مكان وزمان آخر؛فروحه المتفائلة وفكره الفاعل المتوقّد
يصرّان على التّسلّح بالأمل حتى آخر رمق من حياته".
في حين قام الشّاعر النّاقد محمد سمحان بتقديم
قراءة نقديّة خاصّة في "حكاوى
الرّحيل"؛إذ تكلّم عن الافتتان اللّغويّ فيها،وما في ذلك من أثر عميق في التّأثير
على المتلقّي،وأخذه إلى عوالم القصص،مشيراً إلى أنّ هذه النّصوص قد تخلّت عن شروط
البناء والتّكوين القصصّية لصالح الافتتان اللّغويّ وكتابة التّجربة والشّعور في
دفقات سرديّة جميلة قائلاً:" جماليّات اللّغة التي يستحوذ على ملكاتها د.سمير
تشغلكَ عن كلّ شيء سواها،وتنسيك تفاصيل الحكاية،وتبعدكَ عن تصنيفها،وتسرقكَ مم
متابعة أحداثها،ممّا يضطركَ إلى أن تعي قراءتها لتغوص في حيثياتها".
كما أشار محمد سمحان إلى أهمّ ملامح البناء في
السّرد في "حكاوى الرّحيل"،ومنها خلق الشّخوص وتماهيهم مع الخيال بوصفهم
واقعيين،أو العكس،ودخول شخصوه على النّص بسلاسة وعفويّة دون صنعة أو مقدّمات،وبروز
أثر المخزون الثّقافيّ القرآني الموسوعيّ في قصصه".
وقد قام الإعلاميّ الأردنيّ نصر الزيادي -رئيس
مجلس إدارة منارة العرب للثقافة ورئيس مجلس إدارة وكالة عسى الإخباريّة- بتقديم
كتاب تقدير وشكر للدكتور سمير أيوب لمشاركته الفعّالة في المشهد الثّقافيّ
الأردنيّ.
وقد انتهى الحفلّ بتوقيع د.سمير نسخ"حكاوى الرّحيل" لجموع
الحاضرين،بعد أن دار حوار فكريّ بينه وبينهم حول تجربته الإبداعيّة في هذا
العمل،فقد أشار عدنان السّعودي إلى خصائص التّشكيل في أدب د.سمير،وأشاد أبو مينا
غبريال إلى فنيّة الاستدعاء والفكرة والمضمون في أدبه الذي يبني مؤسسّة فكريّة
قوميّة إنسانيّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق